تكنولوجيا

كيف ستُحسّن آبل ذكاءها الاصطناعي باستخدام بياناتك… دون الوصول إليها!

في خطوة تهدف إلى تعزيز منصتها للذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على خصوصية المستخدمين، أعلنت شركة آبل عن نظام جديد لتحليل البيانات مُباشرةً من أجهزة العملاء. يأتي هذا التطوُّر في إطار سعي الشركة لتحسين أداء نماذجها اللغوية، مثل تلك التي تدعم ميزة Apple Intelligence، مع مُنافسة عمالقة القطاع مثل OpenAI وجوجل.

اقرأ أيضًا:

أهم مميزات Apple Intelligence في تحديث IOS 18.1 بيتا وكيفية التحميل
تقنية سيري Siri من أبل

تحديات تواجهها آبل في تدريب الذكاء الاصطناعي

تعتمد شركة آبل حاليًا على البيانات الاصطناعية (Synthetic Data) لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. هذه البيانات عبارة عن نصوص ورسائل بريد إلكتروني مُنشأة آليًا لمُحاكاة المدخلات الواقعية، لكنها تفتقر أحيانًا إلى الدقة والتنوع الموجود في بيانات المستخدمين الفعلية.

نتيجةً لذلك، تواجه أنظمة الذكاء الاصطناعي التابعة للشركة صعوبة في فهم السياقات المُختلفة أو تقديم مُلخصات دقيقة للنصوص، وهذا يؤثر على تجربة المستخدم.

على عكس مُنافسيها، تلتزم آبل بمعايير صارمة لحماية الخصوصية، والذي يَحد من قدرتها على استخدام البيانات الشخصية مُباشرةً في التدريب. وهذا ما دفعها إلى تطوير آلية جديدة تسمح بتحسين نماذجها دون انتهاك خصوصية العملاء.

كيف يعمل النظام الجديد؟

تعتمد التقنية المُبتكرة على مُقارنة البيانات الاصطناعية بعينة من رسائل البريد الإلكتروني الفعلية للمُستخدمين، ولكن دون تخزين هذه الرسائل أو نقلها إلى خوادم (سيرفرات) آبل. بدلًا من ذلك، تتم المُعالجة محليًا على الجهاز، حيث يُقارن النص الاصطناعي بالنص الحقيقي لتحديد مدى تشابههما في الأسلوب والمُحتوى.

على سبيل المثال، إذا كانت آبل تختبر نموذجًا لتلخيص الرسائل، فإنها ستستخدم رسائل فعلية من تطبيق “البريد” على أجهزة iPhone أو iPad للتحقُّق من دقة النتائج. هذه العملية تساعد في تحسين جودة البيانات الاصطناعية، وهذا يجعل النماذج اللغوية أكثر كفاءة في أداء مهام مثل:

  • تلخيص الإشعارات.
  • إنشاء ملخصات لرسائل البريد الإلكتروني.
  • تحسين أدوات الكتابة الذكية.

وأكّدت الشركة في منشورها على مدونة التعلُّم الآلي:

هدفنا هو إنشاء بيانات تركيبية تُحاكي النصوص الواقعية بما يكفي لتحسين النماذج، دون الحاجة إلى جمع مُحتوى المستخدمين من أجهزتهم.

ميزات جديدة وتركيز مُتجدّد على الخصوصية

سيُطرح النظام الجديد في الإصدارات التجريبية من iOS 18.5 وiPadOS 18.5 وmacOS 15.5، والتي أصبحت مُتاحة للمُطورين بدءًا من يوم الاثنين. كما كشفت آبل عن تحسينات تركز على الخصوصية لميزات أخرى مثل:

  • Image Playground (إنشاء الصور بالذكاء الاصطناعي).
  • Image Wand (تحويل الرسومات إلى صور واقعية).
  • Memories Creation (توليد ذكريات تلقائية من الصور).
  • Visual Intelligence (تحليل الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي).

إحدى التقنيات الرئيسية التي تعتمد عليها آبل هي “الخصوصية التفاضلية” (Differential Privacy)، والتي تُستخدم بالفعل في ميزة “Genmoji” لإنشاء إيموجيات مُخصصة.

تعمل هذه التقنية على تحديد أنماط الطلبات الشائعة بين المستخدمين دون الكشف عن الطلبات الفردية. على سبيل المثال، إذا طلب عدّة مُستخدمين إنشاء “ديناصور يحمل حقيبة”، فإن النظام يحسن النتائج بناءً على هذه البيانات المُجمعّة، مع ضمان عدم تتبُّع الطلبات النادرة.

تحديات داخلية ومستقبل الذكاء الاصطناعي في آبل

رغم هذه الجهود، لا تزال آبل تواجه تحديات داخلية في سباق الذكاء الاصطناعي. فقد شهد الفريق المسؤول عن هذه التقنية اضطرابات تنظيمية، بما في ذلك تغييرات قيادية وتأخير في إطلاق منتجات مثل المساعد الصوتي “Siri”، الذي من المتوقع أن يحصل على ترقيات كبيرة العام القادم.

في مارس الماضي، أجرت الشركة إعادة هيكلة شملت نقل مسؤولية Siri من جون جياناندريا إلى مايك روكويل، رئيس فريق تطوير نظارة Vision Pro. وتخطط آبل للإعلان عن تحديثات جديدة لـ Apple Intelligence في مؤتمر المطورين (WWDC) في يونيو، لكن بعض الميزات المُتقدمة قد تتأخّر حتى عام 2025.

باختيارهم تمكين “تحليلات الأجهزة” من خلال إعدادات الخصوصية، يمكن للمُستخدمين المُساهمة في تحسين هذه الميزات مع الحفاظ على أمان بياناتهم. وهكذا، تسعى آبل إلى سدّ الفجوة بينها وبين مُنافسيها دون التضحية بما تميزت به دائماً: حماية خصوصية المُستخدم.

?xml>