محمد طه يلقي محاضرة عن الأحلام ومراحل الوعي من كتابه دائرة الرحلة بمكتبة مصر الجديدة

قدم الدكتور محمد طه محاضرة حول الأحلام ومراحل الوعي والتي هي فصل من كتاب “دايرة الرحلة” في مكتبة مصر الجديدة.

وشرح محمد طه في المحاضر أهمية الأحلام وكيف يصل الإنسان من مراحل الوعي الأحلام، موضحاً أنه أثناء الحلم تتفك طبقات الوعي، ويحاول الكتاب كيفية شرح إعادة ترتيبها.

وتحدث محمد طه عن أهمية الأحلام مشيراً أنها تحث على الإبداع، موضحاً أنه أثناء الحلم تتحول الخبرات التي نمر بها في اليوم من الذاكرة القصيرة الأمد إلى الذاكرة طويلة الأمد فلا ينساها الإنسان.

وأضاف محمد طه حديثه حول أهمية الأحلام قائلا:” أحياناً نستخدم الأحلام استخدامات علاجية، ومنها جلسة علاج نفسي طارئة وهي التي نلجأ لها عندما يتعرض الشخص لأزمة صعبة وهي أنه قبل أن ينام ويحلم الحلم الاول يجب أن يخضع لجلسة علاج نفسي بحيث لا تتخزن الأحداث السيئة في الذاكرة طويلة الأمد بمفردها ولكن يكون معاه افكار الاهتمام والمساعدة، أما الطريقة الثانية وهي عندما يمر الإنسان بصدمة نفسية والأحلام لا تستطيع تعمل “هضم” الأحداث، نحاول أن نجعل هذا الشخص سمر بحالة تشبه الحلم وهي من تحريك عينيه بحركة سريعة والقاء عليه بعض المشاهد لتمر في ذهنه مثل الأحلام بحيث تقوم بعمل تغير في المعلومات المخزنة والتي سوف تتخزن من خلال الجلسة في عملية أشبه بالأحلام.

وأوضح طه في حديثه:” الأحلام هي رسالة مشفرة تأتي من مستوى الوعي لتقدم رسالة لمستوى الوعي الأعلى وتمر بأربعة مراحل خلال هذه الرحلة وهي أدوات تشفير الأحلام ومن خلالها يحول الوعي الرسائل لرموز وهي اختيار رمز لشخص أو موقف، ثانياً خطوة التكثيف وهي أن ن الحلم الواحد يتكون فيه أكثر من فكرة، ثالثاً خطوة أو مرحلة الإحلال، والخطوة الرابعة هي المراجعة النهائية
حيث نحلم بمشاهد غير مرتبة وغير واضحة فيقوم العقل بترتب المشاهد لصناعة الأحلام”.

وقدم محمد طه تعريف عن مستويات الوعي والمنقسمة لسبعة مستويات حيث بدء من الأقل وعياً الي الأكثر عمقاً فكان مستوى الوعي السابع هو “الوعي الظاهر” موضحاً أنه أكثر مستوى سطحي وفيه أحلام اليقظة حيث يدرك الانسان أنه يفكر في خيال ويستطيع أن يوقفه.

وتابع محمد طه:” أما المستوى السادس هو “العقل الباطن الشخصي” والذي اكتشفه فرويد وتكون محتويات العقل الباطن التي تظهر في الأحلام مكونة من الغرائز، والرغبات الغير مقبولة، والذكريات المكبوتة، والصراعات النفسية العميقة، والدوافع العنيفة، والنزاعات غير الأخلاقية، والأمنيات غير المنطقية، والأنانية، والخبرات المقترنة بالخزي”.

وأضاف محمد طه:” يجب الإشارة أن أهم ما يوجد في العقل الباطن هما غريزة الحياة، وغريزة الموت ويظهران من خلال الأحلام، وزلات اللسان، والتخدير الخفيف، ويمر العقل الباطن بالكثير من المراحل عند الإنسان والتي تؤثر فيه أهمها المرحلة “الفمية” وهي الإنسان وهو طفل من يوم لسنتين، والمرحلة الثالثة وهي الأهم والتي إذا لم يكن هناك توعية يمكن أن تولد لدى الطفل “عقدة أوديب” وذلك في السن من ٣ إلى ٥ سنوات حيث يكون الولد الذكر أقرب لأمه والبنت أقرب لوالدها.

وتابع طه حديثه عن مستويات الوعي قائلا:’ المستوى الخامس” هو حياة الجنين داخل رحم الأم والذكريات التي كانت فيها، حيث تمر حياة الجنين فيها بأربعة مراحل من الممكن أن تظهر في حلم الإنسان عند الكبر، فلكل حلم ليه رؤية وتفسير على عدة مستويات”.

وعن المستوى الرابع قال محمد طه:” يأتي في المستوى الرابع “العقل الباطن المشترك” وهو الخاص بالذكريات المشتركة لعدد معين من الناس مروا بنفس الخبرات سويا مما يولد في عقلهم منطقة مشتركة تظهر في الأحلام”.

واستطرد طه:” ويأتي في المستوى الثالث
“العقل الباطن المجتمعي” وهم مجموعة من البشر تجمعهن الثقافة أو البيئة أو البلد ونستطيع معرفته من خلال الأمثال الشعبية ونوعية الأغاني أو الدراما التي عليها إقبال شديد من هؤلاء المجموعة الكبيرة”.

وأضاف طه:” أما المستوى الثاني أو القبل الأخير فهو “العقل الباطن الجامعي” الخاص بكل البشر، وهو الأشياء المشتركة للبشر فى مستوى العالم وعلى مر الأجيال”.

وأنهى محمد طه حديثه في المحاضرة عن تعريف أعلى مستويات الوعي قائلا:”الوعي الأخير هو مستوى “الوعي المتجاوز للذات” وهو أن كل ما يوجد في الكون مرتبط ببعضه البعض متجاوزاً الوعي لحدود الزمان والمكان والجسد والحياة والموت والمعرفة البشرية المعتادة”.