اخبار مصر

ارتفاع أسعار الديزل عالميا.. ومخاوف من حدوث أزمة اقتصادية



ارتفعت أسعار الديزل، الوقود الأكثر أهمية للاقتصاد العالمي، نحو 50% وسط مخاوف من حدوث أزمة اقتصادية عالمية بسبب تقلص المخزونات وتوتر سوق التصدير، وفقا لشبكة «العربية.نت». 

ويعتمد العالم على هذا الوقود، إذ يستخدم في تشغيل الشاحنات والحافلات والسفن والقطارات، وآلات البناء والتصنيع والزراعة، إلى التدفئة للمنازل وتوليد الكهرباء بعد ارتفاع سعر الغاز الطبيعي. 

 

ويواجه العالم، خلال الأشهر القليلة المقبلة، خطر نقص الديزل في وقت أدت فيه أزمة إمدادات الطاقة العالمية إلى حدوث تفاقم في التضخم وخنق النمو.

 

ارتفاع أسعار الديزل يتسبب في حدوث أضرار اقتصادية بأمريكا 

 

وبدروه، قال مارك فينلي، زميل الطاقة في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة «رايس» الأمريكية، إن ارتفاع أسعار الديزل في الولايات المتحدة يتسبب في حدوث أضرار اقتصادية تقدر ب 100 مليار دولار. 

ووصل مخزونات الديزل وزيت التدفئة في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق في هذا الوقت من العام، فيما يواجه شمال غرب أوروبا أيضا مخزونات منخفضة.

ومن المتوقع أن تصل المخزونات إلى مستوى منخفض هذا الشهر، ثم تنخفض أكثر بحلول شهر مارس المقبل. 

وجاء ذلك في الوقت الذي أصبحت أسواق التصدير العالمية مكتظة للغاية، حيث إن الدول الأفقر مثل باكستان أصبحت مغلقة، بسبب فشل الموردين في حجز ما يكفي من الشحنات لتلبية الاحتياجات المحلية للبلاد.

وارتفع وقود الديزل في سوق التعاملات الفورية لميناء نيويورك بنسبة 50% تقريبا في العام الجاري. ووصل السعر إلى 4.90 دولار للغالون في أوائل نوفمبر، أي حوالي الضعف مقارنة بمستويات العام الماضي. 

وفي عام 2020، قلصت طاقة التكرير الأميركية بأكثر من مليون برميل يوميا، وذلك بسبب إجبار شركات التكرير على إغلاق بعض مصانعها الأقل ربحية بسبب فرض قيود الإغلاق نتيجة جائحة كورونا. 

 

 الوضع في أوروبا

 

وبحسب بيانات شركة «Vortexa»، تعد أوروبا القارة الأكثر اعتمادا على الديزل في العالم، حيث إنه يتم تسليم ما يقرب من 500 مليون برميل سنويا من خلال السفن، ويتم تحميل حوالي نصف ذلك عادة في الموانئ الروسية. 

ولا تزال أوروبا تستورد كميات طائلة من الديزل من روسيا، وسط اقتراب الموعد النهائي للعقوبات التي فرضت عليها، إضافة إلى المملكة العربية السعودية والهند وغيرهما.

ونتيجة لذلك، سجلت الواردات المنقولة، عبر البحر لشهر أكتوبر الماضي، أعلى مستوياتها منذ بداية عام 2016. 

وشهدت ألمانيا أزمة اقتصادية بسبب انخفاض مستويات نهر الراين الذي ضعف عمليات التسليم وتسبب في نقص الإنتاج، فيما تعانني مصافي التكرير في المجر والنمسا المجاورتين من اضطراب كبير، فضلا عن تعرض الإنتاج الفرنسي للاختناق بسبب موجة من الإضرابات العمالية بسبب الأجور. 

الدول الفقيرة تعاني من ارتفاع الأسعار

 

وتعاني الدول الفقيرة، التي لا تستطيع التكيف مع ارتفاع الأسعار، من أزمة اقتصادية شديدة، إذ قالت سريلانكا، التي تعاني من ضائقة مالية، إنها تكافح من أجل تحمل أسعار الوقود العالمية، وإنها غير قادرة على تأمين إمدادات كافية.

فيما قامت تايلاند بتمديد التخفيض الضريبي على الديزل في محاولة لحماية المستهلكين من ارتفاع الأسعار، وسط توقعات الحكومة أن هذه الخطوة ستكلف حوالي 551 مليون دولار من العائدات المفقودة.

في حين تتطلع فيتنام إلى اتخاذ إجراءات طارئة، بما في ذلك استخدام بنكها المركزي لفتح المزيد من القروض لمنتجي الوقود المحليين من أجل تعزيز امداداتها وتلبية احتياجاتها من الوقود. 

وعكس ذلك، أدى ارتفاع أسعار الوقود العالمي إلى زيادة ربحية المصدرين مثل الصين والهند. ومن المتوقع أن ترتفع صادرات الوقود الإجمالية من الصين بمقدار 500 ألف برميل يوميا إلى ما يقرب من 1.2 مليون برميل بحلول نهاية العام الجاري، بحسب شركة استشارات الطاقة «FGE».