اخبار الكويت

ساساهارا لـ«الراي»: دخولي الدبلوماسية من أفضل قراراتي

– بناء الجسور مع كلّ طبقات المُجتمع… من سمات الدبلوماسي الناجح

– القائد الحقيقي لا يخجل من قول كنت مُخطئاً أو لم أكن أعلم

– لم أواجه تمييزاً بسبب كوني امرأة وكنت دائماً أُعامل باحترام

«القيادة لا تعني الكمال… بل الاعتراف بالخطأ حين يقع»، بهذه الجملة التي تعكس عمق التجربة وصدق التواضع، استهلت السفيرة الأميركية لدى الكويت كارين ساساهارا حديثها في لقاء خاص مع «الراي»، سلّط الضوء على ملامح من مسيرتها الدبلوماسية وتجربتها كامرأة تمثل بلادها في أحد أكثر مناطق العالم حساسية سياسياً وثقافياً.

ففي حوار اتسم بالشفافية والهدوء، تحدثت السفيرة عن بداياتها، والتحديات التي واجهتها، وأهم النصائح التي توجّهها للشابات الطامحات إلى السير في طريق الدبلوماسية.





رئيس «الإطفاء» يطلع على عمل أحد قوارب الإنقاذ

لم يكن الحلم.. بل الصدفة الملهمة

ساساهارا أكّدت أن الدبلوماسية لم تكن حلماً طفولياً أو هدفاً مُحدّداً لديها، قائلة «في سنوات الجامعة، كنت محاطة بأصدقاء من مختلف الدول والثقافات، وكان من المثير أن أتعرف على عوالمهم السياسية والاجتماعية. لاحقاً، انتقلت إلى واشنطن لدراسة الماجستير وهناك التقيت بدبلوماسيين أميركيين، وبدأت أرى أن هذا المجال مليء بالشغف والمعنى، فتقدمت لامتحان السلك الدبلوماسي ونجحت، وهذه كانت واحدة من أفضل القرارات في حياتي».

التحديات والسياق

وعند سؤالها عن التحديات التي واجهتها كامرأة دبلوماسية، أجابت «بصراحة، لم أواجه تمييزاً واضحاً بسبب كوني امرأة، ربما لم أكن حساسة لذلك بالشكل الكافي، لكنني كنت دائماً أُعامل باحترام، خصوصاً في الشرق الأوسط، حيث قضيت معظم مسيرتي، فالأهم أن تكون مهنياً، ملمّاً بمجال عملك، وجاهزاً لأداء مهمتك بكفاءة».

وعن عمل المرأة الدبلوماسي، قالت «لا أفكر في الأمر بوعي دائم، لكن من المهم تقدير متى يكون وجودي مناسباً ومتى لا، فالنساء عادة يسعين إلى إيجاد نقاط تلاقٍ وتواصل إيجابي في العلاقات المهنية، وهذا يساعد كثيراً في الأوقات السلسة وحتى العصيبة»، مُبيّنة أن بناء الجسور مع كل طبقات المجتمع يُعدّ من سمات الدبلوماسي الناجح، سواء كان رجلاً أو امرأة.

الاعتراف بالخطأ

وفي رؤيتها للقيادة، تؤمن ساساهارا بأنها ليست مرتبطة بشخصية مهيبة، بل بصفات إنسانية عميقة، «فالاستماع، والتعلم، والتعاطف هي أهم صفات القائد، فلا تكن قائداً يدور حول ذاته، ولا تأتِ بمشاكلك الشخصية إلى العمل. فأنتِ قدوةٌ للناس، وسيراقبون بدقةٍ كيفية تعاملكِ مع التوتر والقضايا الصعبة أو الحساسة، والقائد الحقيقي لا يخجل من قول: كنت مُخطئاً، أو لم أكن أعلم، والغرور وانعدام الأمان الشخصي، هما أسرع طريق لتدمير الروح المعنوية في الفريق».

«لا تجعلي كونكِ امرأة محور تركيزك»

ورداً على سؤال عن نصيحتها للفتيات اللواتي يرغبن في الدخول إلى عالم الدبلوماسية، قالت بثقة: «لا تركزي كثيراً على أنكِ امرأة، فالجميع يدرك ذلك، فالأهم هو تطوير الذكاء العاطفي، لتفهمي متى يشكل جنسك مشكلة للآخرين، وكيف تتعاملين مع ذلك، وهذه مهارة دبلوماسية ستخدمكِ في كل مراحل حياتك، وليس فقط في المهنة».

وشدّدت على أهمية إدراك إيجابيات وسلبيات الوظيفة، قائلة إن «السفر رائع، لكنك تقضي سنوات طويلة بعيداً عن عائلتك وأصدقائك. إن عدم قدرتك على حضور المناسبات العائلية المهمة لمجرد وجودك في مكان آخر هو تضحية. كوني واقعية في شأن قدراتك. اسألي نفسك: هل تمتلكين المهارات اللازمة لتكوني دبلوماسية جيدة، أم أن هذا يبدو مجرد مظهر مرموق؟ هل أنت مستعدة لمواصلة التعلم؟ هل أنت مستعدة للعمل لساعات طويلة في خدمة وطنك؟»

الأثر الحقيقي للدبلوماسية

أكّدت ساساهارا إيمانها بأن الدبلوماسية تُقاس بمدى قدرتها على خلق تواصل حقيقي، «كل مرة تنجح في خلق تعاون أو حلّ مشكلة من خلال التواصل مع الآخر، فهذا هو الأثر الحقيقي للدبلوماسية».

نحو دبلوماسية أكثر تمثيلاً لمجتمعاتها

أكّدت ساساهارا أن التمثيل المتنوع داخل السلك الدبلوماسي ضروري وفعّال «فكلما مثل السلك الدبلوماسي مُختلف مكونات المجتمع، أصبح أقوى وأكثر تأثيراً، لكن لا بد أن يظل المعيار الأساسي هو الكفاءة والقدرة على أداء المهمة».