اخبار مصر

فليكن قلبك مسكن الله

كم تحتاج البشرية هذه الأيام أن تسلم عقلها وقلبها إلى الله لكى يعيد خلقتها من جديد فتتغير هذه الأحداث الصعبة التى وصلت إليها البشرية من أنانية وبغض وحروب فأصبحنا كأننا نعيش فى وسط غابة قد تكون الحيوانات أكثر رفقا ببعضها البعض عما يحدث فى وسط البشر من حروب.. وصراعات. ونعود للخلق فى سفر التكوين فى البدء خلق الله السموات والأرض.. إذن هى مجموعة من السماوات.. السماء الأولى للطيور والطائرات ويسمونها الغلاف الجوى.. والثانية هى سماء النجوم والفلك والشموس والأقمار.. وهى التى قال عنها داود فى المزمور السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه مز ١٩.. والسماء الثالثة هى سماء الأرواح وبعض الملائكة وتسمى بالفردوس لأن أرواح الأبرار والملائكة تسكن فيها.. لكننا نسمع عن سماء أعلى من تلك السماوات وأرفع فى النورانية والفرح هى سماء السماوات حيث يوجد العرش الإلهى.. فما معنى أن السماء عرش الله أليس الله موجودا فى كل مكان؟!

نعم الله هو مالئ الكل يملأ المكان ويملأ الزمان لكن سما السماوات هو عرش الله كمكان مملوء تسبيحا وسجودا وفرحا حيث الكل بمجدونة بلا سكوت ويصرخون قدوس قدوس قدوس مجده ملء كل الوجود.. بينما على الأرض قد يوجد ملحدون أو وثنيون أو مجدفون على الله.. أو مقاومون لإرادته ومحبته.. فى سما السماوات الله ممجد

تماما من الأرواح الملائكية النورانية.. الصانع ملائكته أرواحا وخدامه نارا ملتهبة.. الملائكة ورؤساء الملائكة يمجدون الله من كل قلوبهم لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد أيها السيد الرب ادوناى (صاحب الجلالة) ملك الملوك ورب الأرباب.

ولكن يوجد معنى آخر للعرش الإلهى أو سما السماوات وهو قلب الإنسان الذى يسكنه الله

ويقول البابا شنودة فى قصيدته همسة حب

من هوى الدنيا فلا يحوى سواك    عرشك الأقدس قلب قد خلى

قد تركت الكل ربى ما عداك ليس لى فى غربة العمر سواك

ومنعت الفكر عن تجواله     حيثما أنت فأفكارى هناك

نعم قلب الإنسان البار الطاهر النقى هو مسكن لله فيقول الكتاب المقدس (أنتم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم)

فيشعر الإنسان بالحب الإلهى ويتمتع بمتعة رائعة فى صلته بالله.. يشعر أن قلبه هو عرش لله.. يشعر بالوجود الدائم فى حضرة الله.. ولذلك يأمرنا الرب برفع عيوننا للسماء ويقول متى صليتم فقولوا هكذا (أبانا الذى فى السماوات) عندما نصل. نرفع عيوننا للسماء وحينما نشكر الرب نرفع قلوبنا للسماء.. وعندما نتضرع لله ونبكى بالدموع نرفع وجوهنا نحو السماء

إننا ننظر للسماء لسببين:

الأول.. لترتفع عن الماديات والأمور الترابية والغلاء. الأوبئة والزلازل وكل الأمور الأرضية الفانية التى سنتركها فى الأبدية.

والثانى.. نقضى وقنا للمتعة البهية مع الهنا الخالق القدوس اللى بيقول لذتى فى بنى آدم.. ونحن أيضاً أرواحنا هى نفخة من الله ولن نجد لذتنا إلا فيه.. فيجب أن نتدرب على عشرة الله الحلوة هذا التدريب هنا على الأرض ولما تتعود أرواحنا على حب الله نتمتع أكثر وأكثر فى السماء بعشرة أقوى وأجمل وأحلى مع الرب.

لذلك علينا أن نسلم قلب البشرية لله ليعيد خلقها من جديد.