اخبار الكويت

المناهج الدراسية… تغيير جذري في «الابتدائية» و80 في المئة لـ«المتوسطة»

– بدر العيسى: تدريب المعلمين على المناهج الجديدة

– ابتسام الحاي: ضرورة وضع خطة الاختبارات بما يتوافق مع المحتوى التعليمي

– عادل الراشد: المناهج الجديدة لم تبدأ من الصفر فهناك خطط سابقة تم الاعتماد عليها

– حمد الهولي: «المعلمين» أوصت بتطويرها لتحقيق المتطلبات الدولية في المنظومة التربوية

– منى الأنصاري: يمكن للجان التأليف القيام بالتعديل والمواءمة للمناهج

بعد قرار وزير التربية جلال الطبطبائي الحاسم بتطوير المناهج الدراسية من الصف الأول إلى التاسع، ودخولها حيز التنفيذ مطلع العام الدراسي المقبل 2025 – 2026، رحّب عدد من التربويين بهذا الاعتماد المهم والمفصلي في تاريخ المنظومة التعليمية في الكويت، وخاصة مع الحاجة الشديدة لمواكبة التكنولوجيا المتسارعة في العالم بما فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي ومفاهيم الأمن السيبراني وطرق التدريس الحديثة.

وفيما تحدث البعض عن صعوبة تطوير المناهج الدراسية خلال شهرين، لأنها تعتمد على مصفوفة المدى والتتابع وهي تستغرق سنة على الأقل لاعتمادها ومراجعتها من قبل لجان فنية متخصصة، لاسيما في مواد العلوم والرياضيات التي تخضع لاختبارات التقييم الدولية (تيمز-بيرلز)، كشف مصدر مسؤول لـ«الراي» أن تطوير المناهج للصفوف المشار إليها لم يبدأ من الصفر، بل اعتمد في بعض المواد على مناهج المعايير الجاهزة منذ صيف 2019 لكن بلغت نسبة التأليف الجديد نحو 80 في المئة في المرحلة المتوسطة وبشكل جذري في المرحلة الابتدائية، حيث تم الانتهاء من تأليف جميع الوحدات.


وزير الخارجية

تغيير جذري

وقال المصدر إن التواجيه الفنية خلصت إلى الانتهاء من الأجزاء الأولى المقررة للفصل الدراسي الأول من العام المقبل، مبيناً أن خطة التطوير في المرحلة الابتدائية ستكون جذريه، فيما ستتم الاستفادة من خطط التطوير السابقة التي اعتمدت في مناهج المعايير للصفوف المتوسطة.

وبيّن أن مناهج المعايير المشار إليها أعدت بروفاتها بنظام المعايير ومهارات القرن الـ21، ثم أرسلت إلى المطابع لكن تم إيقافها مع دخول جائحة كورونا وقد رأى وزير التربية آنذاك صعوبة تطبيقها في ذلك العام، وخاصة مع إقرار نظام التعليم عن بعد.

وأضاف «بعد انتهاء الجائحة تم عرض المناهج على جميع وزراء التربية المتعاقبين، لكن ترددوا في إقرارها لاعتبارات مختلفة، أهمها الخروج من الجائحة وتعويض الفاقد التعليمي، ودخول التعليم عن بُعد في المنظومة، وبعضهم خوفاً من سلبيات التطبيق إن وجدت ومدى تحمل الوزير لتبعاتها السياسية، واصفاً وزير التربية جلال الطبطبائي بأنه وزير القرار في مناهج جديدة مطورة».

مناهج مطورة

بداية، رحّب وزير التربية الأسبق الدكتور بدر العيسى بقرار تطوير المناهج الدراسية التي كانت في طور التأليف في العام 2015، لكن توقفت بسبب إلغاء الاتفاقية مع البنك الدولي، راجياً أن تدخل المناهج المطورة حيز التنفيذ.

وقال العيسى لـ«الراي» إن «المطلوب شرح خطة تطوير التعليم بشكل مفصّل، للاستماع إلى ملاحظات المهتمين والعاملين في الميدان التربوي». ووصف ملف المناهج الدراسية بأنه «من أهم الملفات التي يجب أن تسير فيه الوزارة بشكل متوازٍ مع الملفات الأخرى، وأهمها تدريب المعلمين على المناهج الجديدة».

