استطلاع جديد.. الذكاء الاصطناعي يخفف قلق طلاب الثانوية من دراسة الرياضيات

كشف استطلاع جديد أن العديد من الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 18 عامًا يرون أن أدوات الذكاء الاصطناعي تساعدهم في التغلب على القلق المرتبط بدراسة مادة الرياضيات، من خلال تقديم المساعدة الفورية، وتوفير بيئة تعليمية خالية من الأحكام؛ مما يجعل الرياضيات أكثر سهولة وفهمًا.
أجرت الجمعية الأمريكية للرياضيات الصناعية والتطبيقية (Society for Industrial and Applied Mathematics) هذا الاستطلاع في مارس وشمل 1500 طالب من الصفين الحادي عشر والثاني عشر في الولايات المتحدة، وطالبات السنة السادسة في المملكة المتحدة وويلز، وقال 56% من الطلاب إن الذكاء الاصطناعي ساعدهم في تقليل التوتر المرتبط بتعلم الرياضيات.
كما أفاد 61% من الطلاب أن الذكاء الاصطناعي يوفر لهم المساعدة الفورية والتوضيح والتغذية الراجعة، مما يشير إلى أن القلق من الرياضيات مرتبط أحيانًا بالخوف من طرح الأسئلة أمام زملائهم، وأن الذكاء الاصطناعي يساهم في توفير بيئة تعليمية أفضل بنحو عام.
لكن نتائج المعلمين كانت مختلفة، إذ يرى 19% من أصل 250 معلمًا أن الذكاء الاصطناعي يقلل التوتر لدى الطلاب، ويرى 49% منهم أن للذكاء الاصطناعي فائدة حقيقية في تعليم مفاهيم الرياضيات وليس فقط في تقديم حلول للمسائل.
وقالت Karen Bliss، مديرة التعليم والتواصل في الجمعية، إن بعض نتائج الاستطلاع كانت غير متوقعة: “لقد فوجئنا بالتنوع الكبير في الطرق التي يستخدم بها الطلاب الذكاء الاصطناعي”، وأضافت: “بعضهم يستخدمه للتحقق من الإجابات، وآخرون لفهم المفاهيم الجديدة. ومن المثير للاهتمام التفكير في وجود نطاق واسع من استخدامات الذكاء الاصطناعي في تعليم الرياضيات يخدم احتياجات طلاب مختلفين”.
وأشارت Karen Bliss إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس مثاليًا، حتى في مجال الرياضيات، لكنه يتطور بسرعة، وإذا تحقّق الطلاب من صحة المعلومات التي يقدمها، فقد يكون أداة مفيدة تقلل من الضغوط التي يشعرون بها عند مواجهة مسائل صعبة في الصف.
وأضافت: “بما أن الذكاء الاصطناعي سيبقى جزءًا من واقعنا، يجب على المعلمين التفكير في كيفية تعديل طرق التدريس للاستفادة منه، ومساعدة الطلاب في فهم كيفية استخدامه بنحو صحيح ومعتدل”.
الذكاء الاصطناعي والتعليم
خلال السنوات القليلة الماضية، عبّر بعض المعلمين عن مواقف متباينة فيما يتعلق باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، وسط توسع استخدام الطلاب لهذه الأدوات في المساعدة في حل الفروض المنزلية وتعلم المصطلحات الجديدة وكتابة التقارير.
وفي بعض أسئلة الاستطلاع، أبدى المعلمون ترددًا حيال تأثير الذكاء الاصطناعي في أداء الطلاب الأكاديمي، وقال 62% منهم إنهم لا يشجعون الطلاب على استخدام الذكاء الاصطناعي في دراسة الرياضيات.
وأظهرت دراسة منفصلة من جامعة هارفارد نُشرت العام الماضي نتائج متباينة؛ إذ أقر بعض الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 22 عامًا باستخدام الذكاء الاصطناعي في الغش، وذكر آخرون أنهم يستخدمونه أداة تعليمية أو لإنشاء خطط تعلم مخصصة.
استخدام الذكاء الاصطناعي في البرامج التعليمية
حذّرت منظمتان متخصصتان في تطوير مهارات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) لدى الشباب، وهما: منظمة Technovation (سان فرانسيسكو) ومنظمة Girlstart (أوستن) من تجاهل الذكاء الاصطناعي في البرامج التعليمية.
وقالت Shane Woods، المديرة التنفيذية لمنظمة Girlstart، إن المؤسسة بدأت بدمج الذكاء الاصطناعي في برامجها منذ مدة طويلة، وهي برامج تهدف إلى تعليم الفتيات مهارات STEM.
من جهتها، قالت Tara Chklovski، المؤسِسة والمديرة التنفيذية لمنظمة Technovation، إنها لم تتفاجأ بنتائج الاستطلاع، وأضافت: “منح الطلاب شعورًا بالسيطرة والتمكّن يزيد إحساسهم بالرفاهية. ويتعزز هذا الشعور عندما نُشجع على استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في إيجاد حلول بسرعة. وهذا الإحساس بالمعرفة والسيطرة يعزز الثقة بالنفس، ويُساعدهم في تقليل الشعور بعدم المعرفة الذي يُعدّ مصدرًا كبيرًا للتوتر”.
كما أشارت إلى أن الطلاب والمعلمين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في أداء الواجبات وتصحيحها، لكن هناك الكثير من الأشخاص يرفضون الاعتراف باستخدامه، وأوضحت أن بعض المدارس بدأت بحظر استخدام محرك بحث جوجل بسبب دمج مزايا Gemini فيه؛ مما دفع بعض المعلمين والطلاب إلى استخدام هواتفهم للبحث.
واختتمت حديثها بالإشارة إلى ضرورة النظر إلى الذكاء الاصطناعي أداة قوية لتعزيز المعرفة والمهارات المختلفة والابتكار لدى الطلاب.