تكنولوجيا

مراجعة لعبة Monster Hunter Wilds

تعتبر Monster Hunter Wilds واحدة من أهم ألعاب 2025 وأهم لعبة لكابكوم في عامها المالي الحالي، فالكثير يتعلق بذلك على نجاح هذه اللعبة، وخصوصًا وأن الجزء الرئيسي الأخير من السلسلة وهو Monster Hunter World قد صدر منذ أكثر من 7 سنوات  كاملة، فكيف كانت تجربتنا مع اللعبة الجديدة، وهل اترقت لتوفعاتنا التي كانت حدودها السماء خصوصًا مع غياب طويل عن الساحة؟ إليكم مراجعة وتقييم لعبة Monster Hunter Wilds.

قصة اللعبة (بدون حرق): عالم كامل يفتح أبوابه لك وقصة سينمائية لأول مرة:

تدور قصة اللعبة حول الطفل  Nata الذي يتعرض لخطر محدق، في صورة وحش قاتل يهاجم قريته ويدفع أهلها ناتا للهروب والبحث عن مساعدة، فيهرب ويجده بعثة الصيادين الذين تشكل أنت واحد منهم، مهمتكم تكون هي إيجاد “الحضارة المنقرضة” التي أتى منها Nata، إذ أنه يتحدث لغة غريبة قديمة لا يعرفها سكان المنطقة المسماة “Forbidden Lands”.

مهمتك تسلك طريقًا وعرةً، وتظهر أمامها الكثير من العقبات ومن ضمنها سكان ذلك العالم الذين يعانون من مشاكلهم الخاصة والتي تتعلق بالحياة البرية والحيوانات والوحوش والموارد الموجودة في المنطقة، ويحتاجون إلى صياد ماهر مثلك ليقوم بمساعدتهم على تحييد التهديدات التي يواجهونها.

قصة اللعبة بسيطة، ولكنها مسلية ولأول مرة في تاريخ السلسلة يتم التركيز عليها وكأنها محور اللعبة، ويتم بناء أسلوب اللعب والخريطة حولها وذلك لجذب عشاق ألعاب القصة إلى تجربتها وهو أعتقد أنه سينجح. اللعبة تقدم تجربة قصصية تنجح في الدمج بين السعي وراء معرفة الأحداث ومآلها الأخير، وبين الاستمتاع بالجيم بلاي. لا أعتقد أنك تحتاج لأن تكون لاعب يعشق الجيم بلاي وعلى دراية كاملة بالسلسلة لتجربة هذا الجزء لأنه يقدم نفسه كلعبة قصة مع مقاطع سينمائية متقنة وتمثيل وأداء صوتي ممتازين للجميع.

القصة تأخذك إلى عدة مناطق، بعضها مناطق صحراوية وآخرى غابية وهناك مناطق ثلجية وغيرها، جميعا متنوع عن الآخر وبها متغيرات كبيرة (سنشير إليها أكثر في فقرة تنوع البيئات).

القصة تقدم أيضًا خيارات الحوارات وبالرغم من كونها غير مؤثرة على مسارات القصة لأن السيناريو واحد، ولكنها مفيدة لإعطاءك فرصة لمعرفة المزيد عن العالم والشخصيات في حالة أردت ذلك، كأن تسألهم عن سبب تواجدهم هنا أو ماذا يفعلون أو ما رأيهم فيما يجري. هذه الحوارات بأداء صوتي كامل للشخصية الرئيسية تضيف أجواء رائعة للقصة والعالم وتعطيك معلومات مفقودة مهمة لا يتم تناولها في السياق الرئيسي للأحداث.

الجدير بالذكر أن لديك إمكانية تخصيص كاملة للشخصية والقط المصاحب لها، واختيار أصواتهم وحتى القط تستطيع تخصيص صوته لكي يكون صوت قطة، أو صوت بشري لتفهمه بشكل مباشر من حديثه. هذه الإضافة كانت إضافة مهمة ومطلوبة في السلسلة، كما أن تخصيصات الشخصية ممتازة وعميقة وهي الأفضل في السلسلة بلا منازع.

