أرباح تيسلا تنخفض 71% | هل يستطيع إيلون ماسك إنقاذ شركته؟

أعلنت شركة تيسلا منذ يومين عن التقرير المالي للربع الأول من السنة، والذي تضمن أرقامًا مثيرة للاهتمام، أبرزها هو انخفاض صافي الربح بنسبة 71% بالمقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
باعت تيسلا 336,681 سيارة خلال الربع الأول من 2025 بالمقارنة مع 386,810 في الربع الأول للعام الماضي، أقل بـ 12.9%. إجمالي العوائد كان 19.3 مليار دولار بالمقارنة مع 21.3 مليار، أقل بـ 9.4%. وصافي الربح لهذا العام كان 409 مليون دولار مقارنة بحوالي 1.4 مليار، الرقم الذي يمثل انخفاضًا حادًا بنسبة 71% في صافي الربح مقارنة بالعام الماضي.
العوائد من بيع السيارات الكهربائية فقط انخفضت بنسبة 20% بالمقارنة بالعام الماضي لتكون 13.9 مليار دولار. إن لم تكن تعلم فشركة تيسلا توفر أشياءً أخرى غير السيارات الكهربائية مثل ألواح الطاقة الشمسية والبطاريات وغيرها من الخدمات الرقمية والفعلية.
من الجدير بالذكر أن هامش الربح ارتفع لـ 16,3% مقارنة بالتوقعات التي كانت 15.82%، معنى ذلك أن تكلفة التصنيع أصبحت أقل ولكن المبيعات لم تكن كافية لينعكس ذلك بشكل إيجابي على صافي الربح.
هل نلوم التعريفات أم شيء آخر؟
قالت تيسلا في خطاب لملاك الأسهم: “تستمر حالة الشك في أسواق السيارات والطاقة في التزايد، حيث تؤثر سياسات التجارة المتغيرة بسرعة بشكل سلبي على سلسلة التوريد العالمية وهيكل التكاليف الخاص بتيسلا ونظرائنا، هذا الوضع، إلى جانب تغير في المشاعر السياسية، قد يكون له تأثير كبير على الطلب على منتجاتنا في المدى القريب”
جميعنا رأينا التعريفات الجمركية المفروضة من الرئيس الجديد دونالد ترامب والتي أخذت منعطفًا غريبًا إلى حد ما، فبعد جولات طويلة من التصعيد المتبادل، أعلن منذ أيام أن التعريفات الجمركية المرتفعة المفروضة على السلع الصينية ستنخفض “بشكل كبير”، لكنه شدد على أنها لن تعود إلى الصفر.

المهم هنا أن تيسلا لا تعتمد على الصين بشكل كبير لتصنيع سياراتها الكهربائية بالمقارنة بقطاع الطاقة والذي تأثر، تقول الشركة:
“بينما سيكون للوضع الحالي للرسوم الجمركية تأثير أكبر نسبيًا على قطاع الطاقة لدينا مقارنة بقطاع السيارات، فإننا نتخذ إجراءات لتحقيق الاستقرار في هذا القطاع على المدى المتوسط إلى الطويل، مع التركيز على الحفاظ على صحته واستدامته”
لكن هل فعلًا التعريفات الجمركية هي السبب، أم “التغير في المشاعر السياسية” هو العامل الرئيس؟
جنون ماسك والإطاحة بتيسلا
مع تولي ترامب الرئاسة في يناير الماضي، عين ماسك رئيسًا لهيئة الكفاءة الحكومية DOGE، وهي هيئة جديدة تعنى بتقليل النفقات الفيدرالية غير الضرورية، وأثار ماسك جدلًا لا نهاية له منذ توليه رئاسة هذا المنصب وكونه مقربًا للغاية من ترامب، فقد أوقفت المساعدات الأمريكية لجميع الدول حول العالم، وانخفضت ميزانيات البحث العلمي وغيرها من المشاكل التي أثارت سخط الكثيرين.
أضف لذلك تحية ماسك النازية التي قام بها في حفل تنصيب ترامب، والتي أدت لهجوم عنيف عليه وعلى شركته تيسلا، حيث ظهرت حركة Tesla Takedown التي اشتملت على احتجاجات واسعة أمام مقرات تيسلا، رسم علم النازية على محطات الشحن الكهربائية لتيسلا، حتى أن بعض ملاك تيسلا كتبوا على سياراتهم “اشتريتها قبل أن يجن ماسك” لتفادي تخريبها أو رسم علامات عليها.
