اخبار فلسطين

بايدن يقوم بزيارة تضامنية في زمن الحرب إلى إسرائيل يوم الأربعاء

سيقوم الرئيس الأمريكي جو بايدن بزيارة في زمن الحرب إلى إسرائيل يوم الأربعاء، في أحدث دليل على دعم واشنطن الهائل للقدس في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر.

وسيكون أول رئيس دولة يزور إسرائيل منذ اندلاع القتال، بعد خطابه العاطفي الأسبوع الماضي الذي أعرب فيه عن صدمته من هجوم حماس الوحشي، وكسب تأييد الإسرائيليين من جميع ألوان الطيف السياسي.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان مقتضب للصحافة في مكتب فرع السفارة الأمريكية في تل أبيب، بعد اختتام اجتماع استمر ثماني ساعات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومجلس الوزراء الحربي في المقر العسكري للجيش الإسرائيلي “هاكيريا”: “إنه يأتي إلى هنا في لحظة حرجة بالنسبة لإسرائيل والمنطقة والعالم”.

وقال مسؤولون أميركيون إن الرئيس سيبقى في تل أبيب لعدة ساعات، ثم سيتوجه بعد ذلك إلى الأردن لعقد المزيد من الاجتماعات مع الزعماء الإقليميين.

وقال بلينكن إن بايدن سيقوم خلال الرحلة بإعادة تأكيد “تضامن الولايات المتحدة مع إسرائيل” إلى جانب التزام واشنطن بأمن الدولة اليهودية. وتابع بلينكن أن الرئيس سيكرر إدانته لهجوم حماس الذي أسفر عن مقتل 1400 شخص، ةأضاف أن عدد الأمريكيين الذين قتلوا في الهجمات ارتفع إلى 30.

وقال بلينكن إن بايدن سيؤكد أن إسرائيل لديها “التزام” بالدفاع عن نفسها والعمل على منع الهجمات المستقبلية، مشيرا إلى أن القدس تتمتع بقدر كبير من الحرية في العمل، من ناحية الولايات المتحدة.

وسيستغل الرئيس الرحلة ليسمع من إسرائيل ما هي المساعدة العسكرية التي تحتاجها للرد على حماس، بحسب بلينكن. وفي وقت لاحق، قال رئيس مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي للصحفيين خلال مؤتمر صحفي عبر الهاتف إن الولايات المتحدة لا تضع “أي شروط” على الأنظمة العسكرية التي توفرها لإسرائيل في حرب غزة.

وقال بلينكن إن بايدن سيعيد خلال الرحلة إصدار تحذيره من انضمام الجهات الحكومية وغير الحكومية إلى حماس في القتال.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يتحدث في تل أبيب، 17 أكتوبر، 2023. (AP Photo/Jacquelyn Martin, Pool)

وسيناقش الرئيس الجهود لضمان الإفراج الفوري عن ما بين 200 إلى 250 رهينة تحتجزهم الجماعات المسلحة في غزة. وتقوم الولايات المتحدة، التي يعتقد أن العديد من مواطنيها مختطفون، بالتنسيق مع إسرائيل في سعيها إلى إطلاق سراحهم.

وقال بلينكن إنه سيسعى أيضا لسماع خطط إسرائيل لتنفيذ عملياتها العسكرية في غزة ب تقلل من الخسائر في صفوف المدنيين.

وأعلن الوزير أن الولايات المتحدة وإسرائيل اتفقتا على تطوير خطة لتمكين المساعدات الإنسانية من الدول المانحة والمنظمات المتعددة الأطراف من الوصول إلى المدنيين في غزة.

وقال بلينكن إن الخطة التي دفعت بها الولايات المتحدة ستتضمن “إمكانية إنشاء مناطق للمساعدة في إبعاد المدنيين عن الأذى”.

وقال بلينكن: “من المهم أن تبدأ المساعدات في التدفق إلى غزة في أقرب وقت ممكن”.

وخلال لقاء بلينكن مع نتنياهو، ورد أنه حث إسرائيل على السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة من أجل الحفاظ على الدعم الدولي للعملية العسكرية للجيش الإسرائيلي التي تهدف إلى القضاء على حماس.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير لموقع “أكسيوس” الإخباري إن “إدارة بايدن تتفهم الحاجة إلى تفكيك حماس وتؤكد أن إحدى الطرق للتأكد من وجود ما يكفي من الوقت للقيام بذلك هي تجنب حدوث أزمة إنسانية في غزة”.

وقد رفضت إسرائيل إلى حد كبير السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، في إطار سعيها للضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن في غزة.

