أطعمة تساعد على حدوث الإمساك المزمن عند الأطفال

كثيرًا ما تتحمل معدة الطفل الصغيرة وجهازه الهضمى مشاكل الإمساك وآلامه ومتاعبه، فنجد الطفل كثير البكاء والشكوى من ألم يجهل سببه ومصدره، لكنه فى الحقيقة إمساك يهدد صحته وسلامته، وذلك كما يقول الدكتور قدرى وشاحى أستاذ جراحة الأطفال بكلية طب قصر العينى جامعة القاهرة، ومستشفى الأطفال اليابانى «أبو الريش»، وينقسم الامساك المزمن عند الاطفال إلى نوعين أساسيين؛ نوع خلقى والاخر إمساك تعودى، والخلقى يحدث نتيجة نقص فى الاعصاب التى تصل إلى القولون والمستقيم، لان عدم وجود أعصاب فى القولون والمستقيم يسبب نوعًا من الشلل فى الامعاء، وإمساكًا مزمنًا منذ أول يوم بعد الولادة، وعادة ما يعانى الطفل من أول يوم بعد الولادة من تأخر نزول «البراز الاول»، وقد يحتاج إلى إعطاء لبوس لانزال هذا البراز، ثم تعتمد الام على الملينات لفترة، ثم الحقن الشرجية.
ويوضح الدكتور قدرى وشاحى، وخاصة بعد مرحلة «الفطام» والاعتماد كليا على تناول الطعام، يزداد الامساك، وهذا النوع يحتاج إلى تدخل جراحى لاستئصال الجزء المصاب من القولون، وإعادة توصيل الامعاء ويسمى«هرشسبيرنج»، وتم وصفه فى أوائل القران التاسع عشر، وكان قديما تجرى العملية الجراحية اللازمة للعلاج على ثلاث مراحل، بعمل فتحة شرج صناعى لخروج البراز من بطن الطفل، ثم تجرى عملية استئصال الجزء المصاب واعادة التوصيل للامعاء فى المرحلة الثانية، ثم قفل فتحة الشرج الصناعى، ومع تطور الجراحة وظهور المضادات الحيوية أصبحت العملية تجرى على مرحلتين، ثم الان تجرى على مرحلة واحدة.
ويؤكد الدكتور قدرى وشاحى، على استخدام التقنيات والتطورات الجراحية الحديثة فى مثل هذه الحالات، وأصبحت حاليا تجرى عن طريق المنظار دون الاحتياج إلى فتح البطن، أو عمل فتحة الشرج الصناعى، وأصبح الطفل يخرج من المستشفى خلال أيام معدودة، بعد أن كان يحتاج إلى الاقامة أسبوعين على الأقل فى كل مرحلة، وأصبحت نتائج العمليات مرضية ونسبة النجاح فيها تصل إلى 96%.
ويضيف الدكتور قدرى وشاحى، أن النوع الثانى هو إمساك مزمن عند الاطفال، نتيجة عدم تعود القولون على الاخراج يومياً، وذلك بسبب كسل القولون وعدم تربية الطفل على دخول الحمام يوميا، ولذا يسمى بالامساك التعودى حيث لم يتعود الطفل على القيام بالاخراج يوميا، وذلك بسبب كسل بالقولون وامساك مزمن قد يستمر إلى اسبوع أو عشرة ايام، ويقوم الطفل باخراج جزء بسيط من البراز فى ملابسه الداخلية، وقد يصل إلى 10 مرات يوميا، ويحتاج إلى تغيير ملابسه.
ويوضح الدكتور قدرى وشاحى: تبدأ ظهور أعراض الامساك بعد السنة الاولى من العمر، وعند دخوله الحضانة، وهذا النوع يحتاج إلى علاج دوائى لتنبيه القولون، وعلاج سلوكى للطفل، وعلاج أسرى، حيث يجب على الام أن تهتم بدخول الطفل يوميا إلى دورة المياه «الحمام»، واخراج البراز وعدم الكسل والالهاء فى التلفزيون والكمبيوتر وغيرها.
وينصح الدكتور قدرى وشاحى: على كافة الامهات الانتباه جيدا، واذا لاحظت العيب الخلقى منذ الأيام الاولى، عليك بسرعة التوجه إلى الطبيب المختص للفحص والتشخيص المبكر، وتحديد العلاج المناسب والامثل لكل حالة، وأصبحت تجرى العملية الجراحية الان بداية من عمر ثلاثة شهور، دون الاحتياج إلى فتح البطن، عن طريق المنظار، اما بالنسبة للحالات المصابة بالامساك التعودى، الذى يبدأ حدوثه عند عمر عام أو اكثر، فيجب التنبيه على الام بالاهتمام بالطفل جيدا، ويعتبر سلوك دخول «الحمام» واجبًا يوميًا للطفل، واعطاء بعض المنشطات للقولون أو الملينات، مع مراعاة اختيار النظام الغذائى «الاكل» للطفل بعناية، والحذر من الاطعمة والمأكولات التى تساعد على حدوث الامساك، حيث غالبا ما تحتوى على مواد غذائية ممسكة مثل الكربوهيدرات والبطاطس والشيبس والمكرونة، ونقص فى اعطاء الخضراوات الطازجة والفواكة الملينة، ويجب على الامهات الاكثار من اطعمة الخضاروات والفواكه والخضار ضمن الغذاء اليومى للطفل.