اخبار المغرب

نسبة ملء سدود المغرب تلامس 29% .. وندرة المياه تؤثر على الريّ الفلاحي

استقرت نسبة ملء السدود المغربية في حدود 28,90 في المائة، الجمعة، بما جعل الحقينة الإجمالية لهذه المنشآت حاليا لا تتجاوز 4 مليارات و867 مليون متر مكعب، متجاوزة بذلك نسبة الملء المسجلة في التاريخ نفسه من السنة الماضية بحوالي مليار متر مكعب.

ووفقا للمعطيات المحيّنة التي تضمنتها بوابة “مغرب السدود” التي تديرها “المديرية العامة لهندسة المياه” بوزارة التجهيز والماء، فإن حوض زيز كير غريس يعتبر أكثر الأحواض المائية من ناحية نسبة الملء التي تصل على مستواه إلى 56,91 في المائة، متبوعا بحوض اللوكوس بواقع 46,51 في المائة، يليه حوض تانسيفت بواقع 45,49 في المائة.

وباستقراء الأرقام والمعطيات ذاتها يبدو أن غالبية الأحواض المائية تعرف الوضع ذاته، إذ لا تزيد نسبة ملء غالبيتها عن النصف؛ وهو ما يتضح عند استدعاء حالة حوض ملوية الذي لا تزيد نسبة ملئه عن 38,74 في المائة، متبوعا بحوض سبو بواقع 38,60 في المائة.

ونجد في أسفل اللائحة الأحواضَ الأقل امتلاء بالمياه، بداية بحوض درعة واد نون بنسبة ملء محددة في 33,34 في المائة، ثم حوض سوس ماسة الذي لا تزيد نسبة الملء خاصّته عن 17,20 في المائة، وانتهاء بحوض أم الربيع الذي يشهد حالة كارثية غير مسبوقة، إذ إن نسبة ملئه تبقى في مستوى جد متدنّ بعدما استقرت عند 5,12 في المائة.

وعلى الرغم من أن هذه الأرقام تبقى مقلقة اعتبارا لكونها لا تبعث على الاطمئنان بخصوص الوضعية المائية بالمملكة فإنها تبقى متفوّقة نسبيا على نظيرتها الخاصة بالسنة الماضية، حيث كان التحسن واضحا بالنسبة لحوض زيز كير غريس الذي انتقلت نسبة ملئه من 27,24 في المائة إلى 56,91 في المائة، إلى جانب حوض أبي رقراق الذي انتقلت نسبة الملء به من 19,17 في المائة إلى 35,95 في المائة.

موزَّعة على حسب الأحواض ذاتها مع تحقيقها نسبة ملء إجمالية تصل إلى 28,90 في المائة، تبقى نسبة ملء سدود المملكة في حدود المتوسط؛ فعلى سيبل المثال، تصل هذه النسبة لدى سد الوحدة إلى 41,7 في المائة بما مجموعه مليار و468 مليون متر مكعب من الموارد المائية، وهو الذي يتسع أساسا إلى أزيد من 3 مليارات ونصف المليار من هذه الموارد.

أما سد إدريس الأول فتصل نسبة ملئه إلى 25,6 في المائة، إذ يضم حوالي 289 مليون متر مكعب عوضا عن مليار و169 متر مكعب في الإجمالي، في وقت تصل نسبة ملء سد سيدي محمد بنعبد الله إلى 36,9 في المائة، إذ باستطاعته أن يضم ما يصل إلى 974 مليون متر مكعب من المياه.

بدوره، يحقق سد المنصور الذهبي نسبة ملء تصل 49,9 في المائة، إذ يحتضن في الوقت الراهن 222 مليون متر مكعب عوضا عن 445 مليونا التي يستطيع احتوائها في الإجمالي، بينما يحقق سد واد المخازن نسبة ملء تصل إلى 69,9 في المائة، بما يعني 470 مليون متر مكعب من المياه.

وإذا كانت السدود المذكورة أعلاه تحقق نسب ملء متواضعة في الوقت الراهن فإن سدودا كبرى أخرى تعيش حالة كارثية. فعلى سيبل المثال، تراجعت نسبة ملء سد بين الويدان إلى 5,1 في المائة، أي ما يعني 62 مليون متر مكعب فقط من المياه، متبوعا بسد أحمد الحنصالي بواقع 4,4 في المائة؛ في حين يبقى سد المسيرة في أسفل الترتيب، حيث صارت نسبة ملئه في حدود 1,6 في المائة، وهو الذي باستطاعته احتواء أزيد من مليار ونصف المليار متر مكعب من المياه.

وكان نزار بركة، وزير التجهيز والماء، قد تحدث، بداية الأسبوع الجاري بمجلس النواب، باستفاضة عن وضعية المياه بالمملكة، إذ لفت إلى أن “المغرب لا يزال يعاني من إشكالية الخصاص وندرة المياه، حيث إن التساقطات المطرية لهذه السنة تراجعت بحوالي 65 في المائة عما كان عليه الأمر في السنة العادية”.

وأوضح بركة أنه “بالنسبة للسنة الفلاحية الجديدة، وقع تحسن مهم منذ شهر شتنبر الماضي، حيث وصل معدل التساقطات إلى 50 ملمترا مقابل 27 ملمترا في سنة 2023″، موضحا أن “هناك تحسنا مهما جعل نسبة السدود تصل إلى 29,13 في المائة مقارنة مع 23,70 في المائة خلال السنة الماضية”.

بدوره كان أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، قد أشار إلى أن “قطاع الري لا يستخدم إلا الموارد المائية المتبقية من السدود بعد تلبية الطلب على مياه الشرب والقطاعات الأخرى.. وبالتالي، يبقى القطاعَ الأكثر تأثرا بالقيود المفروضة على استعمال المياه؛ فخلالَ السنة الماضية لم تتجاوز المياه المخصصة للدوائر السقوية 900 مليون متر مكعب؛ أي بنسبة تغطية لا تكاد تتجاوز 17 في المائة من الحاجيات”.

كما ذكر البواري، عند حلوله بمجلس المستشارين، أنه “بالنسبة للموسم الفلاحي الحالي تم تخصيص 713 مليون متر مكعب من المياه لفائدته، أي أقل من حصة السنة الفارطة التي كانت تصل إلى 900 مليون متر مكعب”، موضحا أنه “بالنسبة لدوائر الريّ بدكالة والحوز وسوس ماسة فإن عملية السقي تبقى متوقفة ورهينة بتحسن مخزون السدود لديها من أجل برمجة السقي بها”.