اخبار المغرب

نبيل يقرأ “الموت عمل شاق”

رغبة في تقريب عوالم الإبداع الأدبي العربي من الجمهور الألماني، وخلق جسر للتبادل الثقافي بين الثقافتين العربية والألمانية، يقدم الكاتب والمخرج المغربي محمد نبيل قراءة أدبية عربية جديدة في العاصمة الألمانية برلين، تندرج في سياق مشروع فكري يربط الجمهور الألماني بالثقافة العربية.

وفي هذا السياق سيتعرف جمهور العاصمة الألمانية على الكاتب السوري خالد خليفة من خلال روايته “الموت عمل شاق”، وذلك يوم الأحد 27 أبريل 2025 على الساعة الحادية عشرة والنصف بمقر المكتبة الوطنية. القراءة ستتم باللغتين العربية والألمانية، وسيقدمها الكاتب والمخرج محمد نبيل رفقة الممثلة والمغنية الألمانية ميلاني شتالكوبف.

والكاتب خالد خليفة هو من أبرز الأصوات الأدبية السورية المعاصرة، وروايته “الموت عمل شاق” تعد من أبرز أعماله التي لاقت صدى عربيًا وعالميًا واسعًا، وتحكي قصة بسيطة في ظاهرها، عميقة في جوهرها: ثلاثة إخوة ينقلون جثة والدهم من دمشق إلى قريته في الشمال السوري لدفنه بجوار أخته، تنفيذًا لوصيته الأخيرة. لكن الرحلة تتحوّل إلى ملحمة وجودية، رحلة طويلة عبر الحواجز، المناطق المتنازعة، الذكريات المؤلمة، والخراب الذي طال البشر والمكان.

الرواية التي صدرت عام 2016 تُعد واحدة من أبرز الروايات التي وثّقت الحرب السورية من منظور إنساني، ساخر، ومأساوي في آن.

ولا يكتب خليفة عن السياسة بقدر ما يكتب عن الإنسان الذي سحقته الحرب. شخصيات الرواية ليست بطولية ولا رومانسية؛ بل هم أفراد عاديون، متعبون، تتآكلهم الخيبة والانكسار. بلبل، الابن الذي يحمل العبء الأكبر، يبدو كمن يجرّ والده الميت في تابوت، لكنه في الحقيقة يجرّ عبء وطن بأكمله فقد ملامحه.

أسلوب خالد خليفة في هذه الرواية يتميز ببساطة اللغة، وجفاف السرد الظاهري، لكنه جفاف مشبع بالغضب والحزن والحنين؛ هو لا يصرخ، لكنه يجعلنا نسمع الصراخ في خلفية النص، لا يصدر أحكامًا، بل يترك للقارئ أن يرى الجنون الذي صار عاديًا.

رُشّحت الرواية للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) عام 2017، وتُرجمت إلى عدة لغات، من بينها الإنجليزية والألمانية، ما أتاح لها الوصول إلى جمهور عالمي وتأكيد مكانة خالد خليفة ككاتب عالمي يحمل ذاكرة بلاده في نصوصه.

“الموت عمل شاق” ليست فقط رواية عن جثة تسافر وسط الحرب، بل عن وطن مات ولم يُدفن بعد، عن أبناء فقدوا قدرتهم على الحزن، وعن كاتب جعل من الرواية ضريحًا لكبرياء الإنسان العربي في زمن الانهيار.