رياضة

الليلة.. ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا قمة نارية بين ريال مدريد ومانشستر سيتي


محمد عبدالمحسن


نشر في:
الثلاثاء 9 مايو 2023 – 4:03 ص
| آخر تحديث:
الثلاثاء 9 مايو 2023 – 4:03 ص

تتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم إلى ملعب سانتياجو بيرنابيو في العاصمة الإسبانية مدريد، العاشرة من مساء اليوم، حيث مواجه الذهاب من نصف النهائي الأول لبطولة دوري أبطال أوروبا، أعرق البطولات في القارة العجوز، والذي يجمع بين ريال مدريد الإسباني وغريمه مانشستر سيتي الإنجليزي، في تكرار لنسخة الموسم الماضي من المسابقة، التي حقق ريال مدريد لقبها بالفوز في النهائي أمام ليفربول.

ريال مدريد تأهل إلى نصف النهائي بعد تخطيه عقبة ليفربول الإنجليزي في دور الستة عشر بنتيجة 6-2 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب، ثم الفوز على تشيلسي في ربع النهائي بأربعة أهداف دون رد في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.

أما مانشستر سيتي، فقد تأهل إلى نصف نهائي البطولة بعد الفوز على لايبزيج الألماني بثمانية أهداف لهدف في دور الستة عشر، كما تخطى بايرن ميونخ بأربعة أهداف مقابل هدف في مجموع مباراتي الذهاب والإياب في ربع النهائي.

وستكون مباراة اليوم فرصة لفريق مانشستر سيتي، بقيادة مدربه الإسباني بيب جوارديولا، للثأر من هزيمته في الموسم الماضي وتوديع البطولة أمام ريال مدريد، خاصة وأن السيتي يدخل مباراة اليوم في أفضل حالاته، بعد افتكاك صدارة الدوري الإنجليزي من أرسنال بفارق نقطة واحدة مع تبقي مباراة مؤجلة للسيتي، مما يمنح الفريق أفضلية لتحقيق اللقب مع الأمتار الأخيرة من صراع التتويج.

ويتسلح السيتي بمهاجمه الفتاك النرويجي إيرلينج هالاند، الذي حطم الرقم القياسي للأهداف في موسم واحد بالدوري الإنجليزي على مدار التاريخ، في سنته الأولى في المسابقة، ومتوسط الميدان المميز كيفين دي بروين، قائد الفريق، والذي يواصل تألقه المبهر خلال المواسم الأخيرة.

ومن المتوقع أن يدخل مانشستر سيتي مباراة اليوم بتشكيل مكون من إيدرسون في حراسة المرمى، أمامه ثلاثي في خط الدفاع كايل والكر، روبن دياز ومانويل أكانجي، وفي الوسط يلعب جون ستونز، رودري، بيرناردو سيلفا، كيفين دي بروين، إلكاي جوندوان وجاك جريليتش، خلف المهاجم الوحيد إيرلينج هالاند.

على الجانب الآخر، ربما لا يعيش الريال أفضل مواسمه بعد خسارة لقب الدوري الإسباني إكلينيكيًا لحساب غريمه التقليدي برشلونة قبل جولات عديدة من نهاية المسابقة، غير أن الفريق أنقذ موسمه المحلي بتحقيق كأس ملك إسبانيا قبل يومين فقط بالفوز على أوساسونا في النهائي.

كما أن الفريق الملكي يعول كثيرًا على تبدل حاله الدائم عند الظهور في دوري الأبطال، حيث يقدم الفريق مستويات قوية للغاية في البطولة القارية على عكس ما يظهر عليه في البطولات المحلية.

ويتسلح الريال بتألق الثلاثي الهجومي فينيسيوس جونيو، رودريجو جويس، والفرنسي كريم بنزيما، قائد الفريق، والذي يجيد الظهور عند الحاجة وفي المباريات القوية.

ومن المتوقع أن يدخل ريال مدريد مباراة اليوم بتشكيل يضم تيبو كورتوا في حراسة المرمى، أمامه الرباعي الدفاعي داني كارباخال، إيدير ميليتاو، أنطونيو روديجر وإدوارد كامافينجا، وفي الوسط يلعب توني كروس، فيدريكو فالفيردي وتشواميني في حالة عدم جاهزية لوكا مودريتش العائد من الإصابة، خلف الثلاثي الهجومي رودريجو جويس، كريم بنزيما وفينيسيوس جونيور. في سياق متصل تشهد مباراة اليوم مواجهة خاصة بين الإيطالي كارلو أنشيلوتي والإسباني بيب جوارديولا للعام الثاني على التوالي في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، البطولة التي توج بها أنشيلوتي 4 مرات، أكثر من أي مدرب آخر.

