الانتخابات الأردنية في ضوء 7 أكتوبر.. انتصار للتيار المناصر للمقاومة
عمّان خاص شبكة قُدس: أعلنت الهيئة المستقلة للانتخابات الأردنية، حصول حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي للإخوان المسلمين على 31 مقعدا في البرلمان الأردني من أصل 138، في نتيجة غير مسبوقة، فيما حل حزب الوفاق في المركز الثاني بحصوله على 21 مقعدا، بما عكس المزاج الشعبي الحالي في الأردن، إذ قاد الإسلاميون على مدى الأشهر الماضية احتجاجات واسعة في البلاد دعما لفلسطين، وضد الحرب التي تشنها “إسرائيل” على قطاع غزة.
وقال المراقب العام للإخوان المسلمين بالأردن، مراد العضايلة لـ“شبكة قدس”، إنهم يهدون فوزنهم بالانتخابات إلى شهداء غزة وللشعب الفلسطيني وإلى روح الشهيد ماهر الجازي، مشددا على أن الأردن يجب أن يكون مصدر قوة ودعم للمقاومة والشعب الفلسطيني، “وهو ما سنعمل عليه في الفترة المقبلة”.
ويرى الكاتب والباحث الأردني حازم عياد، أن لأحداث غزة والعدوان الإسرائيلي كان لها الدور الأكبر في تحديد خيارات الأردن باتجاه عقد الانتخابات النيابية فصانع القرار ممثلاً بالملك عبد الله بن الحسين الثاني وتجاهل الأصوات التي تدعو إلى حالة الطوارئ أو تأجيل للعملية الانتخابية والاستحقاق الدستوري وذهب باتجاه عقد الانتخابات باعتبارها الوسيلة الأمثل للتعامل مع التحديات الداخلية والإقليمية.
وقال عياد، في لقاء خاص مع “شبكة قدس”، إن الأحداث في القطاع وتطورات العدوان الإسرائيلي لم تقوض الاتجاه العام لدى صانع القرار بالذهاب نحو الانتخابات وعقدها يعطي الأردن مرونة سياسية لا سيما وأن حكومة اليمين الإسرائيلي ذهبت بعيدا في جرائمها في غزة وأيضاً يساعد الأردن ليس في احتواء المشهد السياسي الداخلي المحتقن بل توظيفه بما يخدم المصالح الأردنية للرد على تصرفات اليميين الإسرائيلي وهي رسالة بأن المجتمع الأردني موحد وقادر على وضع مسارات سياسية تواجه فيها الحكومة.
وأشار الكاتب الأردني، إلى أن فوز الإسلاميين يتمثل في حجم التعاطف الكبير مع غزة والتصويت للحركة الإسلامية هو أحد أوجه التعبير على اعتبار أنها قادت حراكا داعما لمناهضة العدوان ودعت لمزيد من الإجراءات لمواجهة العدوان من قبل الحكومة الأردنية، خصوصا وأنها دعت للتشدد في التعاطي مع العدوان الإسرائيلي.
وأوضح، أن “الانتخابات لا شك أنها جاءت بمجلس نيابي قوي وتركيبة يمكن القول إنها متميزة عما سبق وستنشط الدبلوماسية البرلمانية وستقدم إضافة نوعية للدبلوماسية الأردنية تسمح لعمان بمزيد من المناورة السياسية وممارسة الضغوط للضغط على الجانب الأمريكي والأوروبي نحو وقف العدوان وهي تعطي ثقل للدبلوماسية الأردنية، خصوصا من قبل أصوات إسلامية ستدعو للضغط على الاحتلال ووقفه عند حده.
