تقرير: إسرائيل تقوم بتشكيل وحدة مكلفة بتصفية قوات وحدة النخبة التابعة لحركة حماس التي تقف وراء هجمات 7 أكتوبر

أفاد تقرير إن جهازي الموساد والأمن العام (الشاباك) شكلا مركز عمليات خاصة مكلف بتعقب وقتل أعضاء وحدة الكوماندوز التابعة لحماس التي قادت الهجوم الدامي الذي نفذته الحركة الحاكمة لغزة في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر.
بحسب موقع “واينت” الإخباري، سيتم تسمية الوحدة على اسم المنظمة اليهودية السرية “نيلي” التي تعود إلى حقبة الحرب العالمية الأولى، وهي اختصار لعبارة عبرية تعني “أبدية إسرائيل ليست كذبة”.
وقال التقرير إن هدف مركز القيادة سيكون القضاء على جميع مسلحي وحدة النخبة الذين شاركوا في الهجوم المباغت قبل أسبوعين، عندما اقتحم حوالي 2500 مسلح إسرائيل عن طريق البر والبحر والجو تحت وابل من الصواريخ، مما أسفر عن مقتل حوالي 1400 شخص، الغالبية العظمى منهم من المدنيين. كما احتجز المسلحون ما لا يقل عن 210 رهائن من كافة الأعمار قاموا بنقلهم إلى غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي بالفعل عن مقتل العديد من قادة النخبة في غارات نفذها منذ الهجوم الذي قادته حماس قبل أسبوعين، بما في ذلك بلال القدرة، الذي ترأس كتيبة خان يونس التابعة للوحدة بجنوب القطاع، وعلي القاضي، وهو قائد سرية.
يوم الأربعاء، أعلن الجيش أنه قتل أكثر من 10 من أعضاء النخبة خلال استهداف شخصيات قيادية للحركة في قطاع غزة.
ومع احتمال شن هجوم بري في الأفق، حذرت إسرائيل من أن كل عضو في حماس يواجه الموت، ولكن على رأس قائمة المستهدفين قياديين تتهمهما بأنهما العقلان المدبران لهجمات 7 أكتوبر وهما القائد العسكري لحركة حماس محمد الضيف وقائد الحركة السياسي في غزة يحيى السنوار.
يحيى السنوار (وسط الصورة)، زعيم حركة حماس في قطاع غزة، يصافح مقاتلا ملثما من الجناح العسكري خلال مسيرة بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس الحركة، في مدينة غزة، 14 ديسمبر، 2022. (Photo by MOHAMMED ABED / AFP)
وقالت إسرائيل إن السنوار “رجل ميت يمشي”، ومن المتوقع أن تكون عملية البحث عن أكبر قياديين للحركة في غزة عملية شرسة.
يوم الثلاثاء، قال وزير الدفاع يوآف غالانت : “أمام إرهابيي حماس خياران: القتل أو الاستسلام دون قيد أو شرط. لا يوجد خيار ثالث”.
ورد المتحدثون باسم حماس بأن الحركة الإسلامية الفلسطينية “لا تخشى شيئا”.
وتقول مصادر أمنية خارج غزة إن الضيف والسنوار موجودان الآن في شبكة من الأنفاق بنيت لمقاومة حملة القصف التي بدأت بعد الهجمات الوحشية على التجمعات السكنية والقواعد العسكرية القريبة من الحدود التي هزت إسرائيل في جوهرها.
لكن الرجلين أمضيا سنوات في العمل في الخفاء.
وخصت إسرائيل بالذكر السنوار البالغ من العمر 61 عاما، والذي تم انتخابه زعيما لحركة حماس في غزة في عام 2017 بعد أن أصبح إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة المدعومة من إيران. ووصف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيخت السنوار بأنه “وجه الشر” وأعلن أنه “رجل ميت يمشي”.
كان السنوار أحد الأعضاء المؤسسين لحركة حماس في عام 1987 خلال الانتفاضة الأولى وترقى في صفوفها كمدافع شرس عن الكفاح المسلح.
تخرج السنوات من الجامعة الإسلامية في غزة، وتعلم اللغة العبرية خلال 23 عاما قضاها في السجون الإسرائيلية.
وكان السنوار يقضي أربعة أحكام بالسجن المؤبد لقتله جنديين إسرائيليين عندما أصبح في عام 2011 الأبرز من بين 1100 أسير أمني فلسطيني تم إطلاق سراحهم مقابل الجندي الفرنسي الإسرائيلي غلعاد شاليط.
وُلد كل من السنوار والضيف في مخيم خان يونس في غزة وتم إضافتهما إلى قائمة الولايات المتحدة لأهم الإرهابيين الدوليين المطلوبين في عام 2015.

القيادي العسكري لحركة “حماس” محمد ضيف (courtesy)
ولا يُعرف الكثير عن الضيف، عدو الشعب رقم واحد بالنسبة لإسرائيل في العقدين الأخيرين، والذي اتُهم خلالهما بتنظيم هجمات انتحارية وعمليات اختطاف وعمليات أخرى.
لا توجد سوى صورة واحدة معروفة كاملة الوجه لقائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وعمر هذه الصورة لا يقل عن 20 سنة. في الصور الأخرى يظهر إما مرتديا قناعا أو واقفا في الظل لتجنب التعرف عليه.
ونقلت وسائل إعلام تابعة لحماس رسالة صوتية من الضيف في صباح يوم الهجمات التي أطلق عليها اسم عملية “طوفان الأقصى” قال فيها: “غضب شعبنا وأمتنا ينفجر”.
وُلد الضيف باسم محمد دياب المصري عام 1965، ويقال إنه لا يقضي أكثر من ليلة واحدة في نفس المكان. أطلق عليه أعداؤه لقب “القط بتسع أرواح” لأنه نجا من ست محاولات اغتيال على الأقل.
قُتلت زوجة الضيف وأحد أبنائه على الأقل في غارة جوية إسرائيلية خلال حرب غزة عام 2014. وبحسب ما ورد فقد الضيف إحدى عينيه وأصيب بالإعاقة بسبب محاولات اغتياله، لكن ذلك لم يضعف نفوذه.
انخرط مع حماس منذ الثمانينات وتم اعتقاله في بداية الانتفاضة الثانية لكنه هرب أو تم إطلالق سراحه من أحد سجون السلطة الفلسطينية في عام 2000، وأصبح قائدا للجناح العسكري لحركة حماس في عام 2002 وتحول إلى عدو إسرائيل البغيض منذ ذلك الحين.

أسلحة تم ضبطها مع مسلحي حماس في أعقاب هجومهم الدامي في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل، معروضة في قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل، 15 أكتوبر، 2023. تشمل الأسلحة بنادق وقذائف آر بي جي وألغام وأنواع مختلفة من العبوات الناسفة. (Israel Defense Forces)
وقد أرسلت إسرائيل تحذيرات متكررة لقيادة حماس منذ 7 أكتوبر.
وقال رئيس الورزاء بنيامين نتنياهو بعد أيام من اعتداءات 7 أكتوبر “كل عضو في حماس هو رجل ميت”.
لكن الخبراء يقولون إن القضاء على السنوار والضيف من شأنه أن يضعف حماس بشدة، لكنه لن يسحقها، وهو هدف إسرائيل المعلن.
يقول اتش.ايه. هيلير، وهو متخصص في الأمن الدولي في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، “من الواضح أن السنوار والضيف يمثلان قيادة ذات أولوية أولى، وخسارتهما من شأنها أن تلحق الضرر بحماس، لكن المرء يفترض أن الجماعة لديها خطط طوارئ في حال خسارتهما”.