تكنولوجيا

سياسة الشمولية والأجندات تعصف بصناعة الألعاب الإلكترونية!

في عام ٢٠٢٣، قررت منصة نيتفليكس طرح فيلم وثائقي حول حياة كليوباترا السابعة آخر ملوك مصر من سلالة البطالمة، وقد واجه الفيلم وقتها موجة انتقادات حادة جدًا بسبب تصوير كليوباترا ببشرة سمراء.

في الحقيقة هذا التصوير لكليوباترا كان هزلي جدًا لأن كليوباترا لا تمت بصلة لقارة أفريقيا أو للفراعنة من قريب أو بعيد، بل هي تنحدر من سلالة البطالمة التي تأسست على يد بطليموس أحد قادة الإسكندر الأكبر.

نعم، كليوباترا في الأصل يونانية تمامًا وقد اشتهرت بجمالها وملامحها المميزة وفكرة تصويرها ببشرة سمراء في عمل وثائقي كان أمرًا هزليًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وفي الوقت نفسه، يعكس توجهات صناعة الترفيه في الوقت الحالي.

عند مراجعة نيتفليكس لهذه الخطوة نجد أن المنصة الشهيرة اتخذت هذا القرار في إطار مبدأ الشمولية المنتشر حاليًا بين أوساط المثقفين والمتحكمين في صناعة المحتوى الفني بأشكاله المختلفة.

الشمولية في دائرة الاتهام

للوهلة الأولى، يبدو مصطلح الشمولية مثالي جدًا ولا يمكن نقده. فهو عبارة عن مجموعة من المبادئ والإجراءات التي تتبناها المؤسسات لتعزيز التنوع الثقافي والاجتماعي والجنسي والديني وغيره، وضمان شعور كل الأفراد -بغض النظر عن خلفياتهم- بأنهم مقبولون ومقدرين في بيئة العمل أو في المجتمع بشكل عام.

كما نرى سياسة الشمولية للوهلة الأولى تبدو أنها تدافع عن الفئات الصغيرة في أي مجتمع أو بيئة عمل، وبالتالي فهي تدافع مثلًا عن أصحاب البشرة السمراء في مجتمع أبيض في الأساس وتحاول أن تكفل لهم حياة عادية وعادلة تمامًا من أصحاب البشرة البيضاء.

وبالسياسة نفسها تدافع عن الأقلية المسلمة في أي مجتمع أو بيئة عمل تعتنق ديانة أخرى، وتكفل لهذه الأقلية المسلمة الحقوق الكاملة التي يحظى بها أصحاب أي ديانة أخرى.

الحقيقة عكس ذلك للأسف

على الرغم من أن سياسة الشمولية تبدو للوهلة الأولى مثالية جدًا، فإن التطبيق على أرض الواقع سبب العديد من المشاكل وأوضح الدوافع الخفية وراء هذه السياسة.

في البداية، وجدنا أن هذه السياسة تركز على حقوق فئات يوجد عليها خلاف في الأساس، فمثلًا نرى دفاع كبير جدًا عن حقوق المثليين وبينما لا نرى هذا الدفاع عن حقوق فئات أهم ،مثل الأقليات العرقية والدينية الموجودة في أكثر من منطقة حول العالم تعاني من صراع عنصري مبني على العرق أو الدين.

كذلك نرى اهتمام سياسة الشمولية بأصحاب البشرة السمراء بشكل كبير جدًا، وربما ساعد على هذا الاهتمام حركة Black Lives Matter  التي ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب وجود العديد من الظواهر العنصرية تجاه أصحاب البشرة السمراء، وبالتحديد من رجال الشرطة الأمريكية.

تسببت هذه الانتقائية في القضايا في خلق شكوك كبيرة لدى المجتمعات حول هذه السياسة، التي تتعامل مع قضايا التمييز بشكل متقطع وتخلط السياسة بالقضايا بطريقة فجّة ومثيرة للاشمئزاز.

