بعد موجة الاعتداءات الحالية… دعوات لتفعيل لجان الحراسة لمواجهة ميلشيات المستوطنين
الضفة المحتلة خاص قُدس الإخبارية: مع السنوات، أصبحت ميلشيات المستوطنين ذراعاً أشد شراسة في الهجمة الاستعمارية الإسرائيلية على الضفة المحتلة، في ظل تمنحه حكومات الاحتلال من مشاريع ضخمة لتسمين الاستيطان، والحماية التي تحصل عليها هذه الميلشيات من قبل جيش الاحتلال، الأمر الذي يجعلها تتطور تدريجياً إلى “خطر وجودي” على الفلسطينيين، خاصة في المناطق المصنفة “ج” التي تشكل 60% من الضفة.
منذ مساء السبت حتى فجر اليوم، شنت ميلشيات المستوطنين سلسلة اعتداءات على الطرق الرئيسية، خاصة في شمال الضفة المحتلة، وعلى البيوت والممتلكات في عدة بلدات بينها حوارة، وبوابة مادما، وقصرة، وجوريش، ومجدل بني فاضل، وترمسعيا، وجالود، والأغوار، وسنجل وغيرها.
مع كل موجة اعتداءات تنفذها ميلشيات المستوطنين تعود المطالبات بتشكيل أجسام شعبية (لجان حراسة وغيرها) لمواجهة المستوطنين. يوم أمس، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى تفعيل هذه اللجان وتطويرها للتصدي لتغول المستوطنين.
مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة المحتلة، غسان دغلس، ذكر في لقاء مع “شبكة قدس” أن المستوطنين نفذوا أكثر من 156 اعتداء في منطقة نابلس لوحدها، منذ مساء السبت، شملت تكسير المركبات والاعتداء على الحقول وأشجار الزيتون والهجوم على المنازل.
وحول ضرورة تشكيل وتفعيل لجان التصدي للمستوطنين، قال دغلس إن الفصائل اجتمعت عدة مرات لبحث هذا الملف وأشار إلى أن نائب رئيس حركة فتح محمود العالول أجرى اجتماعاً، يوم أمس، لبحث تفعيل وتقوية هذه اللجان.
قرية جالود جنوب شرق نابلس كانت أحد أهداف اعتداءات ميلشيات المستوطنين الذين اعتدوا على مركبات ومنازل فيها، وفقاً لرئيس مجلسها رائد الحج محمد.
رئيس المجلس يروي لــ“شبكة قدس” أن أكثر من 50 مستوطناً هاجموا المنازل القريبة مستوطنة “عميحاي” المقامة على أراضي البلدة، بعد منتصف الليل، وأحرقوا عدداً من المركبات.
خلال المواجهات مع المستوطنين أصيب فلسطينيان بالرصاص الحي أحدهما نقل إلى المستشفى، وبحاجة لإجراء عمليات جراحية، يضيف رائد الحج محمد، ويشير إلى أن سكان منازل هذه المنطقة يعيشون “جحيماً يومياً” نتيجة هجمات ميلشيات المستوطنين الذين يطمحون إلى تهجير الفلسطينيين من المنطقة للسيطرة عليها، لكن صمود الأهالي يعرقل هذا المشروع الاستعماري.
وأشار إلى أن المستوطنين يستخدمون مواداً شديدة الاشتعال في مهاجمة المنازل الفلسطينية، وهو ما ينذر بكارثة في حال تمكنوا من ذلك في المستقبل، وهو ما يفرض زيادة الحذر والمواجهة.
شبان من قرى مجاورة حضروا إلى جالود للمشاركة في التصدي لميلشيات المستوطنين، يضيف رئيس المجلس القروي، ويذكر أن جيش الاحتلال حضر إلى الموقع بعد انسحاب المستوطنين.
وعن ضرورة تفعيل وتطوير لجان المقاومة الشعبية وحماية القرى، يرى رائد الحج محمد أن هذا المشروع “مهم” ولكنه بحاجة إلى “تمويل ودعم من الجهات الحكومية والمؤسسات الأخرى”.
ويضيف: اللجان بحاجة للدعم من أجل استمرار عملها لأن لنا تجارب سابقة توقفت بعد انطلاقها نتيجة هذا السبب.
ومجدداً كانت بلدة ترمسعيا هدفاً لاعتداءات ميلشيات المستوطنين، وخلال الساعات الماضية تعرضت عدة منازل ومركبات فيها لهجمات من قبلهم.
ليلة السبت هاجم المستوطنون منزلين تعود ملكيتهما لسمير جمعة حزمة، وعودة شحادة جبارة وليلة أمس عادوا لمهاجمة منزل أحمد أبو عواد، كما يروي رئيس بلدية ترمسعيا لافي أديب.
ويشير في لقاء مع “شبكة قدس” إلى أن المستوطنين حطموا زجاج المنزل الأول، وأحرقوا مركبة قريبة من المنزل الثاني، وفي المنزل الثالث حاولوا إحراقه واعتدوا عليه وكتبوا شعارات معادية للعرب والفلسطينيين.
ترمسعيا المحاطة بالاستيطان من جميع جهاتها، يقول لافي، تتعرض لهجمات مستمرة من قبل ميلشيات المستوطنين التي دمرت أيضاً حقل زيتون يعود لعوض جبارة.
ويرى أن تطوير اللجان الشعبية أمر مهم لكنه “حساس ودقيق” نتيجة الإمكانيات بحوزة المستوطنين ودعمهم من قبل جيش الاحتلال، ويذكر أن قوة عسكرية كانت قريبة يوم أمس من المنزل الذي هاجمه المستوطنون.