متحدثة «الخارجية الأمريكية»: المعركة ضد «داعش» مستمرة ومصر شريك استراتيجي
أكدت هالة غريط، المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أن مصر تلعب دوراً مهماً في منطقة الشرق الأوسط، وتربطها علاقات متميزة وعميقة بالولايات المتحدة، وأن الإدارة الأمريكية تنسّق مع عدد من دول المنطقة، من بينها المملكة العربية السعودية، في عدد من الملفات، بعيداً عن مجال النفط، وأضافت أن واشنطن تدعم الأجندة الطموحة، التي يتبنّاها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
وقالت «غريط»، في حوار لـ«الوطن»، إن وزير الخارجية الأمريكي، أنتونى بلينكن، بحث خلال زيارته الأخيرة للمنطقة، والتي شملت المملكة العربية السعودية، عدة ملفات، من بينها الأمن الإقليمي، وتعزيز التعاون الاقتصادي، وخفض التصعيد في المنطقة.. وإلى نص الحوار.
تنسيق مستمر مع دول المنطقة بمختلف الملفات
– كيف ترى أمريكا الدور المصري في المنطقة العربية والشرق الأوسط؟
الولايات المتحدة تقدّر الدور المصري الفعّال والمهم في المنطقة، كما تتميز علاقاتنا الثنائية بالعمق والتعاون في مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك التعاون الإقليمي والاقتصادي والثقافىي، والولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز هذه الشراكة المهمة في السنوات المقبلة، لمواجهة التحديات المشتركة، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، ونتطلع دائماً إلى العمل مع مصر لتحقيق أهدافنا المشتركة.
– هل جولة وزير الخارجية الأمريكي في المنطقة تتضمّن زيارة إلى مصر؟
الجولة الحالية لوزير الخارجية لا تندرج على جدول أعمالها زيارة إلى مصر، لكن القاهرة بشكل عام شريك استراتيجي ومهم للولايات المتحدة، ونحن نتواصل بانتظام مع الحكومة المصرية بشأن مجموعة واسعة من القضايا.
– ما هي أبرز الملفات التي بحثها وزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال زيارته الأخيرة للرياض؟
الوزير بلينكن التقى مع نظيره السعودي ومسئولين سعوديين آخرين، لمناقشة مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، التي نبحثها باستمرار مع شركائنا في المملكة، ومنها ملفات الأمن الإقليمي، حيث استعرض الجانبان الجهود المشتركة لتعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وخفض التصعيد في المنطقة، إضافة إلى التعاون الاقتصادي، والتركيز على كيفية تعزيز هذا التعاون، بما في ذلك الابتكار والاستثمار في الطاقة النظيفة.
واشنطن تدعم الأجندة الطموحة للسعودية
– ما هي مجالات التعاون بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية؟
– نتعاون مع المملكة للمُضي قُدماً بأجندتها الطموحة، لخلق فرص عمل للشباب السعودي، حيث نما الاقتصاد السعودي بنسبة 8.7% في سنة 2022، وهو الأمر الذي وفّر فرصاً كثيرة للشركات الأمريكية للمشاركة في الكثير من القطاعات، من الطاقة إلى الرعاية الصحية والترفيه، والثقافة والتعليم، ولا شك أن التطورات الإقليمية موجودة على أجندة المناقشات، حيث تم مناقشة التطورات الراهنة في المنطقة، بما في ذلك ملفا السودان واليمن، وكيفية تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، ومثل هذه المباحثات تُعد أساسية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وتحقيق الأهداف المشتركة للأمن والاستقرار في المنطقة.
– كيف ترين تاريخ العلاقة بين أمريكا والمملكة؟
العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية تاريخية ومتعدّدة الأوجه، تتضمّن التعاون الأمني والاقتصادي والسياسي، ومن الطبيعي أن يكون هناك بعض الاختلافات في وجهات النظر بين دولتين حليفتين، إضافة إلى ذلك، فنحن نتمتع بعلاقات مميزة جداً مع المملكة، تتيح لنا فرصة الحوار بشأن أي وجهات نظر مختلفة في أي وقت، والهدف الرئيسي من هذه الزيارة هو تعزيز الحوار والتعاون المشترك، كما أن زيارة الوزير بلينكن تعتبر فرصة لمناقشة الفرص والتحديات المشتركة، وسُبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والحوار المستمر والعميق، والعمل معاً لتحقيق الأهداف المشتركة للأمن والاستقرار والرخاء في المنطقة.
ملتزمون بإعادة إعمار المناطق المتضرّرة من «داعش»
– هل كان اجتماع بلينكن ووزراء التحالف الدولى ضد «داعش»، للتأكيد على القضاء نهائياً على التنظيم؟
الاجتماع يهدف إلى تسليط الضوء على الدور الحاسم للتحالف في مواجهة التهديد المستمر لـ«داعش»، وهو جزء مهم من الجهود المتواصلة لضمان هزيمة التنظيم بشكل كامل، وتقدّم التحالف في هذا السياق ضروري، مع تحقيق انتصارات عسكرية على التنظيم، والتأكيد على الاستقرار وإعادة الإعمار وتقديم الدعم الإنساني اللازم للمناطق المتضرّرة، ونحن ملتزمون بضمان عودة آمنة وكريمة للنازحين، وهذا يشمل على وجه الخصوص، المخيمات، مثل مخيم «الهول»، الذي يحتاج إلى تمويل كبير، ورغم أن التحالف حقّق نجاحات على الأرض، لكن العمل لم ينتهِ بعد، لأن الفكرة الدعائية وأيديولوجية التنظيم لا تزال تشكل تهديداً، ونحتاج إلى بذل جهود متواصلة للحيلولة دون تجدد قوته، لأن المعركة ضد داعش ليست فقط على الأرض، بل تشمل أيضاً التصدي لأيديولوجيتهم المتطرّفة، وللقضاء على هذا التهديد، يجب التركيز على التعليم، وتقديم الرؤية المعاكسة لأيديولوجية التنظيم، والتصدي لنشاطهم عبر الإنترنت، إضافة إلى دعم عمليات إعادة تأهيل وإعادة دمج أولئك الذين تأثروا بأيديولوجية «داعش».
إنشاء سفارة جديدة في الرياض
وكذلك، فإننا عملنا على تعزيز وجودنا الدبلوماسي في المملكة العربية السعودية، خلال السنوات الثلاثة الماضية، واكتمل بناء منشآت دبلوماسية جديدة في جدة والظهران، كما نتطلع لبدء العمل على بناء سفارة جديدة في الرياض، وهى خطوة تعكس عمق ومتانة العلاقات بين بلدينا.