ولدى جوارديولا ذكرى سيئة حديثة أيضا أمام ريال مدريد في دوري الأبطال حين كان مدربا لبايرن ميونخ. حينها تواجه المدربان في نصف النهائي وفاز الريال في البرنابيو بهدف بنزيما، وترك كل الاحتمالات مفتوحة في مباراة العودة التي اعترف جوارديولا في كتاب “هير بيب” بأنه ارتكب فيها أكبر أخطائه. وفي مواجهات المدربين في دوري الأبطال، تميل الكفة لكارلو أنشيلوتي، لكن إجمالا فاز جوارديولا على أنشيلوتي عددا أكبر من المباريات.

وفاز جوارديولا 6 مرات على أنشيلوتي الذي فاز 5 مرات، حين كان الإيطالي مدربا لإيفرتون، ومرة واحدة في دوري الأبطال.

ولم تنته أي مباراة من المواجهات التسع التي جمعت بين المدربين بالتعادل، حيث سجلت فرق جوارديولا 21 هدفا وأنشيلوتي 14.

ولا يعد تكرار مواجهة الفريقين في نصف النهائي، بمثابة فأل حسن لريال مدريد أمام مانشستر سيتي. ومنذ بدء العمل بالمسمى الحديث لدوري الأبطال في موسم 1992-1993، لم تتكرر مواجهة بين فريقين في نصف النهائي في موسمين متتاليين سوى مرتين فقط.

وجاءت المرة الأولى في موسم 1999-2000، وحينها واجه ريال مدريد نظيره بايرن ميونخ، وتمكن الريال من الفوز ذهابا 2-0 في البرنابيو، وخسر في الإياب خارج أرضه 1-2، ليتأهل الملكي إلى النهائي ومن ثم توج باللقب على حساب فالنسيا.

وتكرر الموعد بين الفريقين في نصف نهائي الموسم التالي 2000-2001، ونجح بايرن في رد الدين، بعد الفوز ذهابا 1-0 في البرنابيو، وكرر الانتصار إيابا على ملعبه 2-1، ليتأهل البافاري للنهائي ويتوج باللقب أيضا على حساب نفس الفريق فالنسيا. أما المرة الثانية جاءت في نصف نهائي موسم 2006-2007، والذي شهد مواجهة إنجليزية خالصة بين تشيلسي وليفربول، وحينها فاز البلوز ذهابا على ملعبه ستامفورد بريدج بهدف دون رد، وحسم الريدز، الإياب على ملعبه أنفيلد بنفس النتيجة، قبل فوز الليفر بركلات الترجيح وتأهل للنهائي الذي خسره أمام ميلان.

وتجدد الصدام بين الفريقين في نصف نهائي الموسم التالي 2007-2008، وحينها تعادلا ذهابا في أنفيلد 1-1، وحسم تشليسي لقاء الإياب على ملعبه 3-2 بعد اللجوء للأوقات الإضافية، ليتأهل تشيلسي إلى النهائي والذي خسره أمام مانشستر يونايتد.

وبالتالي عندما يتكرر الصدام بين فريقين في موسمين متتاليين في نصف نهائي دوري الأبطال، ينجح الفريق الخاسر في اللقاء الأول في الانتقام خلال المواجهة التالية.. فهل يتواصل الأمر هذا الموسم وينتقم سيتي من ريال مدريد بعد خسارة الموسم الماضي؟ ووقع الاختيار على الحكم البرتغالي أرتور دياس، لإدارة مباراة ريال مدريد أمام مانشستر سيتي، وسيتولى أرتور دياس التحكيم في المباراة بمساعدة مواطنيه باولو سواريس وبدرو ريبيرو، واختير الإيطالي دانييلي أورساتو أنطونيو نوبري حكما رابعا.

أما مسؤولية التحكيم عبر تقنية الفيديو، فستقع على عاتق الإيطالي ماسيميليانو إيراتي والبرتغالي تياجو مارتينز.