المدى والتتابع

بدورها، رحّبت مديرة إدارة المناهج السابقة في وزارة التربية ابتسام الحاي، لـ«الراي» بقرار تطوير المناهج الدراسية، لكنها قالت إن بناء المنهج التعليمي يتم بشكل تدريجي، وهناك أسس علمية لبناء المناهج ووضع الأهداف والمفاهيم والمخطط العام للمنهج، إضافة إلى مصفوفة المدى والتتابع وهذه تحتاج إلى المحافظة على ترابط المناهج من الصف الأول إلى التاسع في ربط مكرر وتراكمي.

وشدّدت الحاي على ضرورة وضع خطة الاختبارات بما يتوافق مع المحتوى التعليمي والبناء على مفاهيم المادة العلمية ومنها طرق التفكير والاستنباط والتذكر، مبينة أن تطوير المناهج الدراسية في السابق كان يتم بمشاركة أكاديميين من جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وموجهين ومعلمين، وقد تتم الاستعانة ببعض الشركات الأجنبية أحياناً. وتقوم الوزارة بتشكيل لجنة لتعديل المصطلحات وتوصيفها بما يتوافق مع الواقع المحلي.

وقالت «مطلوب مراعاة خصائص نمو الطفل في المرحلة الابتدائية وعدد الكلمات التي يستوعبها، مثلاً قد تكون في الصف الأول 60 كلمة وفي الصف الثاني 80، مبينة أن هناك مصطلحات علمية مدروسة لكل مرحلة». وأضافت «شاركت في لجنة تأليف الدستور وحقوق الإنسان في المرحلة الثانوية، وكان دكاترة الجامعة يؤلفون المادة العلمية بطريقة السرد فاعترضنا على ذلك مراعاة لخصائص طالب الثانوي وقمنا بتقسيم كل 3 صفحات إلى 5 دروس لتخفيف المادة العلمية على الطلبة ووضع العناوين الرئيسية والفرعية لكل درس، حيث يجب أن تكون المادة العلمية واضحة مع هيكل تنظيمي لها».

خطط سابقة

من جهته، قال مدير الشؤون التعليمية الأسبق في منطقة الأحمدي عادل الراشد لـ«الراي» إن «المناهج الجديدة لم تبدأ من الصفر في الوزارة حيث هناك بعض الخطط السابقة التي تم الاعتماد عليها وهي شبه جاهزة في قطاع البحوث التربوية والمناهج من الصف الأول إلى التاسع».

وأكد الراشد أن «عملية التغيير في المناهج لن تكون 100 في المئة وإنما إضافة بعض الدروس المواكبة لطرق التدريس الحديثة وإلغاء نظام الكفايات بالكامل، ولجان التأليف سلمت الوزير جميع مسودات الكتب الجديدة في 30 يونيو الماضي».

وصية

أما رئيس جمعية المعلمين حمد الهولي فقد أكد أن «تطوير المناهج الدراسية كان أحد أهم توصيات الملتقى الأخير الذي أقامته الجمعية»، مبيناً أن فلسفة التعليم تغيرت في جميع دول العالم والمناهج يجب أن تتغير.

وبيّن الهولي لـ«الراي» أن «الجمعية طالبت مراراً وتكراراً بتطوير المناهج الدراسية، وشاركت في لجان تعديلها في السابق، مشدداً على ضرورة تحقيق المتطلبات الدولية، بما يعكس مستوى التعليم في الدولة ويسهم في حصد المراكز المتقدمة في المشاركات الدولية ومنها اختبارات تيمز وبيرلز وبيزه».

وقال إن «المناهج يجب أن تتغير من فلسفة التعليم المبني على المعرفة إلى فلسفة إخراج جيل قادر على التعلم والمنافسة وحل المشكلات بطريقة ابتكارية. فتطوير التعليم هو الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، ويجب إدخال كفايات القرن الـ21 في عملية التعلم ومنها المعلوماتية والذكاء الاصطناعي ومفاهيم الأمن السيبراني».

تعديل

ورأت الموجهة العامة السابقة للعلوم في وزارة التربية منى الأنصاري، أنه يمكن للجان تأليف المناهج الدراسية أن تقوم بعمليات التعديل والمواءمة للمنهج.

وأوضحت الأنصاري لـ«الراي» أن عملية التأليف تحتاج إلى خبراء متخصصين وليس إلى معلمين ورؤساء أقسام وموجهين فقط، مؤكدة أن عمليات التطوير في السابق كانت تتم بمشاركة أكاديميين متخصصين.