تفاهة بلا حدود

الانتقائية المشار إليها عندما نتحدث عن مبدأ الشمولية كانت مستترة بشكل كبير، ولكن مؤخرًا بدأت في الظهور بشكل فج وساذج بسبب العديد من الخطوات التافهة، التي كانت تقع كلها في عاتق صناعة المواد الترفيهية والفنية.

أصبحنا نرى كليوباترا سمراء اللون وهي ذات أصول يونانية في الأساس، أو مثلًا نرى ساموراي أفريقي مثل لعبة Assassin’s Creed Shadows التي تركت كل حضارة اليابان والساموراي وقررت تقديم ساموراي أفريقي!

السذاجة لم تقف عند هذا الحد ووصلت إلى أفلام الكارتون والشخصيات الخيالية مثل سندريلا. نعم، الفراغ والسطحية وصل بالبعض إلى التفكير في لون بشرة سندريلا ،التي هي في الأصل شخصية كرتونية خيالية لا قيمة تاريخية لها ولن تنصر أي فئة عبر انتمائها إليها.

إهانة للأقليات أم دعم لها؟

هذه الخطوات من متبني سياسة الشمولية تجعلنا نطرح تساؤل مهم، هل تُعد هذه الطريقة دعمًا للأقليات أم إهانة صارخة؟

لن نتطرق إلى أمثلة من قضية المثلية الجنسية، حيث أعتبرها نقطة محسومة بالنسبة لي، لكن دعونا نأخذ قضية أصحاب البشرة السمراء كمثال في هذا السياق.

عندما تتحول شخصية بيضاء إلى سمراء في عمل فني، هذا لا يعد دعمًا للأقلية على الإطلاق، الجميع يعلم أن الشخصية التاريخية أو حتى الكرتونية بيضاء اللون. أنت بهذا كأنك تقول أنه لا يوجد شخصيات سمراء اللون في الأساس تستحق الدعم وإبراز قصصهم من خلال أعمال فنية.

ماذا استفاد أصحاب البشرة السمراء من تقديم كليوباترا سمراء اللون، وهي شخصية الجميع يعرف أصلها وسلالتها ومن أين تنحدر، والأمر يزداد سخافة عندما تلصق هذه القضية الحساسة بشخصية كرتونية أو شخصية داخل لعبة.

البعض قد يدافع بأن هذه الخطوات تأتي في إطار رغبة صانع العمل في تقبل المشاهدين لجميع الأطياف ولكن في الحقيقة الناتج على أرض الواقع الكثير من السخرية والتهكم حول هذه الشخصيات المستحدثة والممسوخة، هذه الاتجاهات تجعل القضية سطحية جدًا ومادة للسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي بعض الأحيان قد تكون مصدر لشجار، نحن في غنى عنه وربما حتى كره لأصحاب البشرة السمراء أنفسهم.

أنت كصانع عمل فني تترك قائمة طويلة جدًا من الشخصيات ذوات البشرة السمراء في التاريخ مثلت علامات فارقة في تاريخ البشرية ولا تقدمها بشكل مباشر؟

إذا أردت الدفاع عن أصحاب البشرة السمراء يمكنك تقديم أعمال فنية أو ألعاب عن شخصيات سمراء حقيقية تمكنت من تحقيق إنجازات تاريخية هامة. وبالنظر إلى التاريخ البشري سنجد أن أصحاب البشرة السمراء يمتلكون إرث كبير جدًا في حضارتنا، يمكن تقديمه في أي عمل فني سواء فيلم أو لعبة أو كتاب، وبأي تصنيف سواء درامي أو كوميدي أو أكشن وحركة.

كصانع محتوى أنت تترك نيلسون مانديلا، مارتن لوثر كينج، هاريت تبمان، وكل عظماء موسيقى الجاز وتذهب لتقديم سندريلا سمراء اللون وكليوباترا من أواسط أفريقيا. أعتقد أنك بهذا الشكل تقلل بشكل كبير من إسهامات أصحاب البشرة السمراء في التاريخ، وكأنك تقول هذا الفصيل من الجنس البشري لا يمتلك حضارة؛ فسوف نستعير بعض الشخصيات البيضاء ونلصقها بهم لدعم التنوع والشمول!

