الملك لير على المسرح القومي.. كيف تشبع يحيى الفخراني بروح نصوص شكسبير؟

محمد حسين
نشر في:
السبت 5 يوليه 2025 – 11:53 ص
| آخر تحديث:
السبت 5 يوليه 2025 – 11:53 ص
يستعد الفنان يحيى الفخراني لتقديم مسرحية “الملك لير”، على خشبة المسرح القومي في القاهرة، اعتباراً من يوم 8 يوليو المقبل، وذلك في ثالث نسخة يقدمها في مشواره الفني، بعدما سبق وقدّمها أول مرة عام 2001، ثم 2019.
ورأى الفخراني، أن “الظروف الحالية مهيأة لتقديم العرض، باعتباره في مرحلة عمرية مناسبة لشخصية الملك”، لافتاً إلى أنه يشعر أن هناك جديداً في كل مرة يقدم خلالها المسرحية، والتي تُعد الأقرب لقلوب جمهور المسرح.
وقال، إن “المسرح القومي له مكانة خاصة تميزه عن غيره من مسارح الدولة، ورائحته تختلف عن المسارح الأخرى، ويحمل قيمة خاصة بتقديمه للعروض الكلاسيكية العالمية”، لافتاً إلى إصابته بحالة حزن شديدة، وقت حادث حريق المسرح عام 2008، قائلاً: “ظللت لمدة شهر لا أستطيع الاقتراب منه”.
وكانت روايات المسرح العالمي، لها الجاذبية في ذهن الفخراني منذ البداية، وتسبب ذلك في حدوث خلاف بينه وبين زملائه في فريق المسرح الجامعي، فهناك تيار تبنى إعادة إنتاج مسرحيات المسرح المحلي الذي قاده الريحاني ويوسف وهبي، وجانب آخر تزعمه الفخراني بأن تكون الأولوية لتقديم المسرحيات العالمية لشكسبير وبرنارد شو وغيرهم من الكتاب العالميين، وحُسم هذا الخلاف بأن يتم تكوين فريقين: أحدهما للمسرح المحلي والآخر للروايات العالمية، وكانت تلك الواقعة ممهدة لأعمال مسرحية مميزة من المسرح العالمي أبدع في تقديمها الفخراني، كان أبرزها “الملك لير”، والتي حازت على إقبال جماهيري واسع في مصر والعالم العربي.
وتمثل “الملك لير” جزءًا هامًا من التراث المسرحي العالمي، فمن رسائلها الأساسية ضرورة إعمال العقل؛ لأن فقدانه يعني فقدان كل شيء؛ فلو أن الملك “لير” عقل الأمور في توزيعه لمملكته، لما انخدع في حب ابنتيه “جونوريل” و”ريجان” وفقد كل شيء، ومسلك آخر سلكه شكسبير هو الابتعاد عن النهايات السعيدة، ليكون المشهد الأخير للمسرحية، هو وفاة الملك لجانب ابنته في صورة تراجيدية لا يزول أثرها لدى المتلقي.
وأقدم الفخراني على تجربتين لأداء “الملك لير”، أولهما من خلال المسرح قبل حوالي 15 عامًا وكررها من خلال المسرح الخاص، والتجربة الثانية كانت في قالب درامي من خلال مسلسل “دهشة” الذي عرض في 2014 وتدور أحداثه في صعيد مصر.
وفي هذا الصدد يشيد الناقد طارق الشناوي بأداء الفخراني في العملين، مؤكدًا أن “أداء الفخراني المبهر يجعلنا أمام فكرة أن شكسبير والذي رحل منذ قرون، كان يكتب للفخراني خصيصًا”، ويرجع ذلك للذكاء الشديد الذي يتحلى به الفخراني، والذي وجّهه لاختيار أعمال شكسبير التي تتسم بأنها حرة من قيود الزمان والمكان.
ويضيف الشناوي لـ”الشروق”، أن الفارق الزمني بين تقديم المسرحية والمسلسل، والذي بلغ أكثر من 10 سنوات، كان في مصلحة الفخراني، فتلك المرحلة مكنته من التشبع بروح “لير” لدرجة يصبح معها هو الوحيد الصالح لأدائها في أي زمن وفي أي قالب فني.
وعن أسباب تفوق الفخراني دون غيره في أداء شخصية لير، يرى النقاد أن يحيى الفخراني استطاع أن يهرب من الأداء الانفعالي والميلودراما، والذي يغري العدد الأكبر من الممثلين، خاصة عند تقديم الشخصيات الكلاسيكية مثل “الملك لير”.