اخبار الإمارات

الذهب.. أصل يضمن الأمان المالي ويحفظ الثروات على المدى الطويل

لطالما اقترن الذهب بالاستثمار الآمن، لكنّه يتجاوز هذا الدور ليشكّل درعاً استراتيجياً في مواجهة المخاطر النظامية. ففي ظلّ اقتصاد عالمي مترابط يطغى عليه التقلّب وعدم اليقين، تتنوّع التهديدات التي تواجه المستثمرين ما بين تراجع قيمة العملات، وتضخّم الأسعار، والتوتّرات الجيوسياسية، والاضطرابات المالية.

وفي خضمّ هذا المشهد المتقلّب، يبرز الذهب بأدائه المستقلّ عن تقلبات الأسواق ليشكّل ركيزة ثابتة وموثوقة داخل المحافظ الاستثمارية المتنوّعة. ويبقى من بين الأصول الممتازة، نظراً إلى قدرته على الحفاظ على قيمته وزيادتها مع مرور الوقت، بعدما أثبت فعاليّته في مواجهة مختلف الدورات الاقتصادية، وسجّل نمواً ثابتاً في قيمته عبر الزمن.

أمرين إقبال: تكمن قوة الذهب الحقيقية في قدرته الاستثنائية على صون رأس المال

وفي هذا السياق، صرّحت أمرين إقبال، المؤسِّسة والرئيسة التنفيذية لعلامة “بيس أوف يو”: “تكمن قوة الذهب الحقيقية في قدرته الاستثنائية على صون رأس المال، فهو من بين الأصول القليلة التي حافظت على قيمتها عبر قرون من التحوّلات الاقتصادية والتقلّبات الجيوسياسية.

وعلى الصعيد الاستراتيجي، يخفّف الذهب من تقلّبات الأسواق، إذ يحدّ من الخسائر ويوفّر حماية أساسية خلال فترات التصحيح والانكماش. وتبرز أهميته بشكل خاص عند بناء محافظ استثمارية مرنة ومستدامة قادرة على صون الثروات ونقلها بين الأجيال، ما يجعله ركيزة أساسية في أي خطة استراتيجية لتوزيع الأصول.”

ما يُعزّز جاذبية الذهب هو طابعه العالمي؛ فقيمته الموحّدة ومكانته المعترف بها دولياً تجعلانه مخزناً موثوقاً للثروات. وعلى امتداد الثقافات والدول، يُنظر إليه كأصل ثمين يجسّد الأمان المالي طويل الأمد والموثوقية، لاسيّما في أوقات التقلّب وعدم اليقين الاقتصادي.

الرئيسة التنفيذية لعلامة “بيس أوف يو”: نعيش اليوم في دورة مالية يشوبها تراجع الثقة بالعملات الورقية

وتابعت أمرين: “نعيش اليوم في دورة مالية يشوبها تراجع الثقة بالعملات الورقية واستمرار التضخّم في عددٍ من الاقتصادات العالمية. وفي ظلّ هذه البيئة، يبرز الذهب كأداة تحوّط طبيعية تحافظ على القوة الشرائية حتى مع تراجع العملات الوطنية. ولا تتعلّق المسألة بتحقيق أرباح سريعة، بل بصون قيمة رأس المال، وهي أولوية أساسية للمستثمرين على اختلاف فئاتهم، من الأفراد إلى المؤسّسات.”

في حين تجذب الأصول الرقمية الاهتمام بالفرص الاستثمارية عالية المخاطر التي توفّرها، يقدّم الذهب ما تفتقر إليه تلك الأدوات، ألا وهو اليقين الاستراتيجي. فعلى خلاف العملات الافتراضية، لا تستند قيمة الذهب إلى نماذج العرض الخوارزمية أو تأثيرات السياسات التنظيمية، إنّما ساهمت حدّة التقلّبات على مستوى الأصول الناشئة في ترسيخ مكانة الذهب كعنصر أساسي في أي استراتيجية استثمارية متوازنة وطويلة الأمد. ولمن يبحث عن قيمة ملموسة وأمان مالي حقيقي، يبقى الذهب خياراً لا يُستغنى عنه.

أمرين إقبال: الذهب يمتلك الكثير من نقاط القوة

واختتمت أمرين حديثها قائلة: “يمتلك الذهب الكثير من نقاط القوة، أبرزها مرونته العالية وقدرته على التكيّف مع احتياجات المستثمرين. فهو يتيح لهم خيارات متنوّعة، سواء عبر المجوهرات أو السبائك أو القضبان، ويعتمد اختيار الصيغة الأنسب على متطلّبات السيولة، والخطط الضريبية، ومستوى تحمّل المخاطر لدى كلّ مستثمر. ومهما اختلف الشكل، يبقى المبدأ واحداً: لا ينبغي النظر إلى الذهب كمجرّد أصل، بل كأداة استراتيجية لتوزيع الأصول تنسجم مع الأهداف المالية والقيم الشخصية.”

مع تسارع وتيرة الاضطرابات وتقلّص دورات الاقتصاد العالمي، تزداد أهمية الذهب باعتباره ركيزة استثمارية لا غنى عنها. فقد بات عدد متزايد من المستثمرين يعزّز احتياطاته من الذهب، ما يشير إلى توجّه أكبر نحو الأصول الحقيقية والملموسة. وعلى امتداد العقد المقبل، يُرتقب أن نشهد تحوّلاً في المعايير الاستثمارية التقليدية، مع ترسيخ موقع الذهب كأساس لبناء ثروات مستدامة وأكثر قدرة على مجابهة التقلبات الاقتصادية.

في زمن أصبحت فيه الفخامة مرادفاً للثبات الحقيقي والقيمة الراسخة، يحافظ الذهب على مكانته كأرقى الخيارات الاستثمارية. فهو ليس أصلاً يحفظ قيمته المالية فحسب، بل يُجسّد أيضاً التقدّم الشخصي، والرقي، والرؤية بعيدة المدى. باختصار، يُعتبر الاستثمار في الذهب قراراً واعياً يتّخذه من يثق بهذا الأصل الذي أثبت قدرته على الصمود وحافظ على قيمته عبر مختلف الحقبات الاقتصادية.