تكنولوجيا

Nvidia تحذر: هواوي قد تسيطر على السوق الصينية حال انسحاب واشنطن

حذّر جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، من العواقب المحتملة لاستمرار الولايات المتحدة في فرض القيود على تصدير أشباه الموصلات المتقدمة إلى الصين، مشيراً إلى أن شركة هواوي قد تستفيد من هذه الفجوة لتسيطر على السوق المحلية وتوسع نفوذها العالمي. وأكد خلال مشاركته في مؤتمر “فيفا للتكنولوجيا” بالعاصمة الفرنسية باريس أن هواوي “غطت السوق الصينية بالكامل، بل وتستعد لتغطية بقية الأسواق أيضاً”، إذا واصلت واشنطن سياسة العزلة.

التكنولوجيا الأمريكية لا تزال متقدمة

أشار هوانغ إلى أن التكنولوجيا الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي لا تزال متقدمة بجيل كامل مقارنة بما تمتلكه الصين حالياً، ما يمنح الولايات المتحدة ميزة استراتيجية واضحة. ومع ذلك، شدد على أن هذا التفوق لن يدوم إذا تم التخلي عن نصف الباحثين في الذكاء الاصطناعي في العالم، في إشارة إلى الصين التي تستثمر بقوة في تطوير بيئة محلية لتصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي.

وأضاف قائلاً:

” إن بقاء جميع مطوري الذكاء الاصطناعي داخل الصين سيؤدي حتماً إلى انتصار البنية التكنولوجية الصينية، ونحن بحاجة إلى التفكير في العواقب بعيدة المدى لأي قرارات تُتخذ على المدى القصير”

الصين تبني منظومتها التكنولوجية الخاصة

في ظل العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة، كثفت الصين جهودها لبناء منظومة داخلية مكتفية ذاتياً في مجال الرقائق والذكاء الاصطناعي، مدعومة بشركات محلية مثل هواوي التي أصبحت رمزاً لمقاومة القيود الغربية. وفي هذا السياق، صرّح رن تشنغفي، مؤسس شركة هواوي، لصحيفة “الشعب” الصينية بأن شركته لا تزال متأخرة بجيل عن التكنولوجيا الأمريكية، مشيراً إلى أن التقييمات الأمريكية لقدرات هواوي قد تكون مبالغاً فيها، وأن الطريق لا يزال طويلاً.

أكد هوانغ أن المسألة لا تتعلق فقط بالمنافسة بين شركتين أو دولتين، بل بمن سيضع الأسس التقنية التي سيبني عليها الذكاء الاصطناعي في المستقبل. وقال:

“إذا أردنا أن تنتصر البنية التكنولوجية الأمريكية عالمياً، فلا يمكن تجاهل نصف مطوري الذكاء الاصطناعي في العالم”.

وأشار إلى أن الأمر لا يتوقف على بيع الرقائق، بل يتعلق بالهيمنة على البنية التقنية العميقة التي تشكل أساس أنظمة الذكاء الاصطناعي.

التوترات التجارية تؤجج الصراع

شهد قطاع التكنولوجيا العالمي توترات حادة خلال الأشهر الماضية نتيجة التصعيد المستمر بين الولايات المتحدة والصين. فقد فرضت واشنطن قيوداً صارمة على تصدير أشباه الموصلات المتقدمة إلى الشركات الصينية، كما أعلنت نيتها تشديد إجراءات منح التأشيرات للطلاب الصينيين، خصوصاً في التخصصات التقنية الدقيقة مثل الذكاء الاصطناعي وهندسة الرقائق. وردت بكين باتهامات إلى واشنطن بأنها تسعى إلى تعطيل مفاوضات التجارة والتأثير على سلاسل الإمداد العالمية، لا سيما من خلال تحذيراتها المتكررة من استخدام المنتجات الصينية، وفي مقدمتها رقائق هواوي.

لكن في تطور مفاجئ، أعلن الرئيس الأمريكي مؤخراً عن التوصل إلى اتفاق مبدئي مع الحكومة الصينية يهدف إلى تهدئة التصعيد وفتح قنوات تعاون جديدة في مجالات التقنية والتجارة. ويُتوقع أن يشمل الاتفاق إعادة النظر في بعض القيود المفروضة، ما قد يعيد بعض التوازن إلى سوق التكنولوجيا العالمي ويخفف من حدة المواجهة بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم.

في هذا السياق، أكد هوانغ أن دوره الأساسي هو توضيح طبيعة تكنولوجيا إنفيديا للرئيس الأمريكي وفريقه، قائلًا:

“الرئيس ترامب يعرف ما يفعله، ولديه خطة واضحة، ونحن سندعمه بأفضل ما يمكن”

أوروبا لاعب مستقل في عالم الذكاء الاصطناعي

لم تقتصر جولة هوانغ على باريس، بل بدأها من لندن حيث عبّر عن إعجابه بمجتمع الذكاء الاصطناعي في المملكة المتحدة، واصفاً إياه بأنه “من بين الأغنى في العالم”. كما أعلن التزام شركته بالاستثمار في السوق البريطانية.

في فرنسا، أثنى هوانغ على الإمكانات التقنية الهائلة، مشيراً إلى أن باريس تمتلك كل العناصر اللازمة لتصبح قوة تصدير للذكاء الاصطناعي، تماماً كما تصدّر الطاقة. وأضاف أن أوروبا قادرة على أن تكون سوقاً مستقلاً بذاته، بعيداً عن الصين أو أي نفوذ آخر.

اختتم هوانغ حديثه بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي يمثل الطبقة الأساسية لكل صناعة في المستقبل، مشيراً إلى أن حجم اقتصاد الذكاء الاصطناعي في أي منطقة سيعادل ناتجها المحلي الإجمالي في المدى الطويل. ولذلك، يرى أن السوق الأوروبية ستصبح واحدة من أكبر الأسواق في العالم في هذا القطاع المتنامي.

?xml>