ثوروا لتتزوجوا

حنان حيمر الجزائر
“زواج حوالي 300 فتاة ليبية من شباب تونس من اللواتي نزحن إلى الأراضي التونسية خلال الثورة الليبية. لهذا نحب أن نطمئن أخواتنا السوريات بأننا في انتظارهن وإن شاء الله تقوم الثورة في لبنان يارب.
ويا ربي تحفظ السودان الشقيق والصومال وموريتانيا وتْـبَـعَّد عليهم شر الثورات”.
انه نص وصلني عبر النت من طرف صديق.وكما هو واضح فان الخبر وان كان صحيحا، فانه تحول إلى وسيلة للتنكيت،وليس الأمر غريبا،فالمرأة أحبت أم كرهت هي المحور دائما،حتى في الحروب التي نعتقد أن اندلاعها لاعلاقة لها بها.
وقد تذكرت مباشرة بعد قراءتي لهاته “النكتة” ماجاء على لسان رئيس المجلس الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل في أول خطاب له بعد ماسمي بيوم تحرير ليبيا أي بعد مقتل القذافي،وهو الكلام الذي أسال حبر التعليقات في الكثير من الفضاءات الاعلامية لاسيما الشبكات الاجتماعية.
عبد الجليل الذي أعلن عن تطبيق الشريعة الإسلامية في “ليبيا مابعد القذافي” واعدا بالغاء كل القوانين التي تتعارض معها لم يجد مثالا أفضل من “تعدد الزوجات” ليضربه على الجمهور الحاضر للاستماع إلى خطابه.
فكان أول قرار للعهد الجديد هو “إلغاء منع تعدد الزوجات”،والواضح أن عبد الجليل كان متأكدا من الترحيب بأولى قراراته لان جمهوره كان من الرجال الذين شاهدت شخصيا ابتساماتهم العريضة بل وضحكاتهم المستبشرة بمثل هذا “الإعلان الاستراتيجي”.
وفي الحقيقة ومثل الكثيرين وجدت نفسي وأنا استمع لتلك الكلمات أتساءل “هل قامت الثورة في ليبيا ضد طغيان القذافي،وقتل مئات الآلاف من الليبيين ودمرت المليارات من المنشآت لان القذافي منع تعدد الزوجات؟”.و”هل كان هذا المنع القانون الوحيد الذي ينافي الشريعة في ليبيا القذافي، أم أن عبد الجليل الرجل كان يخطب في جمع من الرجال لم يجد أفضل من ذلك مثالا؟”لأنني شخصيا لااعتقد انه كان يمكنه أن يضرب بمثل ذلك مثلا لو كان جمهوره من النساء.
فالظاهر أن النظرة إلى المرأة كغنيمة حرب لم تختف كما كنا نظن باختفاء مفهوم “الجواري”، وهكذا يوعد بعض الشباب الذين يدفعون إلى القتل بـ”حور العين” في جنة الخلد،ويوعد الثوار في وطننا العربي بالزواج “مثنى وثلاثا ورباعا”!
وبهذا لن يكون أمام الشباب الراغب في الزواج إلا حلا واحدا “الثورة” ببلاده أو انتظار بشائر ثورة في بلده المجاور الذي سيصدر له “العروس” جاهزة…وماذا لو اختصر المعارضون لسياسات كل الحكام العرب الأمر، وبدل أن يدلوا بخطابات طويلة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان لايفهمها إلا هم،يقولون للشباب “ثوروا لتتزوجوا”.اعتقد أن النتيجة ستكون “كاسحة”.