على مدار السنوات القليلة الماضية، انتشرت شائعات تُشير إلى أن آبل تريد إطلاق جهاز آيفون بدون منافذ، مما سيوفر تجربة شحن لاسلكية بالكامل. حتى أن الشركة نشرت بالفعل عدد من براءات الاختراع لجهاز آيفون مصنوع بالكامل من الزجاج ويعمل بدون منافذ أو أزرار. ولعل تصميم آيفون بدون منافذ يتماشى مع استراتيجية أبل التي تهدف إلى الاعتماد في المستقبل القريب على التقنيات اللاسلكية عندما يتعلق الأمر بالشحن و كذلك نقل البيانات. كما أن إزالة المنافذ، سوف يجعل جهاز الأيفون أكثر أناقة وانسيابية. والسؤال هنا، شركة بحجم آبل لديها موارد مالية وبشرية ضخمة، لماذا لم تصنع حتى الآن جهاز آيفون بدون منافذ، الإجابة سوف نستعرضها خلال السطور التالية.
رحلة آبل نحو تصميم آيفون بلا منافذ
تصميم جهاز آيفون بدون منافذ، لطالما كانت فكرة مغرية جدا لشركة مثل آبل التي تبحث عن كل ما هو مبتكر ورائع لتقديمه لمستخدميها. ولكن الأمر ليس بتلك السهولة التي تتخيلها، هناك عدد من العقبات والتحديات التي تقف أمام وصول صانع الآيفون لمراده وتحقيقه ما يصبو إليه. ولنلقي نظرة سريعة ونتعرف على رحلة آبل نحو تصميم آيفون بلا منافذ وأهم التحديات التي منعتها من إطلاق ايفون بلا منافذ:
القيود التنظيمية في الاتحاد الأوروبي
فكرت آبل في تحقيق حلمها نحو تصميم آيفون بلا منافذ مع آيفون 17 Air المتوقع إطلاقه هذا العام، ويقول مارك جورمان من بلومبيرج إلى أن الشركة كانت تخطط لتصميم جهاز بدون منفذ USB-C، مما يعني أنه سيُشحن فقط عبر MagSafe. لكنها قررت في النهاية التخلي عن حلمها هذه المرة لوجود مخاوف داخلية من أن إزالة منفذ يو اس بي في سيجعل الشركة في مرمي نيران الجهات التنظيمية في الاتحاد الأوروبي التي تُلزم شركات التكنولوجيا استخدام منفذ موحد أو مشترك.
ردود الفعل السلبية من العملاء
أيضا محاولة التخلص من منفذ الشحن في هواتف الآيفون بالكامل سيُثير حفيظة المستخدمين بلا شك. هل تتذكرون عندما قامت الشركة بإلغاء منفذ سماعة الرأس في آيفون 7، لاقى ذلك استياءً كبيرًا وانتقادات لاذعة من قبل المستخدمين.وفي نفس الوقت، قامت الشركات المنافسة وعلى رأسهم سامسونج، بالسخرية من قرار آبل لفترة طويلة قبل أن تحذو حذوها في النهاية وتُزيل منفذ سماعة الرأس من هواتفها الذكية.
منفذ USB-C أصبح معيارًا عالميًا
تدعم طُرز ايفون 16 الآن الشحن اللاسلكي MagSafe بقوة تصل إلى 25 واط، كما تدعم الشحن السريع عبر ماج سيف ومحول طاقة بقدرة 30 واط. يسمح الشحن السريع للايفون بشحن البطارية حتى 50% خلال 30 دقيقة، كما أن الشحن عبر MagSafe يضع الشحن اللاسلكي على قدم المساواة مع الشحن عبر منفذ USB-C. لكن المشكلة هنا أن منفذ USB-C أصبح معيار عالمي حيث يتواجد في معظم الأجهزة الإلكترونية، ويعتمد العديد على هذا المنفذ للشحن ونقل البيانات عبر العديد من الملحقات الأخرى. وبإزالته، سوف يكون لدى المستخدم خيارات أقل لتوصيل الشواحن والكابلات في هاتفه الذكي من آبل.
تكلفة الانتقال للشحن اللاسلكي
الانتقال نحو آيفون بدون منافذ يعني التحول للشحن اللاسلكي بالكامل. سيضطر المستخدم لشراء شواحن ماجسيف و محولات طاقة بشكل منفصل. يبلغ سعر شاحن MagSafe الجديد من آبل بقوة 25 واط 40 دولارًا. مع ذلك، لا يشمل هذا السعر محول الطاقة. تشير الشركة إلى أنك بحاجة إلى محول طاقة بقوة 30 واط على الأقل للحصول على سرعة شاحن MagSafe الكاملة. يكلف محول الطاقة حوالي 30 دولارًا، مما يجعل التكلفة الإجمالية حوالي 70 دولار (ليس مبلغًا زهيدًا). هذا يعني 70 مليار دولار ستجنيها آبل على الفور بمجرد الانتقال نحو ايفون بدون منافذ. قد لا يقبل الكثير ويشعرون بأن الشركة تحاول سرقة أموالهم بشكل غير مباشر.
هذه هي العقبات أو التحديات التي تحاول الشركة تطويعها لصالحها خلال الفترة القادمة. ويمكن القول بأن آبل تتمتع بثقل هائل كقوة للتغيير، وعندما تكشف النقاب عن آيفون بدون منافذ ستتعرض في البداية للسخرية من قبل المنافسين، لكنهم سرعان ما سيقلدونها كما يفعلون دائمًا. هذه هي طبيعة السوق، تقوم آبل بوضع المعايير، ثم يتبعها الآخرون، وبمجرد تقديم آيفون بلا منافذ، سوف يكون هذا الجهاز هو المعيار الجديد في قطاع الهواتف الذكية على مستوى العالم.
هل ستتجرأ آبل في المستقبل؟
في الختام، يبقى الآيفون بدون منافذ حلم مؤجل يراود شركة آبل. ولعل الفضل في ذلك يرجع إلى التحديات التقنية وجاهزية السوق، بالإضافة إلى القوانين والتشريعات التنظيمية. أيضا دعونا لا ننسى التكلفة التي ستتكبدها ابل من أجل تطوير تقنيات لاسلكية متقدمة وبنية تحتية متطورة. كل هذا قد يعمل على تأخير الشركة في الوصول إلى جهاز ايفون بلا منافذ. ولكن بمرور الوقت، سوف يتحول الحلم إلى حقيقة واقعة.
?xml>
