توربينات xAI تثير أزمة بيئية وسط مطالب بالشفافية

شهدت مدينة ممفيس في ولاية تينيسي الأمريكية موجة جديدة من الغضب الشعبي، بعد أن منحت إدارة الصحة في مقاطعة شيلبي تصريحًا لشركة xAI التابعة لإيلون ماسك، يسمح لها بتشغيل 15 توربينًا غازيًا ضمن منشأة الحوسبة الخارقة Colossus.
القرار الذي جاء بعد شهور من الاحتجاجات والمخاوف البيئية، لم يلق ترحيبًا من سكان المنطقة، الذين يرون أنه خطوة ناقصة وغير كافية لحمايتهم من الانبعاثات الضارة التي تهدد صحتهم وبيئتهم.
ينص التصريح الجديد على أن الشركة يجب أن تقوم بتركيب أفضل وسائل التحكم المتاحة للحد من التلوث، وذلك في موعد أقصاه الأول من سبتمبر 2025. كما يشترط التصريح أن تلتزم xAI بإجراءات صارمة لتوثيق كل حالات تشغيل وإطفاء التوربينات، وضمان عدم تجاوز نسب معينة من الانبعاثات.
لكن رغم هذه الشروط، يرى السكان المحليون والمنظمات البيئية أن الترخيص يتغاضى عن انتهاكات قائمة، ويسمح بتشغيل منشأة يعتقد أنها تلوث الهواء منذ أكثر من عام دون رقابة فعلية.
صور الأقمار الصناعية تثير الجدل
أحدث ما أثار الجدل كان ما كشفت عنه صور حرارية التقطتها الأقمار الصناعية في الأول من يوليو الجاري، حيث أظهرت الصور 24 توربينًا غازيًا قيد التشغيل أو التركيب في موقع منشأة xAI، وهو عدد يفوق بكثير ما غطاه التصريح الرسمي الذي حدد 15 توربينًا فقط.
أشعلت هذه المعطيات موجة من الانتقادات، حيث اعتبرها السكان دليلاً دامغًا على أن الشركة كانت ولا تزال تشغل معداتها دون إذن قانوني كامل، ما قد يؤدي إلى تلوث هوائي كبير في منطقة تعاني أصلًا من ضعف جودة الهواء.
كما اعتبرت منظمات مثل مركز القانون البيئي الجنوبي (SELC) أن تجاهل الجهات التنظيمية لهذا التباين يرقى إلى مستوى التواطؤ أو الإهمال الفاضح. فالترخيص الممنوح لا يشمل جميع التوربينات، ولا يعالج المخاوف الحقيقية التي عبر عنها السكان، خصوصًا أن منطقة جنوب ممفيس، حيث تقع المنشأة، تضم مجتمعات ذات غالبية سمراء تاريخيًا، وتُعد من بين المناطق الأكثر تضررًا بالتلوث الصناعي في الولاية.
انتقادات لاذعة للسلطات الصحية في شيلبي
لم يمر القرار مرور الكرام لدى منظمات المجتمع المدني. فقد وصفت رئيسة منظمة الشباب والبيئة، قرار منح الترخيص بأنه تذكير صارخ بأن صحة مجتمعاتنا لا تزال تُهمَل لصالح الشركات. وأضافت أن التلوث في جنوب ممفيس ليس مجرد مشكلة تقنية بل هو أيضًا قضية عدالة بيئية واجتماعية.
كما أكد آخرون أن ما حدث هو تجاهل واضح لقانون الهواء النظيف، وأن السلطات منحت الضوء الأخضر لشركة أخرى لتلوث منطقة تعاني أصلًا من عبء بيئي ثقيل دون توفير الحماية الكافية. وتدرس المنظمة حاليًا خياراتها القانونية، بالتعاون مع منظمات أخرى، لمحاسبة xAI ومطالبتها بالكشف الكامل عن عملياتها.
الواقع الصحي يضاعف القلق
يعاني السكان في الأحياء المحيطة بمنشأة xAI من مشاكل صحية متراكمة، أبرزها ارتفاع معدلات الربو، وأمراض الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى معدلات إصابة بالسرطان تفوق المتوسط الوطني بأربع مرات. تعزز هذه الإحصاءات من شعورهم بالظلم، وتدفعهم للمطالبة بوقف أي أنشطة صناعية قد تزيد الوضع سوءًا.
رغم كل هذه الاعتراضات، يُلزم التصريح شركة xAI بتوثيق كافة عمليات التشغيل والإغلاق والصيانة للتوربينات، بالإضافة إلى الاحتفاظ بسجلات مفصلة لمدة خمس سنوات حول الانبعاثات واستهلاك الوقود وصيانة معدات التحكم.
كما يفرض عليها تقديم تقارير نصف سنوية، أولها مقرر في نهاية ديسمبر 2025. وهناك أيضًا قيود على مدة وعدد مرات تشغيل التوربينات، إذ لا يسمح لها بأكثر من 22 مرة تشغيل أو إيقاف لكل توربين في العام، بإجمالي لا يتجاوز 110 ساعات سنويًا.
لكن هذه الشروط، وفقًا للناشطين، لا تغطي سوى 15 توربينًا من أصل 24، ما يجعلها جزئية ولا تضمن حماية شاملة.
مستقبل غامض في ظل توسع الشركة
لا يتوقف الأمر عند منشأة ممفيس الحالية، فالشركة أعلنت عن مشروع جديد لبناء مركز بيانات آخر في حي وايتهايفن القريب، ما يثير مخاوف جديدة بشأن اعتمادها المستمر على التوربينات الغازية كمصدر للطاقة.
وحتى الآن، لم تفصح xAI عن تفاصيل مصادر الطاقة لهذا المشروع، ما يزيد من حالة الغموض ويغذي المخاوف بين الأهالي والمنظمات البيئية.
?xml>