أهلا يوبي سوفت!

حقيقة لا يمكن إنكارها، يوبي سوفت واحدة من أشهر صانعي الألعاب الإلكترونية في التاريخ. لكن يبدو أن الشركة ترغب في تدمير هذا الإرث الكبير جدًا.

تعاني يوبي سوفت مؤخرًا بشكل كبير جدًا ويمكن أن نقول الشركة تعاني من أسوأ فتراتها، خلال العام الجاري هبطت أسهم الشركة إلى أدنى مستوياتها بتراجع وصلت نسبته إلى ٤٠٪ كاملة، وبعد ذلك تعافت الأسهم بنسبة ١٩٪ بعد ظهور شائعات حول رغبة شركة تنسنت في الاستحواذ على الأولى، هل ترى الوضع عزيزي القارئ الشركة تحسنت أسهمها بعد أن فكرت شركة أخرى في شرائها، هذا دليل على فقد الثقة في الإدارة والتوجه الحالي للشركة بالكامل.

على مدار الأعوام الماضية شهدت يوبي سوفت صدمات كبيرة جدًا مع إطلاق ألعاب لم تنل النجاح الجماهيري والمالي المتوقع. هذا العام فقط لدينا ٣ ألعاب كبيرة مثلت صدمات موجعة للشركة: Avater, Star Wars, Skull and Bones. هذه الألعاب الثلاثة لم تحقق النجاح المتوقع على الإطلاق، حيث شهدت تذبذب كبير في المستوى الإنتاجي، وتوجت هذه الصدمات بتأجيل لعبة Assassin’s Creed Shadows  إلى عام ٢٠٢٥.

الشمولية والأجندات تلقي بظلالها على يوبي سوفت

خلال الأيام الماضية أكدت الشركة أنها حلّت الفريق الذي عمل على لعبة Prince of Persia The Lost Crown، والأسباب تمثلت في المبيعات المحدودة التي حققتها اللعبة.

كانت اللعبة في الحقيقة ممتعة جدًا، ولكن كانت تعاني بشكل كبير في تصميم الشخصيات وهذا ما أوضحناه في مراجعتنا، اللعبة جاءت مع بطل أسمر اللون ومجموعة من الشخصيات الجانبية سمراء اللون بشكل ملحوظ، ونحن هنا نتحدث عن لعبة أمير بلاد فارس، نتحدث عن شخصيات موطنها إيران الآن.

المشكلة الأكبر أننا نتحدث عن سلسلة شهيرة لها عشاق في الأصل ارتبطوا بها على مدار أجزاء عديدة، وعندما تقوم بتقديم جزء جديد بهوية مختلفة عن السلسلة تواجه شبح فقد هذا الجمهور، وهو ما حدث على الأغلب.

عند النظر إلى تصميم بطل اللعبة نجد أن سياسة الشمولية كانت تسيطر على فريق التطوير بشكل كبير، وعندما تقوم بتقديم لعبة بهذا الشكل فأنت تبحث عن الأصالة بشكل كبير.

المزيد من الألعاب!

لعبة Prince of Persia The Lost Crown  ليست اللعبة الوحيدة التي عانت من سياسة الشمولية، لدى يوبي سوفت قائمة طويلة من الألعاب التي وضعت علامات استفهام على أفكارها.

لعبة مثل Star Wars Outlaws، جاءت مع شخصية أنثوية بملامح رجولية قليلًا ومع وجود شخصيات مثلية داخل اللعبة، بشكل يجعلك تشعر أن يوبي سوفت قررت الوقوف وراء كل قضايا الشمولية المثيرة للجدل الموجودة في العالم.

لدينا ساموراي أفريقي!

