اخر الاخبار

“إسرائيل” تحت الضغط بعد إطلاق النار على وفد دبلوماسي في جنين.. استدعاء سفراء وإدانة أوروبية وأممية واسعة

 قال مسؤول في وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الأربعاء، إن الجيش الإسرائيلي أطلق الرصاص بكثافة “لتخويف وترهيب” وفد دبلوماسي أجنبي خلال وصوله إلى أحد مداخل مخيم جنين للوقوف على العدوان الإسرائيلي المتواصل في  الضفة الغربية.

وذكر أحمد الديك مساعد وزير الخارجية الفلسطيني أن “قوات الاحتلال الإسرائيلي وفي خرق للأعراف أطلقت الرصاص الحي عند وصول وفد دبلوماسي مكون من 35 سفيرا وقنصلا ودبلوماسيا إلى أحد مداخل المخيم”.

 

 

إدانات دولية وأممية واستدعاء سفراء

نددت الأمم المتحدة الأربعاء بإطلاق النار الاسرائيلي، مطالبة السلطات في تل أبيب باجراء “تحقيق دقيق”.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الأممية ستيفان دوجاريك إن انطونيو غوتيريش “قلق حيال معلومات تتحدث عما سماه الجيش الاسرائيلي اطلاق نار تحذيريا في اتجاه دبلوماسيين، بينهم طاقم من الأمم المتحدة”.

وأضاف “هؤلاء الدبلوماسيون، بمن فيهم طاقم من الأمم المتحدة، تعرضوا لإطلاق نار، سواء كانت عيارات نارية تحذيرية أو سوى ذلك، وهو أمر غير مقبول”.

وتابع “من الواضح أن دبلوماسيين يقومون بعملهم ينبغي ألا يتعرضوا البتة لاطلاق نار او لهجوم مهما كان (…) اي استخدام للقوة ضدهم هو امر غير مقبول”.

وقال المتحدث أيضا “ندعو السلطات الإسرائيلية إلى إجراء تحقيق دقيق وتقاسم نتائجه معنا واتخاذ كل الإجراءات للحؤول دون تكرار هذا الحادث”.

كما أدانت ألمانيا “بشدة” إطلاق جنود إسرائيليين النار على 35 دبلوماسيا كانوا يزورون مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وأوضحت وزارة الخارجية في بيان، الأربعاء، أن الوفد كان يضم دبلوماسيا ألمانيا وسائقا يعمل في بعثة برلين بمدينة رام الله.

وقالت إن الحادثة غير مبررة، مؤكدة أن الدبلوماسيين كانوا بالضفة الغربية في إطار أنشطتهم الدبلوماسية وبالتنسيق مع السلطة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي.

وأضافت أن دور المراقب المستقل الذي يؤديه الدبلوماسيون على الأرض أمر لا غنى عنه ولا يشكل بأي حال من الأحوال تهديدا للمصالح الأمنية لإسرائيل.

وطالبت وزارة الخارجية الألمانية الحكومة الإسرائيلية بتقديم توضيح بشأن الحادثة على الفور واحترام حصانة الدبلوماسيين.

وقالت الوزارة في بيان “يتعين على الحكومة الإسرائيلية الكشف فورا عن الملابسات واحترام حصانة الدبلوماسيين. وهذا ما سيُبلغه أيضا وزير الخارجية يوهان فادفول لنظيره الإسرائيلي”.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اليوم الأربعاء أنه سيستدعي السفير الإسرائيلي.

ووصف بارو، في منشور على منصة إكس للتواصل الاجتماعي، الواقعة بأنها “غير مقبولة”، وقال إنه سيُطلب من السفير تقديم تفسير.

 

كما أفاد وزير الخارجية الايطالي أنتونيو تاياني على منصة إكس بأنه أصدر تعليماته “باستدعاء السفير الاسرائيلي في روما للحصول على توضيحات رسمية بشأن ما حدث في جنين”.

 

واعتبر تاياني الأربعاء أن الطلقات التحذيرية التي أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي باتّجاه دبلوماسيين في الضفة الغربية تهديدات “غير مقبولة”.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الإسباني الأربعاء أن مدريد تعتزم استدعاء القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية، في غياب أيّ سفير راهنا في إسبانيا.

وكتب خوسيه مانويل ألباريس على اكس “بعد اطلاق النار غير المقبول للجيش الإسرائيلي خلال زيارة لدبلوماسيين من إسبانيا والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، سنستدعي القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في مدريد ونطالب بتوضيحات ومساءلة”.

من جانبها، اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الأربعاء أن أي تهديد لحياة الدبلوماسيين هو “غير مقبول”.

وأضافت كالاس للصحافيين في بروكسل “ندعو إسرائيل إلى التحقيق في هذه الحادثة ونطلب محاسبة المسؤولين عنها”.

إسرائيل تبرر

أعرب جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، عن أسفه لإطلاق جنوده أعيرة تحذيرية أثناء دخول وفد دبلوماسي أجنبي مخيم جنين زاعما أن الوفد “انحرف عن مساره” المحدد له.

وقال جيش الاحتلال، في منشور على منصة “إكس”: “في وقت سابق اليوم، جرى دخول منسق لوفد دبلوماسي إلى جنين، وعند تنسيق الدخول، تم منح أعضاء الوفد مسارا معتمدا يجب اتباعه نظرا لوجودهم في منطقة قتال نشطة”.

وادعى أنه “بحسب التحقيقات الأولية، فإن الوفد انحرف عن مساره ووصل إلى منطقة ممنوع البقاء فيها، وأطلقت قوة تابعة للجيش الإسرائيلي المتواجدة في النقطة طلقات تحذيرية، ولم تقع أضرار أو إصابات”.

وتابع الجيش: “بعد الحادثة، وبعد أن اتضح أن الحديث يدور عن وفد دبلوماسي، قام قائد فرقة الضفة الغربية العميد ياكي دولف، بالتحقيق في الحادثة على الفور، كما أمر قائد الإدارة المدنية العميد هشام إبراهيم، ضباط الوحدة بالتحدث فوراً مع ممثلي الدول، وسيجري قريباً محادثات شخصية مع الدبلوماسيين ويطلعهم على نتائج التحقيق الأولي الذي أجري في الموضوع”.

وأعرب جيش الاحتلال في البيان عن أسفه للإزعاج الذي تسببت فيه قواته.

بدورها، نقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن مصادر أمنية قولها: “انحرف الوفد في جنين عن مساره، ولم يكن الجنود يعلمون أنهم دبلوماسيون، وأطلقوا النار في الهواء”، وفق ادعائهم.

وأضافت: “سوف يعتذر الجيش الإسرائيلي للدول التي كان ممثلوها حاضرين في الجولة، بما في ذلك إسبانيا وكندا”.

وفي 21 يناير/ كانون الثاني 2025، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانا عسكريا شمالي الضفة استهله بمدينة جنين ومخيمها وبلدات في محيطهما، ثم وسّع عدوانه إلى مدينة طولكرم في 27 من الشهر نفسه.

ووفق وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية، أسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على طولكرم ومخيميها (طولكرم ونور شمس) عن استشهاد 13 فلسطينيا، وإصابة واعتقال العشرات، ونزوح أكثر من 4 آلاف و200 عائلة من المخيمين.

كما أسفر العدوان عن تدمير 400 منزل بشكل كامل، و2573 بشكل جزئي، وإلحاق دمار شامل في البنية التحتية والمتاجر، وفق الوكالة.

وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 969 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال ما يزيد عن 17 ألف شخص، وفق معطيات فلسطينية.

وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.