تكنولوجيا

كيف أطلق أول كارت شاشة من Nvidia الشرارة الأولى لعصر الذكاء الاصطناعي!

الإمارات العربية المتحدة، دبي – 11 أكتوبر 2024: في الذكرى رقم 25 من إطلاق كارت شاشة NVIDIA GeForce 256، نحتفل بطفرة الألعاب التي غيرت عالم التسلية على الإطلاق، والتي أرست الأساس لمستقبل كبير يقوده الذكاء الإصطناعي.

نتذكر في عام 1999 عندما كان يصطف المعجبون لإستئجار أشرطة الفيديو السميكة الخاصة بفيلم The Matrix، وبينما كان يتجهز الناس للإنتقال الى عام 2000 عن طريق تكديس الأموال وارسال رسائل بريد عشوائية خوفًا من أن تحدث مشاكل لأجهزة الكمبيوتر المختلفة، وعندما كان يقوم المراهقون بكل سعادة بتحميل أغاني بريتني سبيرس وإإيمنيم من على موقع نابستر.

ولكن وسط كل الصخب الخاص بالانتقال من تكنولوجيا هذا الجيل إلى جيل آخر، كان هناك شيء آخر يتم تحضيره من شأنه تحويل التقنيات الى مستوى آخر. فقد كان إطلاق كارت شاشة NVIDIA GeForce 256 في نفس هذا اليوم منذ 25 عامًا محط أنظار كل لاعبي ألعاب الكمبيوتر ومحبي التقنية حول العالم في هذا الوقت، هذا الكارت هو ما أسس قواعد الذكاء الإصطناعي التوليدي اليوم.

قد يُهمك أيضًا:

كارت GeForce 256 لم يكن مجرد كارت شاشة، بل قُدم على أنه أول كارت شاشة في العالم؛ ما أسس للتقدم المستقبلي الحالي في عالم الألعاب والكمبيوتر. ومع فكرة الـ T and L أو Hardware transform and lighting، أصبحت الأجهزة تُعالج الرسومات على كروت معالجة خاصة بها؛ ما قلل الحمل على وحدات المعالجة نفسها، يمكن وصف ذلك بنفس الطريقة التي أكد عليها موقع Tom’s Hardware:

«كارت GeForce 256 يمكنه أن يسحب المجهود الخاص بالرسومات من على المعالج، ما يسمح بالخطوط ثلاثية الأبعاد بالعمل بشكل أفضل بدون توقف والسماح لمطوري الألعاب لاستعمال أشكال غير منتظمة أكثر مما يسمح بشكل تلقائي بالحصول على نتائج أفضل وتفاصيل أفضل بكثير».

عندما تغير عالم الألعاب للأبد

بالنسبة لللاعبين، فتشغيل لعبة Quake III Arena على كارت GeForce 256 كان أمرًا ثوريًا وهنا نقتبس ما قاله مهتمي الألعاب في موقع AnandTech حول كارت 256:

«مباشرةً عندما تقوم بتشغيل لعبتك المفضلة تشعر كأنك لم ترى هذه اللعبة من قبل»!

اندمج كارت GeForce 256 بشكل جيد مع الألعاب الشهيرة مثل Unreal Tournament، واحدة من أول الألعاب التي دعمت انعكاسات حقيقية التي حققت مبيعات وصلت لى أكثر من مليون نسخة مُباعة خلال العام الأول من إطلاقها. وفي الربع قرن الذي تلى الإطلاق التعاون بين مطوري الألعاب وNVIDIA سيستمر بتخطي الحدود؛ ما يقودنا إلى تطورات حقيقية مثل الزيادة في واقعية الرسومات والإضائات ومعدلات الإطارات الأسرع، هذه ابتكارات قدمت لنا أكثر من تجربة ألعاب تغمر اللاعبين بها.

تطورت كروت الشاشة من NVIDIA إلى منصات حولت السيليكون والسوفتوير إلى ابتكارات قوية متكاملة غيرت عالم الألعاب. وفي العقود التي تلت الإطلاق، قدمت كروت شاشة NVIDIA معدلات إطارات أفضل ومدى رؤية أجمل بكثير ما سمح لتجربة لعب أكثر نعومة وأكثر استجابة. هذه القفزة في عالم التكنولوجيا حصلت على تقدير كامل من المنصات المختلفة مثل تويتش وYouTube Gaming وفيسبوك حيث كان اللاعبون قادرون على بث محتوى الألعاب مع وضوح عالي للألعاب وسرعة ممتازة.

زيادات الأداء هذه لم تحول فقط تجربة الألعاب ولكن أيضًا حولت اللاعبين إلى أشخاص يعملون بمجال الترفيه، ما سمح بزيادة الربح العالمي والتطور في عالم الرياضات الإلكترونية. وهناك الكثير من البطولات قد وقعت مثل بطولة Dota 2 العالمية، أو بطولة العالم في League of Legends أو كأس العالم في Fortnite التي جذبت الملايين من المشاهدات، ما سمح بتقوية عالم الرياضات الإلكترونية eSports كظاهرة عالمية تسمح بوجود فرص جديدة لألعاب تنافسية أقوى.

من الألعاب إلى الذكاء الإصطناعي: حدود كروت الشاشة الجديدة

كلما زاد عالم الألعاب تطورًا زادت المتطلبات التنافسية أكثر. فالقوة المرتفعة التي طورت رسومات الألعاب جذبت انتباه الباحثين الذين أدركوا أن كروت الشاشة هذه قد تفتح المجال لمميزات تنافسية قوية في عالم الذكاء الاصطناعي، ما يسمح بتطورات أبعد عن عالم الألعاب أيضًا.