هذا العام كنا ننتظر إطلاق لعبة Assassin’s Creed Shadows، وكان من المفترض أن تقدم اللعبة تجربة تعود بنا إلى جذور السلسلة التي افتقدها عشاقها، اللعبة تأخذنا إلى حضارة اليابان القديمة في عصر الساموراي، ومن المفترض أنها تقدم شخصيتين يمكن اللعب بهما.

الأزمة تفجرت عند عرض اللعبة لأول مرة لأن إحدى الشخصيات الرئيسية عبارة عن ساموراي أسمر اللون يدعى ياسوكي، وهو ما جعل الأوساط الثقافية اليابانية تهاجم اللعبة بشكل كبير جدًا، لرفض الكثير إطلاق كلمة ساموراي على ياسوكي.

ياسوكي حقيقة ولكن لماذا هو؟

في الحقيقة ياسوكي هو شخصية تاريخية حقيقية، وهو أفريقي الأصل وعاش في اليابان في خدمة الإمبراطور أودا نوبوناغا، وحسب ما لدينا من معلومات، فإنه حصل على لقب ساموراي بفضل خدمته المتفانية لنوبوناغا.

للأسف هذه المعلومات هي كل ما لدينا حول ياسوكي، نحن حتى لا نعرف من أين ينحدر بشكل تفصيلي، فهو من أواسط أفريقيا ولكن لا نعلم إلى أي دولة ينتمي، على الأغلب انتقل ياسوكي إلى اليابان في القرن السادس عشر كأحد العبيد، ولكن حياته وتفاصيلها لا يمكن استكشافها بشكل كامل.

هذه الندرة في المعلومات تضع علامات استفهام كبيرة على اختيار هذه الشخصية بالتحديد، في حين أن حضارة اليابان بها العديد من الشخصيات البارزة التي تنتمي إلى ثقافة الساموراي بشكل مباشر ومؤكدة، ووجود عدد ضخم من التفاصيل الموثقة.

يبدو مرة أخرى الشمولية تلقي بظلالها على يوبي سوفت، التي قررت من بين كل الشخصيات الشهيرة في تاريخ اليابان اختيار شخصية عليها علامات استفهام كبيرة.

تنصل حزين من قيمة اللعبة

لسنوات طويلة تغنت يوبي سوفت بالمحتوى التاريخي المقدم في سلسلة Assassin’s Creed، وأنها تمتلك فريق كبير من مختلف الثقافات يعمل دائما على المعلومات التاريخية المقدمة في الألعاب، لدرجة ظهور بعض التقارير والأبحاث التي أشادت باستخدام  السلسلة في تعليم مادة التاريخ.

للأسف، وبعد موجة الانتقادات الحادة، تنصلت يوبي سوفت من هذه القيمة وأصدرت بيانًا تعتذر فيه للمجتمع الياباني، وأكدت أنها تقدم عمل ترفيهي لا يعكس معلومات تاريخية دقيقة!

البيان كان مزعج جدًا وحزينًا، ويعكس التوتر الموجود داخل الشركة وحالة الإنكار. كان من الأفضل الاعتذار بصراحة مع الالتزام بتجنب هذه المناطق الشائكة.

تأجيل كارثي!

البيان المذكور لاقى العديد من الانتقادات ولم يُسهم في تهدئة موجة الغضب. وفي نهاية المطاف، أعلنت الشركة عن تأجيل اللعبة إلى عام ٢٠٢٥.

كان التأجيل مفاجئًا وكارثيًا، وأعقبه موجة من التقارير التي أشارت إلى نية يوبي سوفت تقليل دور ياسوكي في اللعبة وإعادة تصورها بشكل كامل. على الأرجح، هذه التقارير تعكس التخبط المستمر داخل إدارة يوبي سوفت.

بيئة عمل سامة!

