رياضة

كأس العالم بين أحضان الساحر ميسي وإشادات عالمية بأول مونديال

 بحفل ختام رائع حضره قرابة 80 ألف مشجع في استاد لوسيل ودع العالم أمس، أول مونديال يقام في الشرق الأوسط في أمسية فنية متنوعة، تخللتها توليفة موسيقية من الأغاني الرسمية للبطولة، والتي جرى تقديمها مباشرة أمام الجماهير في الملعب بحضور كوكبة من المطربين في حضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورؤساء دول. فيما شاهد الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز المباراة النهائية من منزله حتى لا يكون فألا سيئا على ليونيل ميسي وبقية اللاعبين.

وفضل رؤساء الأرجنتين البقاء بعيدا عن الملاعب منذ أن خسر المنتخب الأرجنتيني أمام الكاميرون صفر – 1 في بداية بطولة 1990 في حضور الرئيس الأرجنتيني آنذاك كارلوس منعم.

وتمكن الأسطورة ليونيل ميسي أخيراً من تحقيق حلمه الكبير «لقب كأس العالم»، والجلوس عن يمين الراحل دييغو مارادونا الذي كان آخر من يقود الأرجنتين إلى التتويج العالمي، وذلك بقيادة «التانغو» للفوز على فرنسا بركلات الترجيح في نهائي سجل خلاله ثنائية (3 – 3 في الوقتين الأصلي والإضافي) أمس الأحد في لوسيل.

وتوج أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ورئيس الفيفا إنفانتينو بحضور الرئيس الفرنسي ماكرون، المنتخب الأرجنتيني بكأس البطولة التي احتضنتها قطر على مدار قرابة شهر كامل.
 ورفع ميسي الكأس وسط صرخات وهتافات آلاف الجماهير الأرجنتينية في أجواء صاخبة ولحظات تاريخية في استاد لوسيل. وحصل ميسي على جائزة أفضل لاعب في بطولة كأس العالم. وفاز الحارس الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز بجائزة أفضل حارس مرمى في المونديال بفضل تصدياته المبهرة والتي قادت بلاده لمنصة التتويج.

كما نال لاعب الوسط الأرجنتيني إنزو فيرنانديز جائزة أفضل لاعب شاب في كأس العالم.

ورغم ذلك ما زال منتخب البرازيل أكثر المنتخبات حصولا على اللقب بواقع خمس مرات (1958 و1962 و1970 و1994 و2002). ثم ألمانيا (منتخب ألمانيا الغربية ومنتخب ألمانيا) (1954 و1974 و1990 و2014)، ومنتخب إيطاليا (1934 و1938 و1982 و2006) ومنتخب الأرجنتين (1978 و1986 و2022). ومنتخب أوروغواي (1930 و1950) ومنتخب فرنسا (1998 و2018) ومنتخب إنجلترا (1966) ومنتخب إسبانيا (2010).

والتقى المنتخبان الأرجنتيني والفرنسي ثلاث مرات من قبل بكأس العالم، حيث التقيا في مرحلة المجموعات بنسختي 1930 و1978، وكان الفوز خلالهما حليفا للمنتخب القادم من أمريكا الجنوبية، الذي فاز 1 – صفر في اللقاء الأول، و2 – 1 في المباراة الأخرى.

وفي مباراتهما الثالثة بالمونديال والأولى بالأدوار الإقصائية في البطولة، حقق المنتخب الفرنسي فوزا مثيرا 4 – 3 على نظيره الأرجنتيني بدور الـ16 في نسخة كأس العالم الماضية، قبل أن يشق طريقه نحو التتويج باللقب بالفوز على المنتخب الكرواتي 4 – 2 في النهائي.

وبصفة عامة، التقى المنتخبان في 12 مباراة على الصعيدين الرسمي والودي، حيث كانت الأفضلية لمنتخب الأرجنتين، الذي حقق 6 انتصارات، فيما فاز المنتخب الفرنسي في 3 لقاءات، وفرض التعادل نفسه في 3 مباريات أخرى.

