اخبار الإمارات

منذ الحرب الباردة.. الناتو يضع خطة لأكبر إصلاح دفاعي شامل

السبت 15 يوليو 2023 / 01:07

سلطت مجلة “فورين بوليسي” الضوء في تقرير جديد على كواليس قمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” في فيلنيوس التي انعقدت هذا الأسبوع، مشيرة إلى أن هناك ثورة هادئة في المجال العسكري يتم التحضير لها خلف الأسوار.

وقال التقرير إنه في القمة التي عقدت في فيلنيوس هذا الأسبوع، كانت معظم الأنظار تتجه حول مسألة توسيع الناتو، حيث رفعت تركيا أخيراً قبضتها على إضافة السويد إلى الحلف، وكانت هناك مناقشات شرسة حول ما إذا كانت أوكرانيا ستنضم إلى الناتو وكيف ستنضم إليه قواعد الحرب الباردة.

لكن وللعودة إلى قواعد اللعبة التي تمارسها الحرب الباردة، تقول المجلة إنه في القمة، وقع قادة الحلفاء على خطط دفاعية جديدة مفصلة لكيفية دفاع الناتو عن أي من مناطقه إذا تعرضت لهجوم من قبل روسيا. هذه الخطط، التي وصفها العديد من مسؤولي الناتو الحاليين والسابقين بالتفصيل، تشكل أكبر إصلاح شامل للوضع الدفاعي للناتو منذ نهاية الحرب الباردة

ويشير التقرير إلى أن الجزء الأكبر مما يسمى بخطط الدفاع الإقليمية سيظل سرياً لأسباب واضحة. لكن بشكل عام، سيقومون بتفصيل ما يجب على كل دولة القيام به والقوات التي يجب أن تلتزم بها، وصولاً إلى الأفواج والكتائب التي تذهب إلى أين ومتى للدفاع عن الأراضي المخصصة لها.
وبموجب الخطط الجديدة، سيكون لدى حلف شمال الأطلسي نظريا على الأقل 300,000 جندي على استعداد للانتشار في جناحه الشرقي في غضون 30 يوماً.
وجاءت الخطط الدفاعية نتيجة لبعض الأعمال والمشاورات على مدار عام من قبل الجنرال كريستوفر كافولي، القائد الأعلى لحلف الناتو لأوروبا وقائد القيادة الأمريكية الأوروبية، وفريقه في المقر العسكري لحلف الناتو.
قد تستغرق خطط الدفاع الإقليمية سنوات حتى يتم طرحها وتنفيذها بالكامل، لكن حلفاء الناتو، وخاصة الموجودين على الجانب الشرقي، كانوا حريصين على الحصول على توقيع في فيلنيوس والبدء في تنفيذها بجدية.

إعادة التفكير في الردع

تأتي الخطط الدفاعية الجديدة أيضاً، بحسب التقرير، في الوقت الذي يخضع فيه الناتو لتحول استراتيجي أوسع في تفكيره حول كيفية الدفاع عن جناحه الشرقي، من استراتيجية “الردع بالعقاب” التي تنطوي على تهديد روسيا بعمليات انتقامية عسكرية كبيرة إذا استولت على أراضي الناتو، مثل التوغل في بلد البلطيق، إلى “الردع بالإنكار”، ما يعني حشد المزيد من القوات على الجناح الشرقي حتى لا تتمكن روسيا من الاستيلاء على شبر واحد من الأراضي في البداية.
ولدى حلف شمال الأطلسي ثماني مجموعات قتالية متعددة الجنسيات متمركزة عبر جناحه الشرقي لبدء دعم هذا التحول الاستراتيجي. لكل مجموعة قتالية دولتها الرائدة التي توفر الجزء الأكبر من القوات مثل الولايات المتحدة في بولندا وألمانيا في ليتوانيا وفرنسا في رومانيا، بينما تساهم دول أخرى بأعداد أقل من القوات والمعدات. ووافقت ألمانيا الشهر الماضي على تعزيز وجودها في ليتوانيا من خلال نشر 4000 جندي هناك بشكل دائم لردع روسيا.
وتقول المجلة إن القيام بكل هذه الأشياء يتطلب المال، وبشكل عام، فإن أوروبا وكندا أقل حرصاً على التعمق أكثر للإنفاق العسكري من الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن المزيد من الدول تعزز الإنفاق الدفاعي بهدف الوصول إلى هذا المعيار المحوري البالغ 2% الذي حدده الناتو لعقود من الزمن وتجاهله معظم الدول “بأدب”.
الآن 11 من حلفاء الناتو البالغ عددهم 31 (قريباً 32، مع السويد) يستوفون معيار 2%، مع سبعة آخرين على وشك الوصول إليه، بنسبة 1.7% أو أعلى. وباستثناء أيسلندا غير المسلحة، فإن حلفاء الناتو الذين لديهم أدنى إنفاق دفاعي لكل الناتج المحلي الإجمالي هم لوكسمبورغ بنسبة 0.72% وبلجيكا بنسبة 1.13%.
ومما لا شك فيه أنه سيكون هناك المزيد من الضغوط على الدول للوفاء بها بسبب التهديد المستمر من روسيا، والمطالب الجديدة المفروضة على الدول كجزء من هذه الخطط الدفاعية الإقليمية التفصيلية، والضغوط السياسية الضخمة من حلفاء الناتو الآخرين لتحقيق النجاح.