الغريب أنه مع كل هذه التوجهات ومحاولة إقحام الشمولية في ألعاب يوبي سوفت، انتشرت العديد من التقارير التي تؤكد معاناة الشركة من بيئة عمل سامة. انتشرت التقارير بشكل كبير مع لعبة Skull and Bones، التي أكدت معاناة فريق تطوير يوبي سوفت سنغافورة من بيئة عمل سامة وضعت الفريق تحت ضغوط  وإرهاق كبير، أدى إلى تأجيل اللعبة وتغيير الرؤية أثناء عملية التطوير أكثر من مرة.

لدينا كذلك تقرير من بلومبرج صدر عام ٢٠٢٠، وفي الحقيقة التقرير كان صادم جدا حيث أكد على تعرض عدد كبير من الموظفين داخل الشركة للتحرش الجنسي، بينما قام موظفي يوبي سوفت بتوقيع عريضة في عام ٢٠٢١ تطالب الشركة بإجراءات لحل المشاكل الموجودة في بيئة العمل وقد وقع على هذه العريضة ١٠٠٠ موظف من الشركة!

حتى الآن، كل المعلومات تؤكد أن هذه المشاكل مازالت مستمرة داخل الشركة وبيئة العمل تعاني بشكل كبير جدًا. هذا الأمر محزن جدًا، لأن الشركة التي تعاني من مشاكل الشمولية مع الجمهور لديها في الأساس بيئة عمل سامة. ومن الأفضل أ ان تركز على حل هذه المشكلات بدلًا من الانشغال بقضايا جانبية.

ربما من الأفضل التركيز على الجودة؟

من الواضح أن شركة يوبي سوفت تعاني بشكل كبير جدًا، ورغبة الشركة في إقحام سياسة الشمولية جعلها تعاني أكثر، الشركة خلال الفترة الماضية قدمت ألعاب بها العديد من المشاكل التقنية أو مشاكل في أسلوب اللعب.

ربما ينبغي على الشركة تخصيص كامل وقتها لتقديم لعبة جيدة بدلًا من إرهاق فريق التطوير في عمليات الغرض منها إقحام سياسة الشمولية، عندما ننظر إلى لعبة مثل Shadows يمكننا أن نتأكد أن فريق التطوير استغرق وقت طويل جدًا لاختيار شخصية ياسوكي واستغرق وقت أطول في الوصول إلى طريقة لتقديم الشخصية في اللعبة، ربما كان من الأفضل التركيز على جوانب اللعبة نفسها والاهتمام بتقديم عمل إبداعي مميز.

لنأخذ لعبة Star Wars Outlaws كمثال، سنجد أنها مثلت فرصة ضائعة للشركة، فكان بإمكانها تقديم لعبة مميزة خصوصًا وأن اللعبة تمتلك هذه المقومات، فمثلًا كان من الأفضل العمل أكثر على تصميم المهام بدلًا من استغراق الوقت في إقحام شخصيات مثلية الجنس في اللعبة.

ليست يوبي سوفت وحدها للأسف

للأسف الشديد، ليست يوبي سوفت الشركة الوحيدة التي أخذت هذا النهج، لدينا العملاق بلايستيشن الذي حمل على عاتقه إقحام سياسة الشمولية في ألعاب المنصة المحبوبة، رأينا تطور شخصية مثل إيلي من لعبة The Last of Us حيث جاءت الشخصية في الجزء الثاني بميول مثلية، والمزعج في الأمر أن هذا الإقحام جاء من دون أي مبرر قصصي أو خدمة لإطار اللعبة العام، الأمر كان دعم صريح جدًا لأجندات المثلية الجنسية.

لدينا كذلك لعبة مثل Cyberpunk 2077، حيث صدرت اللعبة مع دعم كبير لأجندات المثلية والحرية الجنسية في العموم، يمكنك الدخول في علاقات شاذة داخل اللعبة، والمحزن في الأمر أن اللعبة جاءت مع مشاكل تقنية جعلتها تواجه موجة انتقادات حادة. وكان بالأولى من فريق التطوير التركيز على هذه المشاكل وحلها بدلًا من الاهتمام بوضع الكثير من الأمور التي تدعم هذه الأجندات، وبالمناسبة يمكنك في اللعبة الذهاب إلى منزل دعارة والدخول في علاقة جنسية دون أي هدف أو دعم لإطار اللعبة كذلك.

