حماية البشرة من التشيخ الضوئي Photoaging
شاع الحديث مؤخراً عن التأثيرات الضارة لأشعة الشمس على البشرة، والمتمثلة في الحروق والتفاعلات التحسسية والأمراض الجلدية، التي قد تصل خطورتها إلى الإصابة بسرطان الجلد، إلا أن أكثر تلك الأضرار انتشاراً هو ما يعرف بـ «التشيخ الضوئي» أو «الشيخوخة الضيائية». ونظراً لخطورة تلك المشكلة على المظهر الجمالي للجلد، التقت «سيدتي» بأخصائية التجميل والجلدية والليزر الدكتورة أسماء حجازي لتحدثنا حول كل ما يتعلق بالتشيخ الضوئي وكيفية تقوية البشرة وحمايتها من تأثيراته الضارة.
ما هو التشيخ الضوئي؟
يمكن تعريفه بشكل مختصر على أنه حالة مرضية تسبب ظهور الشيخوخة المبكرة على البشرة، نتيجة التعرض المفرط لأشعة الشمس الضارة، وبالتحديد الأشعة فوق البنفسجية من النوعين UVA، وUVB، إذ تعتبر تلك الأشعة هي المسؤولة الأولى عن ظهور علامات الشيخوخة المبكرة بمعدل أسرع من المفترض حدوثه. ويعتبر التشيخ الضوئي من المصطلحات غير المألوفة على غير المختصين، على الرغم من إجراء الكثير من الدراسات والأبحاث السريرية عليه، والتي أوضحت الكثير من الخبايا المتعلقة به ومدى التأثير السلبي الذي يسببه على البشرة.
ما العلاقة بين التشيخ الضوئي والشيخوخة المبكرة للبشرة؟
وجد الباحثون أن البشرة تصاب بالشيخوخة عندما يقل مستوى إفراز المادتين المسؤولتين عن امتلاء البشرة ومنحها النضارة والترطيب والمظهر الشاب، وهما مادتا الكولاجين والإيلاستين، فيؤدي نقصهما إلى جفاف البشرة وظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد وحالات فرط التصبغ، وكذلك النمش الشمسي، المعروف أيضاً بـ«البقع العمرية».
كيف نميّزه عن أنواع الشيخوخة الأخرى؟
- الشيخوخة العامة أوالشيخوخة الداخلية: تحدث بشكل طبيعي، ولا يمكن إيقافها نتيجة التقدم في العمر، حيث يتسبب في ظهورها العديد من العوامل الداخلية، مثل العامل الوراثي، والتغيرات الهرمونية المصاحبة للمراحل العمرية المختلفة.
- الشيخوخة المبكرة: تعرف بالشيخوخة الخارجية، والتي يمكن التحكم فيها، حيث تظهر نتيجة العديد من العوامل الخارجية، منها البيئية، مثل التغيرات المناخية وأشعة الشمس الضارة، وكذلك العادات الحياتية الخاطئة، وأبرزها التدخين وتناول الكحوليات والتغذية غير الصحية.
تابعي المزيد: دور التلوث في تسريع شيخوخة البشرة Pollution Damage on the Skin
ما المسبب الرئيسي لحدوث التشيخ الضوئي؟
من أهم العوامل المسببة للشيخوخة المبكرة هي الأشعة فوق البنفسجية الضارة، ومن ثم حدوث حالة التشيخ الضوئي، حيث وجدت الدراسات أن 90 % من حالات الشيخوخة المبكرة للبشرة تحدث نتيجة التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية من نوع UVA التي تعمل على تكون الذرات الحرة بشكل غير مباشر، حيث تعمل تلك الذرات بدورها على تلف الحمض النووي، وتعرف تلك العملية بالإجهاد التأكسدي.
وهناك أنواع أخرى من الأشعة الفوق بنفسجية تشارك في حدوث عملية التشيخ الضوئي للبشرة، وهي أشعة UVB التي تعد المسؤولة الأولى عن إصابة الجلد بالحروق والتلف المباشر للحمض النووي، وقد يمتد تأثيرها إلى الإصابة ببعض الأمراض الجلدية، وأكثرها خطورة هو مرض سرطان الجلد، وعلى الرغم من أن أشعة UVA أقل حدة من UVB إلا أنها أكثر انتشاراً بنسبة 30 إلى 50 مرة، ولكن بشكل عام لا يوجد مستوى آمن من الأشعة الفوق بنفسجية، وقد أكد الخبراء على أن الضوء المرئي عالي الطاقة HEVIS له دور في ظهور الشيخوخة المبكرة للبشرة ولكن بمستوى أقل من تأثير أشعة UVA الضارة.
ما هي أعراض التشيخ الضوئي؟
يتظاهر التشيخ الضوئي بمجموعة من العلامات على البشرة، أبرزها: التجاعيد الخفيفة والعميقة، تصبغ غير منتظم مع ظهور بقع النمش التي يبدأ لونها من الأصفر وقد يتحول اللون إلى البني وتكون ذات ملمس خشن، كذلك فقدان مرونة الجلد وحدوث جفاف به، وظهور كدمات بسهولة عند تعرض الجلد لأي رضّة بسيطة، ويمكن أن يتطور الأمر لظهور قشور أعلى بقع جلدية حمراء أو غامقة اللون، وهو ما يثير الشكوك حول احتمالية الإصابة بسرطان الجلد.
تابعي المزيد: علامات الشيخوخة المبكرة عند النساء وطرق علاجها
ما هي طرق علاج التشيخ الضوئي؟
تساهم سرعة التوجه للطبيب المختص في بداية ظهور أعراض حالات التشيخ الضوئي، كثيراً في فاعلية العلاج والحصول على النتائج المرجوة. يقوم الطبيب بفحص الجلد بشكل دقيق لمعرفة مدى تعمق الأعراض في الطبقات الداخلية للبشرة، ومن ثم تحديد خطة العلاج المناسبة تبعاً لعدة عوامل، منها: نوع البشرة، وحالتها، وسن المريض، وتكون الخيارات العلاجية كالآتي:
• الخطوة الأولى والأهم هي استعمال كريمات الوقاية من الشمس ذات عامل وقاية عالٍ SPF، والتي تخفف من علامات الشيخوخة التي بدأت في الظهور بالفعل.
• وصف بعض الكريمات التي تحتوي على فيتامين A، لقدرتها على ترميم البشرة من خلال تحفيز نمو الخلايا الجديدة والتخلص من الخلايا المتضررة.
• التقنيات الحديثة التي تحد من ظهور التصبغات، وتحفز إنتاج الكولاجين والتخلص من التجاعيد، مثل تقنيات الليزر، أو العلاج بالضوء النبضي المكثف، وكذلك العلاج الضوئي للتعامل مع اضطرابات الجلد المختلفة.
هل من نصائح للوقاية من التشيخ الضوئي؟
لا بد من أخذ بعض الاحتياطات المهمة للاستفادة من أشعة الشمس المفيدة للجسم في الحصول على فيتامين D وتعزيز صحة ونمو العظام، ولكن دون الإضرار بالبشرة، وذلك عن طريق بعض الخطوات البسيطة مثل:
- استعمال أنواع جيدة وموثوقة من واقيات الشمس، وتكون ذات عامل حماية من نوعي الأشعة UVA وUVB.
- الحرص على تطبيق واقي الشمس على الأماكن المكشوفة من الجسم قبل الخروج.
- تجنب التعرض للشمس في أوقات الذروة وخاصة من العاشرة صباحاً حتى الثانية ظهراً.
تابعي المزيد: «الشيخوخة الرقمية» آثارها على صحة الجلد والجسم