لعبة Monster Hunter Wildsلعبة Monster Hunter Wilds

أسلوب اللعب: صيد الوحوش كما يجب أن يكون 

لطالما تميزت لعبة Monster Hunter -في كل أجزائها- بتصميم آليات قتال الوحوش والتحضير لهم بشكل متقن وعميق، وقد كانت لعبة Monster Hunter Wilds امتدادًا لهذا التوجه، وأعتقد أنها استفادت كثيرًا جدًا من منظومة معارك لعبة أخرى من كابكوم وهي Dragon’s Dogma II، والتي صدرت في بداية 2024 (مارس).

لعبة Monster Hunter Wilds تقدم حوالي 14 سلاح يختلفون من حيث القوة والفعالية ويناسبون جميع أساليب اللعب التي قد تتخيلها. إذا كنت تريد سيفًا ودرعًا عاديين فذلك متوفر، وإذا كنت تريد أسلحة بعيدة المدى فهناك كميات كبيرة منهم على تنوعهم، وهناك أسلحة Melee من نوع Blunt (غير حاجة) وأخرى حادة تختص بتقطيع الأعداء وإصابة جروحهم، وهناك رماح ومطارق وسيف عظيم وسيف طويل (Long Sword) وغيرها من الأسلحة التي تسمح لك بتجربة كل شيء، من أسلوب الحركة السريع إلى الأسلوب الذي يعتمد على ضبط المسافة بينك وبين الأعداء ومراعاة وقت الأرجحة لكل سلاح، على أن تكون الضربة أقوى من أي ضربة أخرى لسلاح سريع. إذًا هي عملية من التوازن تفرضها عليك اللعبة، ومع كل زعيم أو وحش جديد ستجد نفسك أكثر تطلعًا لاستخدام نوعيات أسلحة متنوعة. مع الأعداء الطائرين مثلًا ستحتاج إلى القوس والسهم العاديين، أو بندقية القوس الثقيلة ومع الأعداء الأرضيين ستحتاج إلى أسلحة أكثر سرعة، فالأسلحة قريبة المدى الثقيلة قد تجعلك تصاب بأذى بالغ أمام الأعداء الضخمين والذين قد يدهسوك بسهولة ويتسببون في موتك بحركة واحدة فقط.

أسلحتي المفضلة تغيرت على مدار لعبي، في البداية كنت أفضل السيف الطويل، ومع مرور الوقت اكتشفت الضربات الفتاكة التي تستطيع توجيهها بسلاح النصل المشحون وفأس السيف، ثم استخدمت القوس الذي ظل معي حتى نهاية اللعبة. ترقية كل سلاح سهلة ومباشرة إلى حد ما، ولكنها تحتاج إلى جميع الكثير من الموارد وأنصحك بشكل شخصي أن ترقي الأسلحة التي تستمتع باللعب بها أولًا ثم بقية الأسلحة.

جمع الموارد وإدارتها ليس مشكلة هنا أبدًا، فالموارد وفيرة والاستكشاف ليس شيئًا جانبيًا بل هو أساس اللعبة. أزعجني فقط أن اللعبة تفرض عليك المضي قدمًا في طريق محددة بجدران غير مرئية أثناء المهام، وهو ما يجبرك على عدم تجميع الموارد القريبة على يمين ويسار الطريق في حالة الدخول في مهمة قصة. يبدو هذا لي خيارًا تصميميًا بائسًا، ولم أكن معجبًا به.

على ذكر الاستكشاف، فإن التنقل في عالم اللعبة الشاسع بات سلسًا وذلك يعود إلى كائن “السيكرت” الذي يشبه النعامة، وهو كائن سريع ومفيد جدًا. الغريب أن اللعبة لا تسمح لك بالتحكم الكامل بهذه الكائنا، ربما لأن أداء اللعبة متواضع جدًا، وربما هذه هي ضريبة فتح العالم على بعضه بدون شاشات تحميل. فبمجرد ركوب ذلك الكائن الذي يعتبر سفينتك الخاصة، لن تتمكن من فعل أي شيء إلا توجيهه في الاتجاه الذي تريد الذهاب إليه، والتحكم في سرعته. في مهمات القصة يقوم السكريت باتباع الشخصيات الأخرى والسير معهم، وفي المطاردات يركض هو بدون أي توجيه منك حتى في لحظات القفز والمناورة.

