اخبار فلسطين

الجيش الإسرائيلي يصعّد ضرباته لخلق “أفضل الظروف” لـ”المرحلة المقبلة في الحرب” على حماس

يستعد الجيش الإسرائيلي لتكثيف ضرباته على الفور في قطاع غزة لزيادة الضغط على حركة حماس، التي تحكم القطاع الساحلي، في أعقاب هجومها الوحشي على إسرائيل في 7 أكتوبر.

وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري ليل السبت إن إسرائيل تخطط لدخول “المرحلة التالية من الحرب في أفضل الظروف [بالنسبة لنا]، وليس وفقا لما يقوله لنا  آخرون”.

وقال هغاري في مؤتمر صحفي متلفز: “من اليوم سنزيد الضربات ونقلل الخطر”.

وتقول إسرائيل إن هجومها ضد حماس يهدف إلى تدمير البنية التحتية للحركة المدعومة من إيران، وتعهدت بالقضاء على المنظمة بأكملها بعد المذابح التي قادتها حماس في 7 أكتوبر ونفذتها مع جماعات مسلحة أخرى والتي شهدت اقتحام حوالي 2500 مسلح عبر الحدود إلى إسرائيل. من قطاع غزة برا وجوا وبحرا، مما أسفر عن مقتل نحو 1400 شخص واحتجاز رهائن من كافة الأعمار تحت غطاء آلاف الصواريخ التي أطلقت على البلدات والمدن الإسرائيلية.

الغالبية العظمى من القتلى عندما استولى المسلحون على التجمعات الحدودية كانوا من المدنيين رجالا ونساء وأطفالا وشيوخ. وتم إعدام عائلات بأكملها في منازلها، وقتل أكثر من 260 شخصا في مهرجان موسيقي، وسط أعمال وحشية مروعة ارتكبها المسلحون، في هجوم وصفه الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه “أسوأ مذبحة ضد الشعب اليهودي منذ المحرقة النازية”.

كما اختطف المسلحون أكثر من 200 شخص، واقتادوهم إلى قطاع غزة، ويحتجزونهم كرهائن منذ ذلك الحين. يوم السبت، قال الجيش الإسرائيلي إنه تم إخطار عائلات 210 رهائن بأن أحبائهم محتجزون في قطاع غزة، لكن العدد ليس نهائيا حيث يحقق الجيش في معلومات جديدة عن المفقودين.

عائلات الإسرائيليين المحتجزين كرهائن من قبل مسلحي حماس في غزة يرفعون صور أقاربهم المختطفين، في “ساحة الرهائن”، خارج متحف الفنون في تل أبيب، 21 أكتوبر، 2023. (Avshalom Sassoni/Flash90)

مساء الجمعة، تم إطلاق سراح رهينتين أمريكيتين إسرائيليتين ، هما جوديث رعنان وابنتها ناتالي رعنان.

وتقول إسرائيل إنها تستهدف جميع المناطق التي تنشط فيها حماس في غزة بغارات جوية ونيران مدفعية، بينما تسعى إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.

وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق السبت إنه يواصل الاستعداد لهجوم بري في قطاع غزة مع الموافقة على “خطط لتوسيع القتال” في الأيام الأخيرة، لكنه لن يبدأ إلا عندما تكون الظروف مناسبة لإسرائيل.

وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي إن القوات “تجري تدريبات وفقا لخطط العمليات المعتمدة”، ونشر الجيش لقطات من تدريبات بالذخيرة الحية.

ونشر الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة عشرات الآلاف من القوات على حدود غزة، قبل التوغل البري الكبير الذي قال المسؤولون إنه سيبدأ “قريبا”.

جنود إسرائيليون يعملون على دبابة في منطقة تجمع بالقرب من الحدود مع قطاع غزة، في جنوب إسرائيل، 20 أكتوبر، 2023. (AP Photo/Ohad Zwigenberg)

ويرد الجيش أيضا على هجمات منظمة حزب الله اللبنانية، المدعومة أيضا من إيران، والفصائل الفلسطينية المتحالفة معها في جنوب لبنان. أعلن حزب الله مسؤوليته عن عدة هجمات صاروخية على مواقع للجيش الإسرائيلي وبلدات إسرائيلية يوم السبت وخلال الأسبوعين الماضيين، وسط مخاوف في إسرائيل من فتح جبهة شمالية إلى جانب الحرب مع حماس في الجنوب.

وقال هغاري يوم السبت إن إسرائيل “قوية في الدفاع والهجوم” على حدودها الشمالية، لكنه أوضح أن “المهمة الرئيسية هي غزة”.

