تكنولوجيا

البشر ينتصرون: Psyho يهزم ذكاء OpenAI و”سام ألتمان” يهنئه

تخيّل نفسك جالسًا في مقهى صغير في طوكيو ورجلٌ في الثانية والأربعين من عمره يرتدي نظارات بسيطة ويبتسم بثقة، يفتح حاسوبه المحمول ويستعد لمواجهة واحدة من أقوى نماذج OpenAI المُصممّة خصيصًا لهزيمة البشر في البرمجة التنافسية. هذا ما فعله “Psyho” -المبرمج القادم من بولندا- في نهائيات AtCoder 2025 في طوكيو، عندما صنع التاريخ وهزم نموذج الذكاء الاصطناعي في مُسابقة “البشر ضد الذكاء الاصطناعي” أمام جمهور مذهول.

اقرأ أيضًا:

عرب هاردوير يقارن بين قدرات الذكاء الاصطناعي والإنسان في تجربة عملية

القصة الكاملة لعداء إيلون ماسك مع OpenAI و Sam Altman

بطلٌ هادئ.. لم يكن يبحث عن الشهرة

الغريب أنّ “Psyho” لم يكن يهدف أصلًا إلى خطف الأضواء، بدأ البرمجة كهواية منذ طفولته وتخصّص لاحقًا في الخوارزميات والتحسينات الرياضية، مُشاركًا بهدوء في مسابقات مثل Codeforces وAtCoder.

لكن التحدّي هذه المرة لم يكن عاديًا؛ إذ واجه نموذج OpenAI المُعدّل خصيصًا لحل المُشكلات البرمجية بسرعة ودقة مُدهشة، يعتمد هذا النموذج على تقنيات reinforcement learning مع قاعدة بيانات ضخمة من حلول مسابقات سابقة، وهو ما يجعله خصمًا مُخيفًا حتى للمُحترفين.

قال ديبياك على منصة “X”: “لقد انتصرت الإنسانية (حتى اللحظة)!”، مُشيرًا إلى أنه كافح بجهدٍ كبيرٍ لتحقيق هذا الانتصار بعد ساعاتٍ من التعب والإرهاق، حتى سام ألتمان -الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI- أشاد بأدائه قائلاً: “عمل رائع يا سايكو”.

التحدّي الذي حبَس أنفاس المُتابعين

بدأت المسابقة وامتلأت القاعة بأصوات لوحات المفاتيح المتسارعة، فيما يعرض المنظمون مؤشرات الحل في بث مُباشر على الشاشة. في البداية، تقدّم نموذج OpenAI، وحلّ المسائل الأولى بسرعة البرق حتى ظنّ الجميع أنّ النتيجة حُسمّت مُبكرًا.

لكن هنا ظهر الفارق البشري: قدرة Psyho على التفكير الإبداعي في مسائل لم يكن للنموذج فيها بيانات كافية، ومسائل تعتمد على تقدير ذكي للمصفوفات، وقدرته على تعديل الحلول بسرعة دون أخطاءٍ منطقية، جعلته يعود للمُنافسة بثبات؛ حتى تمكّن في اللحظات الأخيرة من حل مسألة “تحسين أقصى تدفُّق” باستخدام تقنية لم تكن مُتاحة للنموذج سوى بشكل نظري.

ما الذي يعنيه هذا الفوز للعالم؟

عندما أُعلن فوز “Psyho” على نموذج OpenAI، امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بالتعليقات المُشجعّة، واعتبر كثيرون هذه اللحظة انتصارًا لذكاء الإنسان المرن على سرعة الآلة، وأهمية الإبداع البشري حتى في عصر الذكاء الاصطناعي.

هذه النتيجة لا تعني أنّ الذكاء الاصطناعي ضعيف، بل تُظهر أنّ التعاون بين الإنسان والآلة هو المستقبل، لكن الإبداع والمرونة في التفكير سيظلان من أهم أسلحة المبرمجين الشباب الذين يودّون دخول عالم competitive programming والتعلُّم من قصص الأبطال.

في النهاية، قد تظن أن البرمجة مُجرّد كتابة أكواد على شاشة، لكن في الحقيقة هي ساحة قتال فكرية مُمتعة ومليئة بالحماس والتحديات، كما أثبت لنا Psyho في طوكيو، ومن يدري؛ ربما يأتي اليوم الذي تُشارك فيه في مثل هذه المسابقات، لتختبر شجاعتك في مواجهة الذكاء الاصطناعي، وتكتشف حدود قدراتك الحقيقية.

?xml>