تصميم القوائم يساعد كثيرًا في نقل وتجميع الموارد وتصنيع الأدوات والعقاقير التي تجعلك تؤدي بشكل أفضل في المعارك، فالقوائم تم إعدادها بشكل سلس بالرغم من كثرتها التي قد تبدو مربكة في بعض الأحيان. بشكل شخصي، أشعر بالإعجاب بطريقة تقديم كابكوم بشكل خاص، و المطور الياباني بشكل عام لتصاميم قوائم مبتكرة ومتنوعة وجميعها رائع وممتع. بدايةً بـResident Evil مرورًا بالرائعة Dragon’s Dogma II وصولًا إلى Monster Hunter Wilds. كل شيء يبدو مدروسًا ويوازن بين الواقعية والمتعة بشكل مثالي.

المعارك نفسها، وتصميم الوحوش يفرض عليك أنماط منوعة من الحركة والأدوات التي يمكن استخدامها، كل وحش بالطبع لديه نقاط ضعف في جسده يمكنك استهدافها، ولديه نقاط ضعف أمام عناصر بيئية مثل الكهرباء أو الماء أو النار أو غيرها، وهي أشياء يمكنك استخدامها كأدوات ضده. 

نظام جديد في اللعبة أجده رائعًا هو نظام جروح الوحوش، وهو ما يظهر عند استهداف مناطق محددة فيهم، تبدأ أجسادهم في النزيف ومع زيادة استهداف تلك المناطق يحدث لهم أضرارًا مضاعفة، وهو ما يؤدي إلى التغلب عليهم بشكل سريع. هناك نظام جديد يسمى نظام التركيز، أو Focus يساعدك على التركيز على أهداف محددة في الأعداء، وهو شيء لم يكن موجودًا من قبل. وجدت تصميم المعارك وتوزيع نقاط الضعف في الأعداء، وبالإضافة إلى إمكانية دراسة الوحش قبل كل معركة وإعداد العدة له بشكل رائع أكبر متع اللعبة، حيث يضعك في دور صائد الوحوش بشكل واقعي وجذاب، ويجعل التزامك بالقراءة والتحضير سلاح قد يكون هو سبب تفوقك في المعارك بشكل ملحمي. كلما حضرت لمعركتك أكثر كلما كانت أسهل وأسلس، وهو شيء يحتاج الجميع لفعله.

في المناخ البارد، ستحتاج إلى مشروبات دافئة، وفي حرارة الصحراء، ستحتاج إلى مشروبات باردة، وفي القتالات قد تحتاج إلى نصب الأفخاخ والمصائد، بالإضافة إلى تحضيرك المستمر للترياق الذي ستحتاجه في قتالات ضد الأعداء الساميين، وجرعات الشفاء. كل هذه الأشياء تحتاج موارد محددة، ويمكنك فتح المزيد من الأفخاخ وأدوات الصيد مع مرور الوقت، واستخدامهم على الرغم من أنه غير أساسي في المعارك، أي تستطيع الفوز بدونهم، إلا أنه يضيف طبقة كبيرة من المتعة وتداخل الأنظمة. لا شيء أمتع من أن تستهدف نقطة ضعف وحش ضخم بعد أن نصبت له فخًا علق فيه.

تصميم الأعداء (الوحوش) على الصعيد البصري مهيب، ويبعث بالرعب بداخلك. كل مرة رأيت فيها وحشًا كنت بصدد الدخول معه في معركة كنت أقول “يا إلهي، كيف لي أن أتغلب عليه؟” وكنت أجد طريقي بعد بعض المعاناة. اللعبة ليست صعبة، فلا أريدك أن تعتقد بأنها تشبه ألعاب السولز أو أنها قد تنفرك بسبب صعوبتها، بل على العكس، اللعبة في بعض الأحيان كانت سهلة بشكل مبالغ فيه، وبعض الوحوش المخيفين -شكليًا على الأقل- انتهوا معي أسرع مما توقعت!