وبعد هذا التتويج لا يمكن لأحد أن يشكك بمكانة ميسي كأحد عظماء اللعبة وحتى قد يذهب كثر لاعتباره أفضل حتى من مارادونا أو الأسطورة البرازيلية بيليه الفائز باللقب العالمي ثلاث مرات.
وانتظر ميسي ثمانية أعوام لتعويض فرصة فاتته عام 2014 في البرازيل عندما خسر النهائي أمام ألمانيا، ونجح في أن يجعل التتويج وداعاً مثالياً لمغامرته في المونديال.

ومن جهته أثنى الإنجليزي ديفيد بيكهام على بطولة كأس العالم «قطر 2022» لتوحيدها المشجعين، وأشار إلى أن إقامة البطولة في منتصف الموسم رفع من مستوى كرة القدم.

وأثنى بيكهام على ما أظهرته البطولة على أرض الملعب، وأرجع ذلك بسبب إقامة البطولة في منتصف الموسم وهو ما سمح للاعبين بأن يكونوا في أفضل مستوياتهم.

وقال بيكهام: «رؤية الجماهير سويا ومستوى كرة القدم كان هذا كله رائعا. كان من دواعي سروري أن أرى الإثارة والمتعة التي حظيت بها الجماهير». وأضاف «مستوى كرة القدم كان مذهلا. كنت دائما مناصرا لإقامة كأس العالم في منتصف الموسم، لأنني أعلم أن اللاعبين سيكونون نشيطين، وأن مستوى الطاقة والقدرة البدنية سيكون مرتفعا».

وانتهت حملة المنتخب الإنجليزي في دور الثمانية عقب الخسارة أمام المنتخب الفرنسي، حامل اللقب، في المباراة التي شهدت تسجيل هاري كين هدفا من ركلة جزاء، وإضاعة ركلة أخرى. وستستمر فترة عدم تتويج المنتخب الإنجليزي بأي بطولة كبرى إلى 58 عاما حتى يورو 2024، ومع ذلك سيستمر جاريث ساوثغيت في قيادة الفريق خلال الفترة بعدما فضل البقاء.وبسبب الأداء المشجع للمنتخب الإنجليزي في قطر، يعتقد بيكهام أن تجربتهم في البطولة ستفيدهم في يورو 2024 بألمانيا.

وقال: «لدينا جودة حقيقية وسيأخذ اللاعبون الإنجليز هذه التجربة في البطولة المقبلة. الجماهير تقف خلفنا، المستقبل يبدو مشرقا». وأردف: «لدينا العديد من اللاعبين الشباب الذين سيتعلمون من هذا، وسيأخذونه معهم في اليورو وبطولة كأس العالم المقبلة».

يذكر أن قطر استقبلت أكثر من مليون و400 ألف زائر من أنحاء العالم خلال بطولة كأس العالم، التي انطلقت منافساتها يوم 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، واختتمت أمس بالمباراة النهائية بين منتخبي الأرجنتين وفرنسا.
بلغ إجمالي عدد الحضور الجماهيري لمباريات البطولة قرابة 3.4 مليون مشجّع، ما يعني أن متوسط حضور المباراة الواحدة تجاوز 53 ألف مشجع، بطاقة استيعابية إجمالية تجاوزت 96 بالمائة.

وذكرت اللجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية في بيان: «استمتع المشجعون بطبيعة البطولة متقاربة المسافات، حيث تمكن الآلاف من حضور أكثر من مباراة في يوم واحد خلال المراحل الأولى من منافسات البطولة، لأول مرة في التاريخ الحديث لكأس العالم، وذلك بفضل تقارب المسافات بين الاستادات الثمانية، عالمية المستوى، التي تقع جميعها ضمن مسافة لا تتجاوز ساعة واحدة من وسط مدينة الدوحة، ويمكن الوصول إليها بسهولة باستخدام المترو أو الحافلات، أو سيارات الأجرة».