وباع الكثيرون سياراتهم رغم انخفاض سعر السيارات المستعملة وكذلك بيعت أسهم كثيرة في تيسلا ما انعكس مباشرة على الأرباح لهذا الربع.
الوداع لـ DOGE ؟
بعد هذه الأرقام، ليس غريبًا أن يعلن ماسك التخلي عن DOGE والتركيز في شركته، في مكالمة الأرباح الأخيرة مع المستثمرين قال ماسك: “ابتداءً من الشهر المقبل، سأخصص المزيد من وقتي لتسلا، بعد أن تم إنجاز العمل الرئيسي في تأسيس وزارة كفاءة الحكومة”. وأضاف أنه سيستمر في دعم DOGE طالما يرغب الرئيس في ذلك، وطالما كانت هناك فائدة من وراء ذلك”
يفترض أن منصب ماسك كموظف خاص في الحكومة الأمريكية مقيد بـ 130 يوم فقط خلال الـ 365 يوم، حاليًا ترامب أكمل 93 يومًا منذ توليه الرئاسة، ما يعني أن ماسك سيتوجب عليه تقليل وقته في DOGE لا محالة.
خلال المكالمة، اعترف ماسك بوجود رد فعل قوي ضده، ولكن ألقى باللوم على مجموعات مجهولة تتلقى أموالا غير مستحقة، والتي أصبحت متضررة منه لأنه قلل النفقات التي كانوا يأخذونها هدرًا، هذا حسب زعم إيلون ماسك.
“من الواضح أنهم لن يعترفوا بأن السبب في احتجاجاتهم هو أنهم يتلقون أموالًا بلا داعي أو أنهم مستفيدون من سخاء غير مبرر”. وأضاف: “لكنني لا أعتقد أنني أستطيع تقديم سبب آخر”
وعود قوية، فهل تكفي؟
أيضًا وعد ماسك بالبدء في تصنيع سيارة تيسلا منخفضة التكلفة، والتي تأخرت كثيرًا. يعد ماسك أن يبدأ تصنيع الطراز الأقل سعرًا من تيسلا في النصف الثاني لهذا العام، ويتوقع أن تكون في حدود 30 ألف دولار.
يذكر أن المصنعين الصينيين متفوقون في هذا الجانب، هناك عدة سيارات تتراوح بين 20 و 30 ألف من الصين والتي تواجه ضرائب عالية عند تصديرها للولايات المتحدة، ولكن في باقي العالم فلا توجد تلك الميزة لتيسلا.
أكد ماسك خلال مكالمة الأرباح أن القيادة الذاتية الكاملة بدون مراقبة Unsupervised Full Self driving ستبدأ بالعمل في ولايتي تكساس وكاليفورنيا بحلول يونيو من هذا العام. وهذه ليست أول مرة يعد ماسك بالـ FSD تحديدًا، فهل يفي بوعده هذه المرة؟
أخيرًا، التاكسي ذاتي القيادة Robotaxi، كشفت عنه تيسلا العام الماضي وقدمت تفاصيل شحيحة، فيما يقوم المنافسون أمثال Waymo بالتوسع والعمل الفعلي على أرض الواقع، الـ Cybercab التي رأيناها أواخر العام الماضي لن تلمس الأسفلت حتى 2026 على أقل تقدير، ماسك يقول ان تصنيعها سيبدأ العام القادم.
ما ستقدمه تيسلا هو خدمة شبيه بـ Waymo، البداية ستكون في يونيو من هذا العام مع 10 إلى 20 سيارة تيسلا طراز Y تعمل بالقيادة الذاتية الكاملة دون الحاجة لسائق.
جدير بالذكر أن Waymo تستخدم مستشعرات Lidar والتي توفر دقة أعلى بكثير مقارنة بالكاميرات العادية لدى تيسلا.
كل هذه الوعود كانت كفيلة برفع سهم تيسلا رغم الأداء السيئ، فهل يترك ماسك السياسة ويركز في عمله؟ وهل يفي بوعده للمستثمرين؟ خصوصًا مع سجله السيء في المواعيد، وقد قال سابقًا أنه عادةً متفائل في هذا الشأن.
?xml>