تكنولوجيا

ترامب يتفق مع فيتنام لإدخال البضائع الأمريكية دون رسوم جمركية

يبدو أن الأمور تتجه لصالح الولايات المتحدة الأمريكية مجددًا، إذ صرح الرئيس ترامب بأنه أبرم اتفاقية تجارية مع فيتنام، وتقضي هذه الاتفاقية بخفض الرسوم الجمركية على البضائع الفيتنامية بنسبة تصل إلى 20%، في حين تفرض ضريبة إضافية بنسبة 40% على الشركات الصينية التي تستخدم الثغرات للتحايل على الإجراءات التجارية الجديدة.

تخفيف للقيود أم تراجع تكتيكي؟

في خطوة رسمية، نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصة (Truth Social) التوصل إلى اتفاقية تجارية مع فيتنام، تسمح بدخول البضائع الأمريكية إلى البلاد دون رسوم جمركية. هذه الاتفاقية حدثت بعد محادثات مع تو لام، الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي، إذ ذكر ترامب أن هذه الخطوة ستفتح فيتنام بالكامل كسوق جديد للبضائع الأمريكية.

في المقابل، ستخفض واشنطن الرسوم الجمركية على السلع الفيتنامية التي كان يُفرض عليها نسبة تصل إلى 46% لتنخفض إلى 20%. المثير للاهتمام أن الاتفاقية تتضمن بندًا ينص على أن البضائع المعاد شحنها، وهي طريقة تستخدمها الشركات الصينية للتحايل على التعريفات الجمركية، ستظل خاضعة لضريبة استيراد بنسبة تصل إلى 40%.

يُظهر هذا الاتفاق الأولي مع الولايات المتحدة الأمريكية كيفية استعداد فيتنام لتصبح المركز العالمي التالي لتصنيع التكنولوجيا لفتح سوقها بالكامل أمام البضائع الأمريكية مقابل تخفيض الرسوم الجمركية.

مع ذلك، يجب ملاحظة أن هذا مجرد اتفاق مبدئي، إذ لا يزال يتعين على الجانبين التفاوض على تفاصيل الصفقة التجارية. على سبيل المثال، حدث اتفاق على صفقة أولية بالفعل بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة في شهر مايو من عام 2025، ولكن لم تدخل الصفقة حيز التنفيذ رسميًا حتى شهر يونيو من عام 2025 عندما وقع ترامب الأمر التنفيذي النهائي.

تُسلّط هذه الصفقة الأخيرة الضوء على العلاقات الدافئة بين الخصمين السابقين، فلقد استعادت الدولتان العلاقات الدبلوماسية الكاملة في عام 1995، ففي حين تتحسن العلاقة التجارية والسياسية بين البلدين تسعى الصين، التي تمارس نفوذًا أكبر في جنوب شرق آسيا، بالمطالبة بجزر سبراتلي وباراسيل وهو ما تعارضه فيتنام بشدة.

مع توتر العلاقات بين البلدين، ما تزال الصين واحدة من كبرى الشركاء التجاريين لفيتنام، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 205 مليار دولار، إذ استوردت فيتنام ما يقرب 144 مليار دولار من الموردين الصينيين. علاوة على ذلك، تقوم العديد من الشركات الصينية بإنشاء مصانع في فيتنام لتجنب الرسوم الجمركية الأمريكية، والاستفادة من العمالة الأرخص.

هذه الخطوة قد تجعلنا نشاهد قرارت مشابهة مع دول اخرى، مما يؤكد أن ترامب سيسعى في النهاية إلى خفض الرسوم السابقة والتراجع عنها تدريجيًا خاصة مع الصين التي يتعامل معها ترامب بطريقة غريبة، مرة يهاجمها ويعاقبها ومرة يمدحها ويثني عليها.

?xml>