انقطاع الكهرباء في اسبانيا | هل الهجمات السيبرانية هي السبب؟

شهدت إسبانيا والبرتغال وأجزاء من فرنسا انقطاعًا في شبكات الكهرباء، ولا تزال السلطات تعمل على استعادة الأمور تدريجيًا.
في حدود الساعة 12:30 ظهرًا بالتوقيت المحلي، بدأت موجة من انقطاع الكهرباء في أنحاء شبه جزيرة أيبيريا، التي تشمل إسبانيا والبرتغال وأجزاءً من فرنسا، ونتيجة لذلك العطل تأثرت شبكات الإنترنت والمحمول، حيث أمسى الملايين غير قادرين على الاتصال بذويهم أو استخدام الإنترنت.
تعطلت شبكات مترو الأنفاق والقطارات والمطارات والمستشفيات والمحال التجارية وكل نواحي الحياة تقريبًا، أُلغيت رحلات الكثير من المسافرين وأُعلنت حالة الطوارئ في البلاد.
سبب العطل غير معروف حتى الآن، وذلك حسب الحكومة الإسبانية، هناك من يقول بأن السبب هو ظاهرة جوية نادرة وهناك من يقول أن السبب هو هجوم سيبراني، من جهته، فتح المعهد الوطني للأمن السيبراني في إسبانيا تحقيقاً لاحتمال تعرض الشبكة لهجوم إلكتروني.
حتى الآن موقف الحكومة الإسبانية من السبب لا يزال غير معروف، وتطالب الحكومة الإسبانية الشعب بالروية في نقل الأخبار.
من جهة أخرى، نفت البرتغال احتمال وجود هجوم سيبراني، وعزت الحكومة البرتغالية السبب إلى عطل لدى الإسبان، العطل تحديدًا هو تذبذب في فولتية الكهرباء الذي أثّر بدوره على المناطق والدول المجاورة.
ساعدت دولة المغرب والجزر الإسبانية في استعادة الطاقة في فرنسا وأجزاء من إسبانيا، ويجري العمل تدريجيًا لاستعادة الكهرباء في جميع الأنحاء.
تقول السلطات الإسبانية إن استعادة الكهرباء قد تستغرق من 6 إلى 10 ساعات، ويفترض أن تكون هذه المدة قد شارفت على الانتهاء أثناء كتابة هذا المقال، أما البرتغال فقالت إن الأمر قد يستغرق أسبوعًا حتى يتم استعادة الكهرباء بشكل كلي.
تذكرنا هذه الأزمة بأزمة CrowdStrike التي حدثت في يوليو الماضي وأثّرت في عشرات الدول، لكن السبب مع كراود سترايك كان خطأ في تحديث نظام أمان على أجهزة ويندوز، أي أن العطل كان تقنيًا بحتًا، وأظهرت أزمة كراود سترايك مدى اعتماد العالم كله على ويندوز، وتأتي أزمة الكهرباء الأخيرة في إسبانيا والبرتغال لتوضح لنا مدى اعتماد الحياة المعاصرة على الكهرباء.
استغل الكثيرون هذه الأزمة للتنزه في الحدائق وعلى الشواطئ وقضاء وقت ممتع مع الأهل والأصدقاء، وهو أمر يحتاج له الإنسان من حين لآخر في وسط هذه الحياة المتسارعة، التي ما إن ينقطع فيها الاتصال بخدمة من خدمات ميتا (ولن أقول الإنترنت ككل) حتى تنقلب الدنيا رأسًا على عقب.
كثيرًا ما كان يتساءل البعض، ما سيكون عملك إذا لم يوجد إنترنت أو كهرباء، ودومًا ما كنا نرى تلك التساؤلات بعيدة عن الواقع، فهل تكون حقيقة هذه المرة؟
?xml>