بعد اتهام تايوان.. ترامب: الإدارات السابقة أضاعت صناعة الرقائق منا!

بعد اتهام تايوان، أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فتح ملف الهيمنة المفقودة للولايات المتحدة على صناعة أشباه الموصلات، مُحمّلًا الإدارات السابقة مسؤولية “ضياع” هذه الصناعة لصالح تايوان. وأكد ترامب أن البلاد ستستعيد “جزءًا كبيرًا” من هذا القطاع، مشيرًا إلى أن توسع شركة TSMC في الولايات المتحدة ليس سوى البداية.
بصراحته -أو ببجاحته- المعتادة، استحضر ترامب عهد الرئيس التنفيذي السابق لـ Intel أندي غروف وقال:
“كنا نمتلك Intel، وكان يديرها رجل يُدعى أندي غروف. كان رجلًا ذكيًا وقويًا. ثم رحل، وجاء بعده أشخاص لم يعرفوا ماذا يفعلون، وهكذا خسرنا صناعة الرقائق تدريجيًا، حتى أصبحت تقريبًا محتكرة من قبل تايوان. لقد سرقوها منا، أخذوها بالكامل”.
لكن المثير في تصريحات ترامب هذه المرة أنه لم يُلقِ باللوم على تايوان نفسها، بل حمّل الإدارات الأمريكية السابقة مسؤولية ما حدث، قائلًا:
“لا ألومهم، بل أُقدّر ذكاءهم. ألوم أولئك الذين جلسوا في هذا المقعد قبلي وسمحوا بحدوث ذلك. ولكننا الآن سنستعيد جزءًا كبيرًا من هذه الصناعة”.
كيف تخطط أمريكا لاستعادة الريادة المزعومة؟
لا تأتي تصريحات ترامب في فراغ، بل تتزامن مع تحركات ملموسة لإعادة توطين صناعة الرقائق في الولايات المتحدة. خلال العام الماضي، أعلنت TSMC عن استثمارات ضخمة بقيمة 165 مليار دولار لبناء خمس منشآت تصنيع متطورة في ولاية أريزونا، بالإضافة إلى مركز أبحاث جديد.
في الوقت نفسه، تحظى الشركات الأمريكية مثل Intel بدعم سياسي غير مسبوق، باعتبارها ركيزة أساسية لاستعادة الهيمنة على هذا القطاع الحساس.

لكن هل تستطيع أمريكا انتزاع الريادة من قبضة تايوان حقًا؟
رغم النوايا الواضحة لإدارة ترامب، فإن نقل سلاسل التوريد من تايوان إلى الولايات المتحدة ليس بالمهمة السهلة، إذ يتطلب تحولات مالية ضخمة لبناء مصانع جديدة على الأراضي الأمريكية، ونقل التكنولوجيا من تايوان إلى الولايات المتحدة (وهو ما لا تُرحب به تايوان)، وأخيرًا وليس آخرًا العامل الزمني، إذ حتى لو بدأ التصنيع في الولايات المتحدة اليوم، فإن بناء البنية التحتية وسلاسل التوريد المحلية قد يستغرق عقدًا أو أكثر.
فهل تعتقد أن أحلام ترامب ممكنة؟ أم أن الهيمنة التايوانية على سوق أشباه الموصلات ستستمر؟
?xml>