التوحيد بالله .. جوهر رسالة الإسلام وهدف اسمي للباحثين عن الحقيقة
سيبقي التوحيد بالله أساس كل الأعمال الصالحة، سيبقي هدف اسمي لكل الباحثين عن الحقيقة فهو جوهر رسالة الإسلام التي بعث الله تعالى بها نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم، ولقد بين الله تعالى التوحيد في كتابة الكريم عندما قال : وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ” .. فهو الغاية التي خلق الله الخلق لأجلها لقوله عز وجل في محكم تنزيله : ” وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ” .. صدق الله العظيم .
رسالة اخلاقية ترشد التائهين
وجاء مقال مفكر العرب علي الشرفاء الحمادي والذي يحمل عنوان : ” التوحيد والعمل الصالح ” بمثابة نقطة ضوء ورسالة اخلاقية ترشد التائهين وتؤكد ان التوحيد هو الغاية التي خلق الله الناس لأجلها .. فقد خلق المولي سبحانه وتعالي الناس كي يعبدونه ، وأرسل الرسل كي يدعون العباد إلى توحيده بالعبادة والعمل الصالح .
التوحيد هو الايمان بـ لا إله إلا الله
اذ يقول علي الشرفاء ان التوحيد والعمل الصالح، كلمتان متلازمتان ، فالتوحيد هو الايمان بان الله لا إله إلا هو، والعمل الصالح هو الذي ينفع الناس ويمنع عنهم الضرر بكل أشكاله، واحترام حق الإنسان في الحياة والحرية وحق الاختيار للعقيدة التي تناسبه دون إكراه، وممارسة الرحمة، والحكم بالعدل بين الناس، وتحريم الظلم، وتحقيق التكافل بين أفراد المجتمع حتى لا يبقى فقير يسأل ولا جائع ولا مريض يبحث عن الدواء، ولا لاجىء ليس له مأوى، ولا مظلوم يطالب بحقه ، كل إنسان يرفق بأخيه الإنسان ويحسن إليه ويتقرب كل الناس لبعضهم بالاحترام والمودة والسلام في مجتمع يعيش فيه كل الناس في أمن وتعاون على البر والتقوى تحت مظلة الرحمن.
دعوة للتفكر والتدبر
تلك هي بعض عناصر رسالة الله للناس وفق رؤية الشرفاء الحمادي مؤكداً علي ان الله عز وجل يوجه آياته لهم، العقل الذي كرّم الله به الإنسان خلقه عن الدواب والحيوان وهو يخاطب الناس سبحانه في أكثر من آية دعوتهم للتفكر والتدبر؛ ليتبين لهم حقيقة آياته ومقاصدها لمنفعة الإنسان وما يعود عليه من خير وصلاح تحقق له حياة كريمة .
ثم بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام الإمام الأوحد والمعلم للإنسانية رسول الله للناس يدعوهم لتوظيف عقولهم لفهم دينهم فهمًا صحيحًا وصادقًا موقينين بوحدانية الله وعظمته ومصدقين بيوم القيامة الذي فيه يبعثون مما يحمي الإنسان من الضلال في طريق الشيطان ، وقد حذر الله سبحانه الناس رحمة لهم بقوله : ” الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ” .. صدق الله العظيم
روايات وأحاديث كاذبة تدع
ويقول علي الشرفاء الحمادي ان ما يدعو اليه الخطاب الإلهي وآياته للناس من مغفرة وفضل، ويحذرهم من مغبة اتباع الشيطان لتدرك عقول الناس ما يحقق مصلحتهم، فماذا كانت دعوة شيوخ الدين وأصحاب الروايات وناشري الإسرائيليات ؟ ، دعوتهم تتناقض مع ما أمر الله سبحانه به الناس في الآية السابقة وقد ألَّفوا آلاف الكتب المزورة على الرسول من روايات وأحاديث كاذبة تدعو الناس لطريق الشيطان تشوه قيم القرآن وتسيء لرسالة الإسلام وتشجع على الفحشاء والمنكر وتنشر خطاب الكراهية بين الناس، وتخدع المسلمين بقتلهم إخوانهم في الإسلام وتفجير إخوانهم من خلق الله في المجتمع دون ذنب يكفرون الناس فيستميلون النفوس المريضة والشريرة ليسعوا فى الأرض قتلًا وفسادًا دعواهم تعكس قلوبًا لا تعرف الرحمة وضمائر ماتت وعقولًا استحوذ عليها الشيطان فانساهم ذكر الله وتسلطوا على خلقه ظلمًا وعدوانً.
إسرائيليات مدسوسة علي الإسلام
ويوضح مفكر العرب ان الله سبحانه يحاور عباده بالعقل والحجة المنطقية، يمنحهم الحرية وحق الاختيار، بينما كثير من الاسرائيليان المدسوسة علي الدين الإسلامي تخاطب النفس الأمارة بالسوء وتخاطب استعدادها العاطفي باتباع طريق الشيطان الذي ينتهى بهم إلى الخسران فى الدنيا والآخرة.
ويختتم علي الشرفاء الحمادي رسالته قائلاً : شتان بين ما يدعو إليه الله سبحانه في كتابه الحكيم من رحمة وعدل وحرية وإحسان وسلام وتحريم القتل والظلم والعدوان، وبين ما يدعو إليه اصحاب الروايات المدسوسة علي دين الاسلام ظلمًا وبهتانًا من تشجيع على طريقة الشر وإقناع الناس بالظلم ونشر الفتن وجعلهم يعيشون حياة البؤس والضنك والدم .. اللهم بلغت اللهم فاشهد.