إرتفاع الأسعار يسيطر على محلات بيع كعك العيد بالفيوم
بدأت محلات بيع حلويات العيد بالفيوم بعرض كافة أنواع كعك العيد بداية من النصف الثاني من شهر رمضان، بالرغم من إرتفاع أسعار مكونات حلوى عيد الفطر.
وتتبارى المحلات في إدخال أنواع جديدة من حلويات العيد، بالإضافة إلى المنافسة في الأسعار وتصنيع كعك فى متناول الجميع لجذب الزبائن الذين ارتبط عيد الفطر في أذهانهم منذ الصغر بصينية الكعك وحولها البسكويت والغريبة وحلويات العيد الأخرى.
في البداية يقول محمد سامي صاحب محل لبيع الحلويات أن الأسعار فى القرى في متناول الجميع، بعيدا عن الأسعار الخيالية التى يتم الإعلان عنها على صفحات التواصل، مضيفا بأن كافة الحلويات متاحة للبيع حسب طلب الزبون سواء سادة أو بإضافة المكسرات أو المشكل ويبلغ سعر كيلو الكعك الساده 75 جنيه، ويبلغ سعر الكعك بالملبن والبندق والبيتي فور المشكل واللوتس والغريبة 80 جنيه، والبسكويت الساده 85 جنيها والبسكويت بالشاي 90 والغريبة بالقرنفل والبيتي فور السادة 100 جنيها والكوكيز 110 وكيلو حلوى العيد المشكل بمبلغ 95 جنيه.
وأضاف محمد معوض صاحب مخبز لتصنيع الحلوى والمخبوزات أن غالبية أصحاب محلات بيع المخبوزات بدأوا في تصنيع مستلزمات عيد الفطر من الكعك والبسكويت والغريبة منذ بداية النصف الثاني من شهر رمضان، مؤكدا أن المحلات التي تقوم بالتصنيع تكون الأسعار فيها في متناول الجميع، بعكس المحلات التي تتعاقد على كميات من حلويات العيد وتقوم بالبيع فقط وهو ما يجعلها تقوم بوضع هامش للربح، وهو ما يزيد من إرتفاع الأسعار على المواطنين، مضيفا أن إرتفاع أسعار الدقيق والسكر والزيوت وهي التي تمثل المكونات الأساسية لحلوى العيد تسبب في إرتفاع الأسعار مقارنة بالعام الماضي بنسبة وصلت إلى 100% في بعض المناطق وخاصة في مدينة الفيوم، وهو ما اضطر بعض الأسر في المناطق الريفية إلى تصنيع الكعك والبسكويت في المنازل للعمل على تخفيض تكلفة شراء الحلوى الجاهزة.
وأعلنت منافذ كلية الزراعة بجامعة الفيوم عن قائمة أسعار حلوى العيد، والتي شهدت بيع كيلو الكعك بمبلغ 120 جنيها بينما بلغ سعر كيلو البسكويت 130 جنيها، وكيلو البيتي فور 145 جنيها، مع إرتفاع الأسعار في حال طلب المواطنين الكعك والبسكويت بالزبدة البلدي وكذلك بالحجز المسبق للكميات المطلوبة.
ويعتبر الكعك من أهم مظاهر الاحتفالات الخاصة بعيد الفطر، فلا يمكن أن نتصور العيد بدون كعك، ومن عهد الفراعنة إلى الآن أخذ كعك العيد أشكالا كثيرة ومثل أيقونة الفرحة عند المصريين وهناك من يقول على عيد الفطر “عيد الكعك”.
ودائما ما يكون لكل شىء فى مصر تاريخ، حتى كعك العيد فهو يعتبر موروثا عتيقا يعود تاريخه لأكثر من 5000سنة، فكانت البداية تحديدا أيام الفراعنة القدماء، فقد اعتادت زوجات الملوك على تقديم الكعك للكهنة
القائمة لحراسة الهرم خوفو فى يوم تعامد الشمس على حجرة خوفو.
واكتشفت بعض البعثات لوحات لصناعة كعك العيد تفصيليا فى مقابر طيبة ومنف، من بينها صور تشرح أن عسل النحل كان يخلط بالسمن، ويقلب على النار ثم يضاف على الدقيق ويقلب حتى يتحول إلى عجينة يسهل تشكيلها وأحيانا كانوا يقومون بحشو الكعك بالتمر المجفف، وكان الخبازون في البلاط الفرعوني يحسنون صنعه بأشكال مختلفة مستطيلة ودائرية، ثم ارتبط الكعك بعيد الفطر فى ظل العصور الإسلامية، وأهمها “الطولونيين” الذين كانوا يصنعونه فى قوالب خاصة مكتوب عليها “كل و أشكر”.
ووصل إهتمام الفاطميين بالكعك إلي الحد الذي جعلهم يخصصون ديوانا حكوميا خاصا عرف بـ”دار الفطرة” كان يختص بتجهيز الكميات اللازمة من الكعك والحلوى، وكان العمل في هذه الكميات يبدأ من شهر رجب وحتى منتصف شهر رمضان استعدادا للاحتفال الكبير فى عيد الفطر الذي يحضره الخليفة.
وكان يتم رصد ميزانية ضخمة تصل إلى 16 ألف دينار ذهبي لتصنيع هذه الكميات، وكانت مائدة الخليفة العزيز الفاطمي يبلغ طولها 1350 مترا وتحمل 60 صنفا من الكحك والغريبة، وكان الخبازون يتفننون في صناعة الكحك مستخدمين أطنانا من الدقيق و السكر واللوز والجوز والفستق والسمسم والعسل وماء الورد والمسك والكافور.
وعلى الرغم من كل محاولات صلاح الدين الأيوبي للقضاء على كل ما يمت بصلة للخلافة الفاطمية، إلا أنه فشل في القضاء على ظاهرة كعك العيد التي لا تزال أحد مظاهر العيد الأساسية، ولما جاء المماليك اهتموا بالكعك، واهتموا بتوزيعه على الفقراء واعتبروه من الصدقات.
وفى متحف الفن الإسلامى بالقاهرة فى مصر توجد قوالب الكعك عليها عبارة “كل هنيئا واشكر” و كذلك عبارة “كل واشكر مولاك” وعبارات أخرى تحمل نفس المعنى، وتمر العصور ويظل للكعك فرحه لا تنتهي للكبير والصغير.