حوادث وقضايا

والد الشهيد مصطفى عفيفي يروي تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة ابنه قبل اغتياله من قبل حركة حسم الإرهابية




محمد شعبان



نشر في:
الثلاثاء 22 يوليه 2025 – 10:09 م
| آخر تحديث:
الثلاثاء 22 يوليه 2025 – 10:09 م

روى أنور عفيفي، والد الشهيد المهندس مصطفى عفيفي، تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة ابنه الذي ارتقى إلى ربه برصاص الغدر، بعدما اغتالته عناصر حركة «حسم» الإرهابية وهو في طريقه لأداء صلاة الفجر.

وقال خلال تصريحات تلفزيونية لبرنامج «آخر النهار» مع الإعلامي خالد أبو بكر: «أنا تعودت على صلاة سنة الفجر في البيت وبنزل أصلي الفرض في المسجد، وأثناء صلاتي السنة سمعت ضرب نار جامد جدًا، لكن كان في مدينة الشباب بعيدة عننا، مصطفى صحي من النوم على ضرب النار، وهو معتاد على صلاة الفجر في معظم الأيام، فقال لي لازم أنزل أصلي معاك، مش هسيبك تنزل لوحدك، رغم أن ضرب النار كان بعيدًا عنا».

وأضاف أن والدته كانت خائفة عليه وحاولت منعه؛ لكنه نزل لحماية والده، معتقدا أن الأمر لا يتعدى محاولة سرقة، متابعا: «مصطفى أخد خشبة، كان يعتقد أن فيه حرامي لم نتوقع أن الأمر كبير، نزل وسبقني على السلالم، وعلى ما أنا نزلت لقيته مضروب بالنار تحت، كل هدفي كان ألحقه في أي مستشفى، ذهبنا إلى مستشفى الهرم، لكن كان السر الإلهي خرج، إرادة ربنا».

وأشار إلى أن ابنه كان مكافحا وحقق حلمه بأن يصبح مهندسا للكهرباء كما كان يتمنى، كما كان مثالا للأمانة في عمله، مضيفا: «سألت في الشغل ليكون استلف فلوس من حد، قالوا لي إنه عمره ما استلف، إحنا اللي كنا بنستلف منه».

وكشف عن عمق بر ابنه بوالدته المريضة، مضيفا :«والدته تعبانة من سنوات، وهو كان يقف بجانبها، وكان يرفض النوم حتى تنام أولا، رغم شغله، فكانت والدته تعمل نفسها نائمة حتى ينام ويذهب إلى عمله».

وعبّر والد الشهيد عن رضاه بقضاء الله، قائلا: «لو كنوز الدنيا كلها مش هتعوض ظفر رجله الصغير، لكن إحنا راضيين بقضاء ربنا، ونقول الحمد لله، احتسبناه شهيدا وهذا هو أجله».

ووجه الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على قراره بتكريم أسرة الشهيد، كما شكر رجال الشرطة الذين لم يتركوه لحظة واحدة، قائلا: «شالوا مصطفى وحطوه معايا في العربية ومحدش منهم سابني».

وكشف عن رفض الشهيد مصطفى فرصة عمل بمرتب أعلى في الساحل الشمالي ليبقى بجوار والديه، قائلا: «جاءه الشغل في الساحل بمرتبات أعلى، رفض حتى يكون بجانب أمه وأبوه، وقال مش هسيبهم، حاليا والدته تبكي أثناء الليل، وأنا بقولها إنه كده كده كان سيتزوج ويسيبنا، نعتبر إنه تزوج في الجنة».

وأكد أن مطلبه الوحيد الدعاء لابنه، قائلا: «أنا مش عايز أي حاجة خالص غير أننا ندعيله علشان يكون في مكان أعلى في الجنة».

ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بضم أسرة الشهيد المهندس مصطفى أنور أحمد عفيفي الذي استشهد برصاص حركة حسم الإرهابية، إلى قائمة مستحقي التكريم في صندوق تكريم شهداء وضحايا ومفقودي ومصابي العمليات الحربية والإرهابية والأمنية.

وجاء ذلك في أعقاب مداهمة أمنية استهدفت وكرا إرهابيا في منطقة بولاق الدكرور، حيث بادرت العناصر الإرهابية بإطلاق النار على القوات والمارة، ما أسفر عن مصرع عنصرين إرهابيين وإصابة أحد الضباط أثناء محاولته إنقاذ أحد المواطنين.

وأعلنت وزارة الداخلية، استشهاد المهندس مصطفى أنور عفيفي الذي ارتقى متأثرا بإصابته جراء إطلاق نار عشوائي من عناصر إرهابية تابعة لحركة «حسم» أثناء توجهه لأداء صلاة الفجر.