كيسنجر يعترف: عملنا على منع “نصر عربي” في حرب 1973
فلسطين المحتلة قُدس الإخبارية: اعترف وزير الخارجية الأمريكية الأسبق، هنري كيسنجر، أن الولايات المتحدة الأمريكية عملت على منع تحقيق “نصر عربي”، خلال حرب 1973، مع جيش الاحتلال الإسرائيلي على الجبهتين المصرية والسورية.
وقال كيسنجر الذي يعتبر أحد أعمدة “الأمن القومي والفكر الاستراتيجي للولايات المتحدة”، في مقابلة مع صحيفة “معاريف” العبرية، إن الولايات المتحدة الأمريكية “عقدت العزم منذ اليوم الأول للحرب على منع تحقيق نصر عربي” بسبب اعتبارها أنه يشكل من وجه آخر “انتصاراً سوفياتيا”، حسب وصفه.
واندلعت الحرب في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 1973 بعد هجوم منسق شنه الجيشان المصري والسوري، بشكل رئيسي، على جبهتي سيناء والجولان، وخلال أيام الحرب أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية شحنات ضخمة من السلاح لدولة الاحتلال، بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها على الجبهتين، واعتبر مؤرخون ومحللون وقادة سياسيون وعسكريون أن الحرب كانت في جانب منها صراعاً بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي الذي كان يعتبر الجيشين المصري والسوري من حلفائه.
وكشف كيسنجر خلال المقابلة عن أن “صورة المعركة كانت مختلفة تماما عن تلك التي رسمها الخبراء الأميركيون في مخيلتهم عندما ذاع خبر الهجوم المصري”، وقال: عندما اندلع القتال نجح المصريون في ضرب خط بارليف والدفع بأكثر من مئة ألف جندي ونحو 400 دبابة ووحدات كوماندوز إلى سيناء وبناء عدة جسور فوق القناة.
وأكد أن الخسائر الإسرائيلية في الأيام الأولى من الحرب كانت فادحة، إذ خسر سلاح الجو في جيش الاحتلال 49 طائرة مقاتلة ولحقت أضرار كبيرة ب500 مدرعة في سيناء، وعانى الاحتلال من نقص في الذخيرة والمعدات، قبل أن تتوجه رئيسة الحكومة الإسرائيلية حينها غولدا مائير بطلب عاجل من الولايات المتحدة لإمداد جيش الاحتلال بالمعدات اللازمة.
وقال إن سفير دولة الاحتلال في الولايات المتحدة الأمريكية حينها، سيمحا دينيتس، تقدم بطلب عاجل من المسؤولين الأمريكيين لتقديم مساعدات عسكرية وتقنيات متقدمة لجيش الاحتلال لمواجهة المعضلات الضخمة التي كان يواجهها على الجبهتين، وذكر أن وزارة الدفاع الأمريكية رفضت “تجديد توريد المعدات”، لذلك كان أمام دولة الاحتلال خيار إرسال طائرات لنقلها.
وكشف أنه طلب من الرئيس الأمريكي حينها، نيكسون، تنظيم “قطار جوي عسكري” من الولايات المتحدة إلى فلسطين المحتلة لتلبية مطالب جيش الاحتلال بالمعدات والتقنيات المختلفة، وهو ما وافق عليه وجرى تنظيمه.
كيسنجر الذي يعتبر من أكبر المسؤولين الأمريكيين الذين قدموا مساعدات استراتيجية ودبلوماسية لدولة الاحتلال، قال إنه عارض فرض وقف إطلاق نار على الجبهات قبل أن يشن جيش الاحتلال هجوماً مضاداً في الجولان السوري المحتل، وقال: “كنت ضد وقف إطلاق النار بشدة فيما تستمر المكاسب المصرية في ساحة المعركة، لقد أولينا أهمية كبيرة لخطر أن يُنظر إلى الأسلحة السوفييتية على الساحة الدولية على أنها ذات جودة أعلى بسبب النجاحات التي حققها الجيش المصري”.
ترجمة: عرب 48