وقال: “هذا هو المكان الذي توجد فيه حماس، وهذا هو المكان الذي يوجد فيه مواطنونا المختطفون، ونحن نركز على غزة”.

وأضاف أن “الجهد الحقيقي هو القضاء على الإرهابيين، وخاصة أولئك الذين شاركوا في المذبحة يوم السبت قبل أسبوعين. نحن نواصل القضاء على أهداف للإرهاب قبل المرحلة التالية من الحرب”.

واصفا حماس بأنها “أسوأ من داعش”، قال هغاري إن الحركة “تسللت إلى إسرائيل وذبحت، واغتصبت، وقتلت، وأحرقت، وقتلت الأطفال والنساء والأطفال والمسنين والعرب… جميعهم إسرائيليون. كل من رأوه قتلوه… قتلوا أجانب ومسلمين. لقد ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية واختطفوا أطفالا ونساء وأشخاصا معوقين وكبار السن ومرضى إلى غزة، وهم يحتجزونهم الآن في القطاع”.

وقال “يجب على العالم ألا ينسى أن حماس ارتكبت وترتكب جرائم ضد الإنسانية”.

الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري يدلي ببيان في 17 أكتوبر 2023، قال فيه إن حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية مسؤولة عن فشل إطلاق صاروخي أصاب مستشفى في قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل المئات. (Screenshot)

وأضاف “حماس هي التي شنت هذه الحرب، وليس إسرائيل. إنها تختبئ وراء المدنيين في غزة وتريد أن يموت سكانها لتنال إعجاب العالم”.

وسط استمرار إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية، قال هغاري إن حوالي 550 من آلاف الصواريخ التي أطلقتها الفصائل المسلحة في غزة على إسرائيل سقطت داخل القطاع منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر وهي ”تقتل سكان غزة”.

وأكد مجددا أن حماس تطلق الصواريخ عمدا من المباني والمواقع المدنية لإثارة رد فعل إسرائيلي.

قبل الغزو البري الوشيك، طلب الجيش الإسرائيلي من المدنيين الذين يعيشون في شمال غزة الانتقال إلى الجزء الجنوبي من القطاع، وهو الأمر الذي كرره هغاري يوم السبت.

في وقت سابق، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي لقادة في لواء المشاة “غولاني” إنه ينبغي عليهم توقع مفاجآت أعدتها لهم الفصائل المسلحة عند دخولهم إلى قطاع غزة في الهجوم البري القريب، لكن الجيش الإسرائيلي أعد هو أيضا بعض المفاجآت الخاصة به.

وقال هليفي “سوف ندخل قطاع غزة. سنبدأ بمهمة عملياتية ومهنية لتدمير نشطاء حماس، والبنية التحتية لحماس، وسنبقي في أذهاننا أيضا الصور والمشاهد والقتلى الذين سقطوا يوم السبت قبل أسبوعين”، في إشارة إلى المذابح التي ارتكبتها حماس في 7 أكتوبر.

وأضاف هليفي إن “غزة معقدة ومكتظة، والعدو يعد الكثير من المفاجآت هناك، لكننا نجهز لهم أشياء أيضا”.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي يتحدث إلى قادة غولاني في قاعدة عسكرية لم يكشف عنها، 21 أكتوبر، 2023. (Israel Defense Forces)

وقال قائد سلاح الجو الإسرائيلي إن الجيش، خلال الهجوم البري القادم، سيقاتل حماس بقوة كما فعل في الأسبوعين الأخيرين حيث يشن غارات جوية مكثفة على أصول الحركة.

وقال الميجر جنرال تومر بار خلال حديث مع قادة كبار “لا أود تبديل أماكن مع أي عدو ومواجهة لواء أو فرقة من جيش الدفاع”.

وأضاف بار “مع الإصرار الذي أراه، أغادر بشعور قوي للغاية، ومع سلاح الجو، هناك آلة هنا ليس لدي أدنى شك في أنها ستعمل”.

“حتى الآن قمنا بضرب حماس بآلاف الغارات الجوية، وآلاف القنابل التي أصابت أهدافها بدقة. حماس لا تبدأ من الصفر الآن”، كما قال.

وأضاف بار “ومع ذلك، فإننا نتعامل معها كما لو أنها لم تتضرر على الإطلاق”.

وتابع قائلا “سندخل بكل قوتنا وسنضرب [حماس] وكأنها تقاتلنا في اليوم الأول”.

في جنوب إسرائيل في وقت سابق من يوم السبت، قام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأعضاء كابينت الحرب، وزير الدفاع يوآف غالانت والوزير بيني غانتس، بجولة للاطلاع على استعدادات الجيش للهجوم البري المتوقع.