علي رضا أكبري… كيف انتهى “الجاسوس الخارق” إلى حبل المشنقة؟
قُدس الإخبارية: في 14 كانون الثاني/ يناير كانت نهاية نائب وزير الدفاع الإيراني السابق، علي رضا أكبري، مشنوقاً بتهمة العمالة لصالح المخابرات البريطانية وتقديم معلومات عن البرنامج النووي والمسؤولين فيه.
“الجاسوس الخارق” كما تصفه وسائل إعلام غربية، بدأ حياته السياسية بعد الثورة الإسلامية عام 1979 جندياً مع شقيقه خلال الحرب مع العراق، ثم تدرج في المؤسسات الإيرانية حتى وصل إلى منصب نائب وزير الدفاع.
“متدين، ومتشدد، وموالي للنظام” هكذا وصفته عائلته وأصدقاء تعرفوا عليه خلال مسيرته في الحياة السياسية الإيرانية، في مقابلات مع صحيفة “نيويورك تايمز” التي أجرت تحقيقاً حول القضية.
تقول الصحيفة إن أكبري ارتبط مع المخابرات البريطانية، في عام 2004، وبدأ بعدها في تزويدها بمعلومات حول البرنامج النووي الإيراني وكشف خلال هذه السنوات عن علماء بارزين في المسيرة النووية الإيرانية بينهم فخري زاده الذي وجهت إيران اتهاماً مباشراً لاستخبارات الاحتلال الإسرائيلي باغتياله، عام 2020.
في 2008 سافر مسؤول كبير في الاستخبارات البريطانية إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي وكانت المعلومة الذهبية: “لدى بريطانيا جاسوس كبير يتمتع بإمكانية وصول عالية المستوى إلى الأسرار النووية والدفاعية في إيران”.
أكبري الذي كان يدافع بشراسة خلال الاجتماعات مع المسؤولين في الدولة عن إقامة برنامج نووي، كما ينقل التحقيق عن مسؤولين أجرى مقابلات معهم، تولى اللقاء مع سفراء من دول أوروبية مختلفة لدفع الاتهامات لإيران بالسعي للحصول على أسلحة نووية.
عاش أكبري “حياة مزدوجة”، يقول التحقيق، بينما حافظ على علاقات مع المخابرات البريطانية حاول إظهار “تشدده” أمام الجمهور وعزز مكانته بالمهارات العالية التي امتلكها على مستوى الكتابة والتحليل، وخلال هذه السنوات أقام عدة شركات في دول أوروبية وتوجه إلى القطاع الخاص، وحافظ على علاقات مع مسؤولين في الدولة مثل علي شمخاني.
في عام 2019، كشفت المخابرات الروسية لإيران عن جاسوس بريطاني كشف عن موقع نووي أقيم في عمق الجبال القريبة من طهران، ورغم أن بريطانيا لم تعترف رسمياً بالاتهامات الإيرانية إذ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية في شؤون إيران: “إن سياستنا طويلة الأمد هي عدم التعليق على الأمور المتعلقة بالاستخبارات”، إلا أن المسؤولين الإيرانيين يؤكدون على ارتباط أكبري بالاستخبارات البريطانية.
وفي العام ذاته، قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن مصدر المعلومات الاستخباراتية عن موقع “فوردو” النووي الإيراني كان جاسوساً يعمل لصالح الاستخبارات البريطانية، ولاحقاً أكدت التقارير أن المعلومات هذه التي قدمها أكبري ضمن حزمة من البيانات السرية قدمتها بريطانيا للمخابرات الإسرائيلية وأجهزة أخرى في العالم.
بعد اعتقاله بث التلفزيون الإيراني اعترافات لأكبري بينما نفت عائلته الاتهامات وقالت إنها “انتزعت منه بالقوة”، وعن دوافع ارتباطه بالاستخبارات البريطانية التي حصل على جنسية بلادها قال في التسجيلات: “الجشع والسلطة”.