حتى لعبة مثل Overwatch التي لا تهتم أصلًا بالقصة أعلنت بشكل صريح أن بعض الشخصيات لديها خلفية مثلية مثل شخصيات تريسر التي لديها علاقة مع إيميلي، وشخصية سولجر التي لديها علاقة مع ذكر يدعى فنسنت، كل هذا دون أي مبرر سوى دعم أجندات المثلية.

الكارثة الكبرى كانت مع لعبة Concord التي كلفت سوني 400 مليون دولار تقريبًا حيث أعلن فريق التطوير دعم المثلية الجنسية وبالفعل قدم لنا مجموعة من الشخصيات مبهمة الهوية، نحن هنا نتحدث عن لعبة لم تحقق أي نجاح لدرجة إغلاق خوادمها بعد أيام حرفيًا من الإطلاق، نتحدث عن ٢٥٠ مليون دولار صرفت في الفضاء.

بالطبع، لعبة Concord فشلت بسبب تصميمها غير الجذاب وأسلوب اللعب النمطي، ولكن هذه هي المشكلة حيث كان الأجدر من الفريق التركيز على أسلوب اللعب وتصميم اللعبة بدلًا من التطرق إلى هذه القضايا الفرعية.

القائمة تطول جدًا وتشمل معظم الشركات الكبيرة، وما سبق ذكره هو مجرد أمثلة فقط، والحزين وجود الكثير من الألعاب التي تمتلك جودة ممتازة ومع ذلك تدعم أجندات غير مفهومة وغير مبررة، مثل لعبة Baldur’s Gate III اللعبة التي قدمت تجربة ممتعة جدًا يمكن وصفها بـ الأيقونية في صناعة الألعاب ومع ذلك تدعم أجندات التحرر الجنسي دون سبب مبرر.

على أي حال، إذا استمرينا في ذكر الألعاب التي تدعم هذه السياسات بشكل فج وغير مبرر لن ننتهي من هذا المقال. وعمومًا، يبدو أن هذا التوجه من الشركات أصبح أمر واقع وله سياسات أعمق وأعلى تُمارس على مجتمع اللاعبين للأسف.

أخيرًا وبالنسبة لنا كجمهور، في الوقت الحالي العالم بأجمعه يسير بشكل مخطط ونحن المستهدفين من هذا التخطيط. نرى سياسة مثل الشمولية تحاول غسل الأدمغة في قضايا معينة مثل الأفرو سنترك، المثلية الجنسية، وأصحاب البشرة السمراء. بينما لا نرى سياسة الشمولية وهي تدافع عن أطفال غزة ولبنان.

خلال عام ٢٠٢٤، اكتشفنا أن سياسيين العالم يتعاملون مع الإنسانية بالقطعة، يرى أن الطفل الأوروبي أهم من الطفل الفلسطيني واللبناني، لدرجة أننا أصبحنا نكتب الكلمات مشفرة حتى لا تحظر.

حتى بالعودة إلى أزمة لعبة Assassin’s Creed Shadows، نجد أنها لاقت انتشار واسع ودعم كبير من المجتمعات لأنها متعلقة بدولة مثل اليابان. في وجهة نظري، أعتقد إذا قدمت يوبي سوفت لعبة جعلت فيها أخناتون شخصية آسيوية من وسط الصين، فلن يهتم أحد، بل قد نجد من يدافع عن اللعبة بدعوة الشمولية ودعم الآسيويين في بيئات العمل. على أي حال، ليس المهم ما تقدمه الشركات، بل المهم هو طريقة تعاملنا مع هذه المنتجات. يجب أن نتعامل معها بفهم ووعي كبير، وربما ينبغي على يوبي سوفت وباقي الشركات التركيز على المحتوى أكثر من الأجندات.

?xml>