منوعات

ما علاقة عنصر الثيوبرومين الموجود في الشوكولاتة بتحسين المزاج؟


الشيماء أحمد فاروق


نشر في:
الأحد 4 مايو 2025 – 10:35 ص
| آخر تحديث:
الأحد 4 مايو 2025 – 10:35 ص

يلعب الثيوبرومين، وهو مركب أساسي في الكاكاو، دورًا بالغ الأهمية في التعامل المزاج السيئ الذي يصيب الإنسان، والحديث عن الشوكولاته وفوائدها لتحسين الصحة النفسية قديم للغاية، حيث حاول العلماء منذ سنين طويلة إثبات أهمية الشوكولاتة التي كانت مصدر للعلاج في الحضارات القديمة.

 

تشير الأدلة الأثرية إلى أن استخدام الكاكاو يعود إلى ما لا يقل عن 3500 عام، حيث اعتبرته الحضارات القديمة مثل حضارات أمريكا الوسطى هبة إلهيةً ذات خصائص علاجية عميقة، في هذه الثقافات، كان الكاكاو يُحضّر كمشروب، وغالبًا ما يُخلط بالأعشاب والتوابل، ويُستخدم في الاحتفالات ولأغراض طبية وفقا لموقع هيريتاج ديلي المتخصص في الأبحاث العلمية.

وفي مقال ميتشل ليستر، أستاذ مساعد في الطب السريري في قسم الطب النفسي في كلية الطب بجامعة كولورادو، أشار إلى استخدام الكاكاو لمساعدة المرضى النحيفين على اكتساب الوزن، ولتحفيز الجهاز العصبي للمرضى الفاترين أو المنهكين، ولتحسين الهضم، وتُظهر هذه الاستخدامات التقليدية فهمًا مبكرًا لخصائص الكاكاو المُحسّنة للمزاج، وفقا لمجلة سيكولوجي توداي.

بدأ العلم الحديث يُثبت صحة ما عرفه المعالجون الأصليون لقرون، ويبدو أن العديد من المركبات الموجودة في الشوكولاتة تُسهم في تأثيراتها المضادة للاكتئاب مثل الثيوبرومين.

وأوضح ليستر، “تشير الأبحاث إلى أن الثيوبرومين يرتبط بمواقع محددة في الخلايا العصبية تُسمى مستقبلات الأدينوزين، مما يعزز اليقظة ويعدل مستقبلات الناقل العصبي GABA التي تؤثر على المزاج، وتكون تأثيرات الثيوبرومين تدريجية، ولا تسبب عادةً التوتر أو انخفاض الطاقة”.

وأفادت تجربة علمية، نشرت في مجلة التغذية والكيمياء الحيوية في 2022، بأن تناول 30 جرامًا يوميًا من الشوكولاتة الداكنة “85%” يُحسّن المزاج ويزيد من تنوع ميكروبات الأمعاء، مما يُشير إلى أن للشوكولاتة الداكنة تأثيرات بريبايوتيكية قد تُخفف من حدة المشاعر السلبية من خلال محور الأمعاء والدماغ.

ووجدت دراسة مقطعية واسعة النطاق، شملت 13 ألفا و626 بالغًا أمريكيًا، أن احتمالية ظهور أعراض الاكتئاب لدى مَن تناولوا الشوكولاتة الداكنة كانت أقل بكثير مقارنةً بمن لم يتناولوها، وتحديدًا، انخفضت احتمالية ظهور أعراض الاكتئاب لدى مَن أفادوا بتناول الشوكولاتة الداكنة بنسبة 70% مقارنةً بمن لم يتناولوا.

وأوضح ليستر أن هذه التأثيرات تقتصر على الشوكولاتة الداكنة الغنية بالكاكاو، حيث وجدت تجربة قارنت بين شوكولاتة تحتوي على 85% كاكاو وشوكولاتة تحتوي على 70% كاكاو أن الشوكولاتة الغنية بالكاكاو فقط هي التي قللت بشكل ملحوظ من الآثار السلبية، وهذا يشير إلى أن الفوائد العلاجية تأتي من مُركّبات الكاكاو نفسه، وليس فقط من تجربة تناول شيء مُمتع.

هناك عدة آليات يُحتمل أن تُسهم في تأثيرات الشوكولاتة المُحسّنة للمزاج، أولًا، الشوكولاتة الداكنة غنية بالفلافونويدات ذات الخصائص المضادة للالتهابات، وبما أن الالتهاب مرتبط بالاكتئاب، فقد تُساعد هذه المركبات في تقليل أعراض الاكتئاب.

ثانيًا، يُنظّم الثيوبرومين أنظمة النواقل العصبية المُشاركة في تنظيم المزاج، كما هو مُبيّن في الدراسات المذكورة سابقا، بالإضافة إلى ذلك، تحتوي الشوكولاتة على فينيل إيثيل أمين “PEA”، الذي يحفز إطلاق الإندورفين، مما يخلق شعورًا بالنشوة والسعادة.