التعلم العميق Deep Learning هو سوفتوير يعتمد على المليارات من الخطوط العصبية وتريليونات الاتصالات، ما يتطلب قوة معالجة هائلة. المعالجات التقليدية المُصممة للمهام المتتابعة لا تستطيع التعامل مع كل ضغط العمل هذا بأعلى كفائة ولكن بالنسبة لكروت الشاشة بمعمارياتها التي تعمل بشكل متوازي فهي أفضل وأمثل لهذه الوظيفة. وبحلول عام 2011، اكتشف الباحثون في عالم الذكاء الإصطناعي كروت شاشة NVIDIA وقدراتها في التعامل مع متطلبات المعالجة الخاصة بتقنيات التعلم العميق.

بدأ الباحثون في جوجل وجامعة ستانفورد وجامعة نيويورك في استعمال كروت شاشة NVIDIA لزيادة وتسريع تطوير الذكاء الإصطناعي، ما سمح لهم بتحقيق أداء كان يتطلب في أوقات سابقة أجهزة كمبيوتر خارقة.

وفي عام 2012، كان هناك إنجاز آخر عندما قام Alex Krizhevsky من جامعة تورنتو باستعمال كارت شاشة من NVIDIA للفوز بمسابقة ImageNet للتعرف على الصور، شبكته العصبية بالذكاء الإصطناعي والتي سُميت AlexNet تمرنت على ملايين الصور، ما سمح لها بسحق المنافسين والقضاء على برامج تم تطويرها بالكامل عن طريق خبراء في البصريات.

سمح هذا بتغيير زلزل عالم التكنولوجيا، الشيء الذي ظهر في البداية كخيال علمي لأجهزة كمبيوتر تتعلم وتتحدث من البيانات الكبيرة المُدخلة لها أصبحت الآن حقيقة وتتحرك بقيادة القوة الهائلة لكروت الشاشة.

في عام 2015، وصل الذكاء الاصطناعي إلى مستويات تفكير وتصور تتفوق على الإنسان، شركات مثل Google وMicrosoft وBaidu تخطوا أداء الإنسان في مهام مثل التعرف على الصور وفهم الحديث المختلف وكل هذا عن طريق الشبكة العصبية القوية التي تعمل بشكل عميق على كروت الشاشة.

عام 2016، قدم الرئيس التنفيذي لشركة NVIDIA أول كمبيوتر خارق يعمل بالذكاء الإصطناعي، الذي سُمي NVIDIA DGX-1 -جهاز استعمل 8 أنوية كارت شاشة خارقة- وأعطاه لشركة OpenAI التي استغلت قوة الذكاء الإصطناعي لتدريب نموذج ChatGPT الذي ظهر للعامة في نوفمبر 2022. وفي عام 2018 قدمت NVIDIA كذلك كروت شاشة GeForce RTX بداية من سلسلة RTX 20 مع أنوية RT وTensor التي صُممت خصيصًا من أجل تتبع الأشعة بشكل واقعي ومن أجل التعامل مع مهام الذكاء الإصطناعي.

هذا الإبتكار سرع من استعمال تتبع الأشعة في رسومات الألعاب، ما قدم تجربةً سينيميائيةً واقعيةً لرسومات الألعاب مع تقديم تقنيات معتمدة على الذكاء الإصطناعي مثل NVIDIA DLSS التي حسنت من أداء الألعاب عن طريق استغلال تقنيات التعلم العميق.

وصلنا إلى عام 2022 عندما تم إطلاق ChatGPT الذي وصل إلى أكثر من 100 مليون مستخدم في الشهور الأولي من إطلاقه، ما يعرض كيف أن كروت شاشة NVIDIA تستمر في قيادة قوة الذكاء الإصطناعي التوليدي التي تحول من عالم الألعاب. والآن كروت الشاشة ليس مُرحبًا بها في عالم الألعاب فقط؛ بل هي علامة في الثقافة التقنية، تظهر في كل مكان سواء في الميمز على موقع ريديت، أو البث المباشر على ريديت، أو الملابس والتيشرتات في Comic Con، أو حتى يتم تخليدها في الرسومات التي يرسمها المُعجبون لأجهزة الكمبيوتر الخاصة بأحلامهم.

تشكيل المستقبل من جديد

تستمر الثورة التي بدأها كارت GeForce 256 في الظهور اليوم في عالم الألعاب وفي عالم الترفيه، يظهر هذا في الحواسيب الشخصية التي تجد فيها أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تعتمد بالكامل على كروت الشاشة التي أصبحت جزئًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، كما تجد أن الصناعات المختلفة التي تُقدر بتريليونات الدولارات تبني الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي في نواة وأساس أعمالهم.

كروت الشاشة الآن ليست فقط أداة تحسين أداء الألعاب بل هي تُصمم مستقبل الذكاء الإصطناعي نفسه!

الآن بوجود ابتكارات وتقنيات مثل NVIDIA DLSS التي تستعمل الذكاء الاصطناعي لزيادة أداء الألعاب وتقديم صور أكثر جودة ودقة وحدة وNVIDIA ACE الذي صُمم لتقديم تفاعلات أكثر واقعية وأقرب إلى البشر في شخصيات اللعبة الداخلية، الذكاء الإصطناعي من جديد يُغير عالم الألعاب!

كارت شاشة GeForce 256 أرسى أساسًا صخريًا للمستقبل؛ حيث لا تجد الألعاب والحوسبة والذكاء الاصطناعي يتطورون معًا فقط، بل إنهم يقومون بتحويل العالم بأكمله!

?xml>