وأقر بلينكن بأن حماس قد تحاول الاستيلاء على مثل هذه المساعدات أو تدميرها بمجرد دخولها إلى غزة، لكنه أصر على أن الولايات المتحدة ستدين مثل هذه الأعمال إذا حدثت وستعمل على منعها.

وشكر إسرائيل على موافقتها على الخطة وقال إن بايدن يتطلع إلى متابعة مناقشة الأمر عندما يصل إلى إسرائيل يوم الأربعاء.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن (يمين)، ووزير الدفاع يوآف غالانت يصلان للإدلاء ببيانات لوسائل الإعلام في مقر الجيش الإسرائيلي “هاكيريا” في تل أبيب، 16 أكتوبر، 2023. (AP Photo/Jacquelyn Martin, Pool)

وقال كيربي إن اجتماعات بايدن ستعقد في تل أبيب، وبعد ذلك سيسافر إلى عمان لعقد اجتماعات منفصلة مع العاهل الأردني الملك عبد الله والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لمناقشة الوضع الإنساني في غزة.

وأضاف البيت الأبيض في بيان أن بايدن “سيؤكد في تلك اللقاءات أن حماس لا تدافع عن حق الشعب الفلسطيني في الكرامة وتقرير المصير، وسيناقش الاحتياجات الإنسانية للمدنيين في غزة”.

في غضون ذلك، ساعدت الولايات المتحدة يوم الاثنين في اسقاط قرار قدمته روسيا لمجلس الأمن الدولي، والذي دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار في حرب غزة.

وفي كلمتها التي شرحت فيها قرار التصويت ضد القرار، انتقدت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماسغرينفيلد روسيا لعدم ذكر حماس في الوثيقة.

وقالت توماسغرينفيلد إنه “بفشلها في إدانة حماس، فإن روسيا تعطي غطاءً لمجموعة إرهابية ترتكب أعمالاً وحشية ضد المدنيين الأبرياء. إنه أمر شائن ونفاق ولا يمكن الدفاع عنه”.

وأضافت السفيرة الأمريكية: “نحن متفقون على أن هذا المجلس يجب أن يتخذ إجراءً، لكن علينا أن نقوم بذلك بشكل صحيح. وسنعمل بشكل مكثف مع جميع أعضاء المجلس للقيام بذلك. حماس هي من بدأ الأزمة الإنسانية في غزة، ولا يمكننا أن نسمح لهذا المجلس بإلقاء اللوم بشكل غير عادل على إسرائيل وإعفاء حماس من عقود من القسوة. نقطة”.

سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماسغرينفيلد تتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة، 21 نوفمبر، 2022. (Seth Wenig/AP)

وفي وقت سابق من يوم الاثنين، قال مسؤول أمريكي ومسؤول إسرائيلي لتايمز أوف إسرائيل إن إدارة بايدن تضغط بشكل خاص على إسرائيل في الأيام الأخيرة لتوضيح استراتيجيتها لما بعد تحقيق هدفها المعلن من حرب غزة والإطاحة بحماس.

وقال المسؤول الأمريكي إن نتنياهو ودائرته المقربة أوضحوا لنظرائهم الأمريكيين أن إسرائيل لم تتوصل بعد إلى مثل هذه الاستراتيجية، وأنها تركز أكثر على الهدف الفوري المتمثل في إسقاط حماس من السلطة في غزة.

لكن المسؤول الأمريكي الذي تحدث مع التايمز أوف إسرائيل حذر من هذا النهج، قائلا إنه في غياب استراتيجية لتحديد من سيسيطر على القطاع، إذا أو عندما يتم القضاء على حماس، فمن المرجح أن يتورط الجيش الإسرائيلي في غزة إلى أجل غير مسمى، على الرغم من إصرار إسرائيل على أنها لا تريد استعادة القطاع الذي انسحبت منه من جانب واحد في عام 2005.

فرق الدفاع المدني والطواقم الطبية الفلسطينية تبحث في الأنقاض بعد غارة جوية إسرائيلية على مخيم رفح للاجئين في جنوب قطاع غزة، 16 أكتوبر، 2023. (Abed Rahim Khatib/Flash90)

وقال مسؤول إسرائيلي لتايمز أوف إسرائيل إن رئيس حزب “الوحدة الوطنية” بيني غانتس وزميله في الحزب غادي آيزنكوت طالبا بوضع استراتيجية للخروج من غزة عند دخولهما الحكومة في الأسبوع الماضي، وأنهما كلفا لجنة بوضع استراتيجية من هذا القبيل.