تكنولوجيا

ميتا تدخل عالم الروبوتات الشبيهة بالبشر: رهانها الكبير القادم

في خطوة تعكس طموحاتها التكنولوجية المُتزايدة، أعلنت شركة ميتا عن دخولها مجال الروبوتات الشبيهة بالبشر التي تعمل بالذكاء الاصطناعي. هذه الخطوة تأتي كجزء من استراتيجية الشركة لتوسيع نطاق تأثيرها في مجالات الواقع المعزز AR والذكاء الاصطناعي AI.

تعتزم Meta استثمار موارد كبيرة في تطوير روبوتات قادرة على أداء مهام جسدية مُعقدّة، بدءًا من الأعمال المنزلية.

اقرأ أيضًا:

كيف ترى ميتا مستقبل التكنولوجيا بعين ثالثة؟

من ضمنها سوارٌ يُسجل يومك.. أبرز منتجات الذكاء الاصطناعي في CES 2025

استثمارات ضخمة وفريق لتطوير الروبوتات

وفقًا لمصادر مطلعة، ستُشكّل Meta فريق جديد ضمن قسم أجهزة Reality Labs، والذي سيكون مسؤولًا عن تطوير هذه الروبوتات. سيترأس هذا الفريق مارك ويتن، الذي استقال مؤخرًا من منصبه كرئيس تنفيذي لقسم السيارات ذاتية القيادة في شركة Cruise التابعة لشركة General Motors.

ويتن، الذي يتمتع بخبرة واسعة في مجال التكنولوجيا من خلال عمله السابق في Unity Software و أمازون، سيقود جهود ميتا لتحقيق طموحاتها في هذا المجال.

تخطط Meta للعمل على تطوير هاردوير الروبوتات، مع التركيز في البداية على الأعمال المنزلية. ومع ذلك، فإن طموح الشركة الأكبر يتمثل في إنشاء ذكاء اصطناعي أساسي، ومُستشعرات، وبرمجيات (سوفت وير) يمكن استخدامها من قبل شركات أخرى لتصنيع وبيع الروبوتات.

هذا النظام يشبه إلى حدٍ كبير ما فعلته Google مع نظام أندرويد، حيث وفرت الأساس التكنولوجي الذي بنّت عليه الشركات الأخرى مُنتجاتها.

التعاون مع شركات الروبوتات والتركيز على المنصات

بدأت ميتا بالفعل في مُناقشة خططها مع شركات روبوتات أخرى، بما في ذلك Unitree Robotics و Figure AI. وفي الوقت الحالي، لا تخطّط الشركة لبناء روبوت يحمل علامتها التجارية الخاصة، وهو ما قد ينافس مُباشرةً روبوت Optimus من تسلا، ولكنها قد تفكر في ذلك في المُستقبل.

بدلاً من ذلك، تركّز الشركة على تطوير منصة تكنولوجية يمكن أن تستخدمها شركات أخرى لبناء روبوتاتها الخاصة.

يعتقد مارك زوكيبرج وباقي المسؤولين التنفيذيين في Meta أن التقدم الذي أحرزته الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى البيانات التي جمعتها من أجهزة الواقع المعزز والافتراضي، يمكن أن يُسرّع من تطوُّر صناعة الروبوتات الشبيهة بالبشر.

على الرغم من أن الروبوتات الحالية لا تزال غير قادرة على أداء مهام مُعقدّة مثل طيّ الملابس أو حمل كوب من الماء، إلا أن Meta تعتقد أن استثماراتها في هذا المجال يمكن أن تغيّر هذا الواقع.

التحديات ومستقبل الروبوتات الشبيهة بالبشر

تعد الروبوتات الشبيهة بالبشر تطورًا طبيعيًا للعمل الذي تقوم به الشركات في مجال المركبات ذاتية القيادة. فهي تستخدم تقنيات أساسية مُماثلة وتتطلّب كميات كبيرة من البيانات ومُعالجة الذكاء الاصطناعي.

ومع ذلك، فإن التحدّيات التي تواجهها الروبوتات في المنازل أكبر بكثير من تلك التي تواجهها في الشوارع، حيث أن كل منزل له تصميم مُختلف، والذي يتطلّب قدرة أكبر على التكيُّف والتعلُّم.

تعمل Meta على تطوير أدوات لسلامة الروبوتات، ومُعالجة المخاطر المُحتملة مثل تعلُّق يد الروبوت في محرك أو جزء آخر منه. كما تبحث الشركة في قضايا تتعلق بسلامة الطاقة، مثل كيفية إيقاف تشغيل الروبوت أو توقفه عن العمل في مُنتصف المهمة إذا نفدت طاقته.

على الرغم من أن التحوُّل الرسمي نحو الروبوتات البشرية جديد بالنسبة لشركة Meta، فإن مجموعة أبحاث الذكاء الاصطناعي الأساسية (FAIR) التابعة للشركة كانت تستكشف وتنشر أوراقًا حول عمل الروبوتات مُنذ أشهر.

بدأت شركة Apple هي الأخرى في نشر أوراق بحثية حول الذكاء الاصطناعي المتعلق بالروبوتات.

تعتقد ميتا أن الروبوتات البشرية لا تزال على بعد عامين على الأقل من أن تكون متاحة على نطاق واسع، وقد تمر سنوات قبل أن تصبح منصة الشركة جاهزة لدعم منتجات الطرف الثالث.

ومع ذلك، فإن هذه الجهود تعكس التزامها بقيادة التطورات التكنولوجية في هذا المجال، وتأكيدها على أن الروبوتات ستكون محورًا رئيسيًا لصناعة التكنولوجيا في المُستقبل.
 

?xml>