الأونلاين هو جانب رائع من جوانب اللعبة، لم أتمكن بتجربته بتوسع ولكنه كالعادة أمر ممتع جدًا يمكنك من الاتصال مع 3 لاعبين آخرين والاستكشاف معًا. يمكنك نشر المهام وطلب انضمام الآخرين إليك، أو أن تنضم أنت للآخرين. أنصحك أن تخوض التجربة مع الأصدقاء لأنها تكون في أمتع حالاتها عندما تتنوع الأسلحة في بينكم.

الرسوم والصوتيات والأداء التقني: جوانب قصور لا تغتفر 

جربنا اللعبة على PS5، وهي تدعم 3 أطوار تقنية عليه، طور الأداء يستهدف 60 إطار بالثانية و طور الدقة يستهدف 30 إطار مع رفع دقة العرض، وطور التوازن يستهدف 40 إطار.شخصيًا لم أقوى على تجربة اللعبة في طور الأداء لأنه يقلل الدقة بشكل كبير جدًا، ووجدت أن طور التوازن أفضلهم وأنسبهم لي. لكن بشكل عام، أداء اللعبة متواضع وغير ثابت أبدًا، وستواجه حتمًا تساقط الإطارات بين الحين والآخر، ليس لدرجة تفسد عليك اللعبة وتجعلك “تخسر أمام الوحوش” ولكن بطريقة ستجعلك تمتعض.

أداء اللعبة ذكرني بعض الشيء بلعبة كابكوم الكبيرة الماضية، وهي Dragon’s Dogma II، لكن ما يحززني مع Monster Hunter أنها قدمت آليات لعب وذكاء اصطناعي أقل، وعالم أقل تفصيلًا ورسوم أقل جودة ومع ذلك لم تقم بتحسين الصقل التقني على الكونسول بأي شكل. يبدو لي أن الشركة لديها أفضل مما تقدم ولكنها تتكاسل عن تقديمه لسبب ما نجهله.

هل يعني هذا أنه عليك ألا تجرب اللعبة أو تنتظر؟ لا، ولكن إذا كان الأداء يزعجك كثيرًا إذا هبطت الإطارات لما تحت الـ40 إطار، فربما عليك اللعب على الحاسب الشخصي.

رسوم اللعبة تتسم بالتنوع. لا استطيع أن أصفها بأنها شديدة الجمال أو مبهرة، ولكنها مليئة بالتفاصيل الجميلة بطريقتها الخاصة. ماذا يعني ذلك؟ ستجد أن حركة الوحوش وتفاصيل تصميمها البصرية جميلة. في بعض الأحيان ستجد تفاعلات بين المخلوقات بشكل رائع، كما أن تنوع العوالم (Biomes) كان تغييرًا مرحبًا به. هناك شعور عام بكبر العالم ومدى شساعته، وهو أمر لم أشعر به في لعبة مونستر هانتر من قبل بهذا القدر.

صوتيات اللعبة ليست مبهرة أيضًا، لكنها تفي جدًا بالغرض.أداءات الشخصيات الصوتية ممتازة لكنها محدودة، ولا تعطي انطباعًا أنهم شخصيات حقيقية، كبعض الألعاب اليابانية الأخرى. الموسيقى كانت رائعة في أحيان وعادية في معظم الأحيان الأخرى، لذلك سأصف تجربتي مع جانب الرسوم والصوتيات بالتجربة التي تولد المشاعر المُختلطة.

في النهاية:

كانت اللحظة التي واجهت فيها وحشًا ذكرني بمخلوق Sand Worm من فيلم Dune أنني استمتع بكل دقيقة لعب داخل هذه اللعبة، حيث تقدم تجربة لعب غير مسبوقة في مدى الاندماج في عملية التحضير للقتالات وخوضها وكأنها قتالك الأخير. إنها تقدم أفضل نظام قتال في السلسلة وأكثرها عمقًا، وواحدة من أكثر ترسانات الأسلحة تنوعًا ربما في صناعة الألعاب بأكملها.

?xml>