وأضاف المصدر ذاته «حظيت الأنشطة الترفيهية، التي أقيمت في أجواء تلائم جميع أفراد الأسرة، بشعبية كبيرة، حيث حضر أكثر من 530 ألف شخص فعاليات مختلفة يوميا خلال أيام البطولة، في مهرجان الفيفا للمشجعين بحديقة البدع، والمناطق المحيطة بالاستادات، وعلى كورنيش الدوحة وفي مناطق المشجعين في أنحاء البلاد».

وقال حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، ورئيس كأس العالم قطر 2022: «تعهدنا أمام العالم في 2010 باستضافة نسخة مبهرة من كأس العالم، وبالفعل نظمنا نسخة استثنائية مبهرة من البطولة، ستمثل علامة فارقة في استضافات الفعاليات العالمية الكبرى».
وأضاف الذوادي «تلقينا إشادة واسعة وآراء إيجابية للغاية من جميع الشركاء والمشجعين واللاعبين ووسائل الإعلام والمتطوعين، ومسؤولي للبطولة. وساهمت تجربة التنقل السلسة والمريحة في سهولة الحركة والوصول إلى الاستادات المونديالية وأبرز المعالم السياحية وأماكن الإقامة ومناطق الفعاليات، كما استمتع الجميع بالأجواء الاحتفالية التي انطلقت بمناسبة استضافة البطولة العالمية مع باقة من الأنشطة والعروض الترفيهية التي شملت أنحاء البلاد. ولا شك أن الحدث التاريخي سيترك إرثاً اجتماعياً واقتصادياً وبيئياً مستداماً للدولة والمنطقة بأسرها».

كما استقطب مهرجان فيفا المشجعين لبطولة كأس العالم 2022 في حديقة البدع أكثر من 1.8 مليون مشجع استمتعوا بالنقل المباشر للمباريات وفقرات الترفيه التي يتيحها المكان.

وشكل مهرجان فيفا للمشجعين الذي افتتح يوم 19 نوفمبر وجهة للمشجعين الأجانب والمحليين خلال البطولة، حيث تم عرض كل مباريات كأس العالم على شاشة عملاقة يبلغ طولها 1800 متر، بالإضافة إلى فقرات ترفيهية مجانية عرفت مشاركة بعض الأسماء ذائعة الصيت في عالم الموسيقى العالمية مثل ديبلو ومالوما وكيز دانييل ونورا فتحي وترنداد كاردونا وكالفن هاريس.

وقالت ميعاد العمادي، مديرة مهرجان فيفا للمشجعين: «بعد سنوات من العمل الجاد، يسرنا أن نرى مشجعي كرة القدم المتحمسين من جميع أرجاء العالم يوجدون في مهرجان فيفا للمشجعين من أجل الاحتفاء بكرة القدم».

وأضافت أن «ردم الهوة بين الشرق والغرب جزء مهم من إرث تنظيم أول كأس عالمية في الشرق الأوسط والعالم العربي. ولقد لعب مهرجان المشجعين دورا كبيرا في هذه المهمة النبيلة. أريد أن أشكر المجموعات الرائعة التي اشتغلت معها والتي قامت بعمل جبار خلال السنوات الماضية، حيث اجتمعت لتنجح هذا المشروع الرائع. ما كان لنجاحنا أن يكون دون العمل الدؤوب الذي قدموه».

وبدوره قال جيردين ليندهوت، رئيس قسم التسويق والترويج التجريبي في الاتحاد الدولي للعبة: «أثبت مهرجان فيفا للمشجعين أنه روح البطولة، حيث جمع الملايين من المشجعين من كل أنحاء العالم للمشاركة والتعبير عن شغفهم بهذه اللعبة الجميلة. لقد كانت الحفلة المثالية لاستكمال أعظم عرض على وجه البسيطة: كأس العالم».

لقد استقبل المكان الذي تبلغ مساحته 145 ألف متر مربع و40، ما يناهز 70 ألف زائر يومياً، ومشاركة 146 فناناً موسيقياً قدموا 162 ساعة من الموسيقى مباشرة، كما بيع أكثر من 700 ألف مشروب طيلة البطولة. عاش المشجعون من كل أنحاء العالم كل اللحظات التي يتيحها هذا المهرجان الرائع.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :