دراسة: ذوبان الجليد قد يؤدي إلى زيادة في عدد الثورات البركانية

منار عبدالسلام
نشر في:
الأربعاء 9 يوليه 2025 – 3:30 م
| آخر تحديث:
الأربعاء 9 يوليه 2025 – 3:30 م
قالت دراسة جديدة، إن ذوبان الأنهار الجليدية والقمم الجليدية بسبب تغير المناخ قد يؤدي إلى زيادة في عدد الثورات البركانية القوية.
عندما يذوب الجليد، ينخفض الضغط على غرف الصهارة الموجودة تحت الأرض، ما يجعل البراكين أكثر عرضة للثوران. ولوحظ هذا من قبل في آيسلندا، لكن الدراسة الجديدة التي أُجريت في تشيلي تُعد من أوائل الدراسات التي تظهر أصار تلك الظاهرة هذه الظاهرة، وفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية.
مع ارتفاع درجات الحرارة الناتج عن حرق الوقود الأحفوري، تذوب الأنهار الجليدية في مناطق كثيرة من العالم.
وقال الباحثون، إن أخطر المناطق هي غرب القارة القطبية الجنوبية، حيث توجد أكثر من 100 بركان تحت طبقات الجليد السميكة، والتي من المحتمل أن تختفي مع استمرار ارتفاع الحرارة.
وعلى الرغم من أن بعض الثورات البركانية يمكن أن تُبرد الجو مؤقتًا بإطلاق جزيئات تعكس أشعة الشمس، فإن الثورات المستمرة تطلق غازات مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان، مما يزيد من الاحترار العالمي ويخلق حلقة متكررة: حرارة تؤدي إلى ذوبان، ثم ثورات، ثم مزيد من الحرارة.
وقال بابلو مورينو-ياجر، من جامعة ويسكونسن-ماديسون والذي قاد الدراسة: “عندما تتراجع الأنهار الجليدية بسبب المناخ، فإن البراكين تبدأ بالثوران بشكل أكبر وأعنف”.
وركز الفريق على بركان “موشو-تشوشوينكو”، حيث استخدموا تقنيات علمية لتحديد أعمار الصخور البركانية التي تشكلت قبل وأثناء وبعد العصر الجليدي، عندما كانت المنطقة مغطاة بطبقة جليدية سميكة. كما درسوا المعادن الموجودة في الصخور لمعرفة عمق وتكوين الصهارة.
وأظهرت النتائج أن الغطاء الجليدي السميك بين 26.000 و18.000 سنة منع البراكين من الثوران، مما سمح بتراكم الصهارة على عمق 10 إلى 15 كيلومترًا. وبعد بدء ذوبان الجليد قبل نحو 13.000 سنة، انخفض الضغط وانطلقت ثورات بركانية عنيفة.
وأضاف مورينو-ياجر، أن “البركان ثار أكثر بعد ذوبان الجليد، كما تغير تركيب الصهارة، مما جعلها أكثر لزوجة وانفجارًا”.
وأوضح أن هذه الظاهرة لا تقتصر على آيسلندا فقط، بل قد تحدث أيضًا في القارة القطبية الجنوبية. كما أشار إلى أن مناطق أخرى مثل أمريكا الشمالية ونيوزيلندا وروسيا بحاجة إلى المزيد من الدراسة.
وكانت أبحاث سابقة قد أظهرت أن النشاط البركاني العالمي ازداد بعد العصر الجليدي الأخير، لكن الدراسة التشيلية توضح كيف حدث ذلك. وتم تسجيل ظاهرة مشابهة في كاليفورنيا عام 2004.
وأشار علماء في مراجعة حديثة، إلى أن العلاقة بين تغير المناخ والنشاط البركاني ما زالت غير مفهومة بشكل كافٍ، مؤكدين أهمية إجراء المزيد من الأبحاث لفهم المخاطر وتأثيرها على الناس والمناخ، خاصة مع احتمال تسبب الأمطار الغزيرة في زيادة الثورات البركانية العنيفة.