استفادة “سرقة علمية” من تماطل ميراوي تغضب أساتذة في التعليم العالي
بعد توجيه أساتذة بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأكادير، التابعة لجامعة ابن زهر، “شكاية/مراسلة جديدة” إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بخصوص ما اعتبروه “المماطلة والتأخير الحاصل في البتّ والتحقيق في ملف السرقة العلمية بالمدرسة ذاتها”، قرر المعنيون المرور نحو خوض أشكال احتجاجية “تصعيدية”، معلنين “خوض اعتصام يوم الخميس 19 شتنبر 2024 بمقر المدرسة”.
جاء هذا ضمن تقرير مفصّل للأساتذة حول الموضوع، توصلت به هسبريس، أوضحوا فيه أنهم قرروا خوض الاعتصام “بعد عدد من الشكايات والمراسلات حول الملف قوبلت كلها بالتماطل أو التجاهل والتأخير” (بلغت 5 مراسلات مكتوبة منذ سنة) كانوا قد بعثوا بها إلى رئاسة الجامعة وإدارة المؤسسة الجامعية التابعة لها، قبل توجّههم مباشرة إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
“تأتي خطوة الاعتصام بمقر ENSA Agadir بعد استمرار المماطلة والتأخير الحاصل في البتّ في الملف الذي قدّمنا أدلة واضحة على حدوث سرقة علمية واضحة، وبعد سياسة الآذان الصمّاء من طرف رئاسة جامعة ابن زهر والوزارة الوصية”، يقول مصدر مطلع على تفاصيل ومجريات الملف متحدثاً لجريدة هسبريس.
ونبه المصدر إلى أن “خطوة الاعتصام ليوم واحد ستكون بمثابة إنذار. وفي حال ما إذا لم يكن هناك أي رد أو تفاعل، سنذهب في اتجاه تنفيذ خطوات تصعيدية جديدة”، وفق تعبيره.
كما يبيّن تقرير في الموضوع، أعدّه الأساتذة الجامعيون الأربعة، أنه “بعد ضغط احتجاجات الأساتذة تم عقد اجتماع اللجنة العلمية للمؤسسة بتاريخ 9 فبراير 2024 للنظر في ملف السرقة العلمية للأستاذ (المعني)، إلا أنه منذ ذلك التاريخ لم يتم اتخاذ قرار بخصوص هذا الملف، ما شجع الأستاذ المعني بالأمر لتقديم الشكاية عدد 2237/3101/2024 لدى السيد وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بأكادير يتهم فيها الأساتذة الذين فضحوا موضوعه المتعلق بالسرقة العلمية بالقذف ونشر ادعاءات ووقائع كاذبة”.
وذكّر المصدر ذاته بأن الأساتذة “تقدّموا بمجموعة من الشكايات والمراسلات للوزارة الوصية عبر السلّم الإداري، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بخصوص هذا الملف بالرغم من الحجج والبراهين الدامغة المقدمة في الموضوع”، معددا “شكاية بتاريخ 20 أكتوبر 2023 إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ومراسلة بتاريخ 29 نونبر 2023 إلى مدير المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأكادير مع نسخ موجهة لكل من رئيس جامعة ابن زهر والوزير الوصي”.
كما تمت “بتاريخ 11 دجنبر 2023 مراسلةُ مدير المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأكادير مع نسخ موجهة لكل من رئيس جامعة ابن زهر والوزير، فضلا عن مراسلة بتاريخ 17 أبريل 2024 إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار”.
وكانت الشكاية الموجهة بتاريخ 20 أكتوبر، مع بداية الموسم الجامعي الماضي، قد أكدت “اعتماد أحد الأساتذة بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأكادير على مقالة مسروقة من أجل مناقشة تأهيله الجامعي، مستعمِلا الغش والتدليس والسطو على مجهودات الغير من أجل الترقية”.
يشار إلى أن الشكاية الأولى والمراسلات التي تلتْها إلى الوزارة ورئاسة الجامعة (تتوفر هسبريس على نسخ منها) كانت قد “فجّرت” هذا الملف المتعلق بـ “التأهيل الجامعي” لأحد الأساتذة، الذي تمت مناقشته بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأكادير بتاريخ 20 دجنبر 2008، قبل أن يتّضح للمشتكين أنه تضمن “سرقة 56 صفحة من أطروحة للدكتوراه كانت قد نوقشت بكلية العلوم بالرباط بتاريخ 08 فبراير 2008”.