أبو مرزوق لـ قُدس: أي اغتيال إسرائيلي جديد يجب أن يُقابله رد موجع ورادع
فلسطين المحتلة خاص شبكة قُدس: بعد أيام من معركة ثأر الأحرار التي خاضتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ردا على عمليات الاغتيال والغدر الإسرائيلية المباغتة لثلاثة من قيادات سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
وعلق موسى أبو مرزوق نائب رئيس حركة حماس في الخارج وعضو مكتبها السياسي، على جولة القتال الأخيرة خلال لقاء خاص ضمن برنامج “حوار قُدس” قائلا، إن المعركة الأخيرة تميزت بعدة نقاط لا سيما التكامل بين كافة فصائل المقاومة والتنسيق بين الأجهزة المدنية والشرطية والدفاع المدني والمقاومة وكذلك وحدة المقاومة بالرد على جرائم الاحتلال بقرار جماعي صدر عن غرفة العمليات المشتركة، بالإضافة إلى التكتيك الذي استخدم في المعركة وإدارتها ب أربكت الاحتلال ومستوطنيه.
وبحسب أبو مرزوق، فإن تكامل الساحات كان يجب أن يكون أفضل مما كان عليه في عملية ثأر الأحرار، “وكانت هناك ساحات بيدها أن تفعل الكثير ولكنها بقيت صامتة”.
وعن الاتهامات التي سيقت لحركة حماس بترك حركة الجهاد الإسلامي وحيدة في جولة القتال الأخيرة، قال أبو مرزوق: أعتقد أن حركة الجهاد هي من يجب أن تجيب على هذه المسألة، وغير مناسب أن نقول فعلنا ولم نفعل، ولا يجور في عرف المقاومة أن نفعل ذلك، ولكن بلا شكّ حركة الجهاد تعرف تماما ما هي الأدوار وما يجب أن يقال وما يجب أن لا يقال.
وأضاف: هناك أطراف معنية بزرع بذور الفتنة بين حماس والجهاد الإسلامي وهذا طبيعي، ومن يغفل عن ذلك فهو يغفل طبيعة المعركة وكل التخطيط الإسرائيلي كان لنشر الشقاق بين الشعب الفلسطيني، خاصة بين فصائل المقاومة، وهذا ما يعمل عليه الاحتلال بالأساس، الذي يمنع المصالحات الداخلية بالأساس، وحينما قال الاحتلال إنه يستهدف الجهاد فإنه كان يقصد بذلك عزل بقية الفصائل عن الجهاد وهذا ما يتمناه لكن على أرض الواقع الأمر مختلف.
وعن عدم إعلان حركة حماس عن مشاركتها الفعلية في ثأر الأحرار، أوضح أبو مرزوق: هناك معادلة لا بد أن تكون مقدرة عند الناس، وهي أنه إذا دخلت حماس ستتحول المعركة الجزئية إلى حرب، وستكون حربا مختلفة وممتدة وبها الكثير من المفاعيل على الأرض، وأعتقد بأن أي عاقل يريد أن يشتغل في معركة هدفها التحرير يجب أن يكون واعيا لطبيعة المعركة، ونحن اليوم تشاغلنا إسرائيل في كل عام بمعركة في محاولة للقضاء على قدرات المقاومة، ونحن نعد اليوم إلى معركة قوية ولا يمكن أن ندخل كل يوم في حرب تستنزف قوانا الاجتماعية والعسكرية، ولا تستطيع دولة عظمى أن تخوض كل يوم حرب، ونحن خضنا خلال السنوات الماضية عدة مواجهات وحروب ونحن حركة مقاومة، وهي تعرف كيف تدير حربها ومعركتها والاستنزاف اليومي هذا لصالح العدو والمطلوب من كل فصائل المقاومة مراكمة وتعزيز المقاومة وصورها.
ووفقا لأبو مرزوق، فإنه لا بد من معرفة طبيعة الكيان الصهيوني ومعتقداته، التي تعتمد على مسألة الاغتيالات كسياسة وقائية منذ زمن، ولا بد أن يكون هناك رد موجع ورادع يوقف هذه العمليات.
وحول ما حققته المقاومة في الجولة الأخيرة، قال أبو مرزوق: المقاومة حينما تقرر ضرب تل أبيب فهي قررت الكثير، وخوضها المعركة كذلك، وهناك جيوش وأنظمة طوال 70 سنة لم تستطع أن تقذف تل أبيب بجملة في حين تضرب المقاومة تل أبيب والقدس وغيرها من المناطق الحساسة بالنسبة للاحتلال، والمقاومة مستمرة وقرارها الاستمرار وهذا شيء عظيم.
المصالحة الفلسطينية
قال أبو مرزوق في لقائه مع برنامج حوار قدس، إن توقيع مبادرة الجزائر للمصالحة الفلسطينية جاء من قبل بعض الأطراف (السلطة وحركة فتح) تثمينا للدور الجزائري وحتى لا يفقدوا الدعم الجزائري لهم، سواء ماليا أم سياسيا، لذلك وقعوا وعندما جاءت لحظة الحقيقة تراجعوا عن كل ما وقعوا عليه وأرادوا شروط جديدة مثل الاعتراف بالشرعية الدولية وتشكيل حكومة وحدة وطنية، ونحن كل الإشكالات التي حدثت معنا رفضنا للاعتراف بإسرائيل والشرعية الدولية التي تتمثل بشروط أمريكا وإسرائيل على الفلسطينيين.
وأضاف: نحن مع كل طرف يسعى للمصالحة لأننا حقيقة نريد مصالحة ووحدة وطنية، وهناك جهد روسي يبذل من أجل الوصول إلى اتفاق مصالحة وطنية ونحن نشجع هذا المسعى.
القدس والأقصى
وعن عدم عدم وجود رد على الاعتداءات والانتهاكات في الأقصى ومسيرة الأعلام وغيرها، قال: المعركة مركزها ومحورها القدس، والشعب الفلسطيني يقاوم الاحتلال بكليته منذ 1919، ولم يكل ولم يتعب ولا زال يقاوم بكل الصور، وما جرى مظهر من المظاهر، ولا بد أن نقر أن المعركة مع الاحتلال غير متكافئة والشعب الفلسطيني مستفرد به في هذه القضية، ولا بد من تغيير هذه المعادلة، ولا بد من استحداث شيء آخر، وأن تستنهض كل الأمة قواها، الذي من شأنه أن ينهي الاختلال في موازين القوى.
وأضاف: نحن يجب أن نعدد الصور التي نواجه بها الاحتلال لخلق توازنات حقيقية على الأرض، ويجب أن نعدد الساحات التي يجب أن تدخل في المعادلة حتى نستطيع أن نحسن التوازن وخلق قوة رادعة لمواجهة الاحتلال.
وعن جهوزية الحركة لإجراء انتخابات تشريعية وبلدية ورئاسية ومجلس وطني في الوقت الحالي، أشار إلى أن الانتخابات هي من قدمت الحركة بالأصل، ونحن واثقون من أنفسنا، ولكن أول العوائق الإرادة والذرائع كثيرة والقرار مفقود.