ونوه إلى أنه “في النهاية هي تعزز الدبلوماسية الأردنية وإضافة قدرة أوسع للدبلوماسية الأردنية لممارسة مناورة داخلية وخارجية وتضيف بعدا جديدا يتمثل في البعد الدبلوماسي البرلماني، التي يعبر عنها برلمان قوي يضم أطيافا برلمانية عدة على رأسها الحركة الإسلامية التي تعد أحد أبرز القوى المناهضة للمشروع الصهيوني والأكثر تعبيرا ووضوحا في التعامل معه خلافا للسياقات الأميركية والغربية وهي رسالة قوية بأن الأردن قادرة على الذهاب نحو خيارات أكثر تشدداً في التعامل مع الاحتلال في حال واصل عدوانه على القطاع أو تجرأ بالذهاب بعيدا في العدوان على الضفة وهي تضيف بعداً جديداً في التعامل مع اليمين الإسرائيلي، ولا شك أن ذلك يقدم إضافة قد تسهم في ممارسة مزيدا من الضغط على الجانب الإسرائيلي والأوروبي أو أن ذلك قد يسهم في خيارات التصعيد الإقليمي والتي لا تخدم المصالح الغربية وستلحق بها ضررا كبيرا”.
وفي وقت سابق، قال الأمين العام للجبهة وائل السقا “نحن سعداء بهذه النتائج، وبهذه الثقة التي منحنا إياها الشعب الأردني، هذه الانتخابات كانت خطوة في الاتجاه الصحيح في تطوير منظومة الحياة السياسة”.
وأضاف “غزة وفلسطين والقدس كلها جزء من بوصلة الأردن الرسمي والشعبي، وسنعمل على حشد الجهود الشعبية والرسمية لنكون عونا لهم ومساعدا لهم في أخذ حقوقهم والدفاع عنهم”، واعدا بـ”أن نمدّهم بالمساعدة المادية والعينية، وأن نكون رئة لهم في مسار التحرير ونيلهم حقّهم في دولة حرة”.
وفي ضوء هذه النتائج، يكون الحزب الإسلامي قد سجل تقدما لافتا في الانتخابات التي أُجريت هذه المرة في ضوء قانون جديد يستهدف تعزيز دور الأحزاب السياسية في البرلمان، إذ خصص لها 41 مقعدا من أصل 138.
بينما اقتصر حضور الأحزاب في الانتخابات الأخيرة عام 2020 على 12 مقعدا، توزعت على 4 أحزاب، حصل حزب جبهة العمل الإسلامي على 5 منها.
وكانت الانتخابات البرلمانية قد جرت أمس الثلاثاء، بنسبة مشاركة بلغت 32.25% بعدد مليون و638 ألفا و348 ناخبا، من أصل 5 ملايين و80 ألفا و858 ناخبا.
وتنافس فيها 1623 مرشحا ضمن 197 قائمة محلية وعامة على مقاعد المجلس وعددها 138.
وانقسمت قوائم المرشحين في انتخابات 2024 إلى قوائم عن دائرة عامة، وهي مخصصة للأحزاب وعدد مقاعدها 41، ويتم التصويت على المرشحين فيها على مستوى المملكة كلها، بالإضافة إلى قوائم محلية عن 18 دائرة، ويمكن لمرشحي الأحزاب والمستقلين الترشح عبرها، ويتم التصويت على المرشحين فيها على مستوى الدائرة فقط.
وينقسم البرلمان في الأردن إلى غرفتين، هما مجلس الأعيان (يعيّنه الملك) ومجلس النواب (منتخب).
وكما كان فوز حزب جبهة العمل لافتا، كان تعامل بعض وسائل الإعلام العبري مع تلك الانتخابات لافتا أيضا، فقد عنونت قناة كان مقاربتها بشأن الانتخابات البرلمانية الأردنية بالقول “في الأسبوع الذي قتل فيه أردني 3 إسرائيليين الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن فاز بـ32 مقعدا في انتخابات البلاد”.
فيما نشرت بعض الصفحات الإسرائيلية على وسائل التواصل الاجتماعي صورة والد ماهر الجازي منفذ عملية معبر الكرامة، وقالت “صوت والد ماهر الجازي، منفذ عملية جسر اللنبي (معبر الكرامة)، لصالح جبهة العمل الإسلامي، التي حظيت بإنجاز غير مسبوق في الانتخابات البرلمانية الأردنية”.