5 أشياء يجب أن تراعيها عند شراء كيس للحاسوب!

على المستوى الشخصي، كُنت أسير بمبدأ شائع لدى الكثيرين ممن يُجمّعون حواسيبهم للمرة الأولى. هذا المبدأ يقوم على تناسى وجود شيء يُسمى صندوق الحاسوب (الكيس). كنت أهتمُ أكثر ما أهتم بكارت الشاشة، والمعالج، وسعة التخزين، والشاشة، واللوحة الأم، وحتى مزود الطاقة (الباور سبلاي) وأترك الكيس لنهاية الرحلة مُعتقدًا أن “أي صندوقٍ سيفي بالغرض، حتى لو كان صندوق قمامة”، وأبرر ذلك لنفسي: “المهمُ أن يستوعب المكونات”، أليست هذه مهمته الوحيدة؟
أكتب لكم هذه الكلمات الآن وأنا أبتسم؛ أبتسم لكم سذاجتي ولجهلي بأن اختيار الكيس لا يقل أهمية عن اختيار أي قطعة أخرى في الحاسوب، في الواقع قد يكون أهم، وأسباب ذلك كثيرة، لكن يكفي أن نقول إنك إذا اخترت كيس سيء، فسيتحول إلى مقبرةٍ لقطعك بدلًا من يكون حصنًا لها. لئلا يحدث ذلك، إليك 5 عوامل عليك أن تراعيهم عند اختيار كيس لـ “تجميعتك” الجديدة.
اختيار حجم الكيس المناسب ليس مهمًا لأنه يُحدد نوع المكونات أو القطع التي يمكن تركيبها فقط، بل لأنه يؤثر أيضًا على التبريد، وسهولة تنظيم الكابلات، ومدى قابلية التجميعة للتطوير مستقبلًا، وهذه عناصر سنتحدث عنها تباعًا بالمناسبة.
هناك 4 أنواع لأحجام صناديق الحاسوب:
الكيسات كبيرة الحجم Full Tower
تمتاز هذه الكيسات بارتفاعٍ يتراوح عادة بين 22 إلى 27 بوصة، وتناسب الحواسيب ذات الأداء العالي، كمحطات العمل (الوركستيشن) الاحترافية أو أجهزة الألعاب المتطورة أو الأجهزة التي تحتاج أكثر من كارت شاشة. توفر هذه الكيسات مساحة شاسعة لتحمل أي قطعة تم تصنيعها تقريبًا، وهي مُصممة لهذا الهدف بالأساس.
الكيسات المتوسطة Mid Tower
يبلغ ارتفاعها ما بين 18 و22 بوصة، وتعد الخيار الأكثر شيوعًا بين مستخدمي الحواسيب. وبينما يدعم النوع الأول لوحات الـ E-ATX، يدعم هذا النوع من الكيسات لوحات الـ ATX، والـ Micro-ATX، والـ Mini-ITX، ويتيح تركيب حتى كارتي شاشة في نفس الوقت. ما يجعل هذه الكيسات الأكثر شيوعًا أنها تحقق توازنًا جيدًا بين المساحة والسعر، وإن كانت إمكانيات التبريد فيها محدودة مقارنةً بالنوع الأول، لكن هذا مُتفهَّم.
الكيسات الصغيرة Mini Tower
تتراوح أبعادها بين 14 و18 بوصة، وهي ملائمة للتجميعات الصغيرة أو الاقتصادية، حيث تدعم غالبًا لوحات الـ Micro-ATX وMini-ITX فقط. تمتاز هذه الكيسات بخفة وزنها، لكنها تفرض قيودًا واضحة على التوسعة ولا تسمح عادةً بتركيب أنظمة تبريد كبيرة أو أكثر من كارت شاشة واحد.
الكيسات الصغيرة جدًا Small Form Factor (SFF)
غالبًا ما يكون ارتفاعها أقل من 14 بوصة، وهي الخيار الأمثل لمن يبحث عن حاسوب محمول أو إعداد مكتبي أنيق وبسيط، حيث تدعم لوحات الـ Mini-ITX فقط، مما يجعل تركيب القطع فيها تحديًا في كثير من الأحيان، وطبعًا تعاني هذه الكيسات على مستويي التوسعة والتبريد، لكنها تجمع بين الأناقة والعملية من حيث سهولة التنقل.

بعد حجم الكيس مباشرةً تأتي جزئية التبريد. يغفل الكثيرون عن هذه الجزئية للأسف الشديد ويعولون على المراوح والمبردات الخارجية، في واحدةٍ من أكثر الأخطاء فداحةً عند اختيار الكيس.
فكما نعرف جميعًا؛ كلما ارتفعت حرارة القطع، بدأت في فقدان كفاءتها، بل وربما تتعرض للتلف على المدى البعيد أو القريب، حسب درجة ومُدة التعرض للحرارة، وبالتأكيد طبيعة الاستخدام. إن تُرِكَت حرارة المعالج وكارت الشاشة دون تهويةٍ كافية، قد يحدث ما يُعرَف بـ “الخنق الحراري Thermal Throttling”، وفيه تَخفِض القطع أدائها تلقائيًا لئلا تحترق.
لتلافي هذه المشاكل، ابحث عن الكيسات التي تحتوي على أكثر من مروحة، واحرص على وجود لوحات شبكية Mesh للتهوية، حيث تساعد هذه اللوحات على تدفق الهواء بكفاءةٍ أكبر مقارنةً بالواجهات الأخرى المُصمتة. احرص أيضًا على وجود فلاتر بأعلى وأسفل الكيس لمنع تراكم الغبار والحفاظ على كفاءة تدفق الهواء.
وأخيرًا وليس آخرًا، لا نحتاج أن نُذكرك -لكننا سنذكرك 🙂- بأن مراوح الكيس والفلاتر المُدمجة لا تُغني عن حلول التبريد الهوائي والمائي، لا سيما في فصل الصيف الذي يتحول فيه الحاسوب إلى آلةٍ للشوي!

كان يمكن أن نتحدث عن أهمية “تنظيم الكابلات Cable Management” ضمن جزئية التبريد، لكن نظرًا لأهميتها واحتمالية تهميشها، قررنا أن نفرد لها جزءًا خاصًا.
قد تبدو العملية بسيطة وثانوية للوهلة الأولى، لكن كما توقعت؛ هي ليست كذلك البتة، سواء كنا نتحدث على مستوى الحواسيب الشخصية أو مراكز البيانات. فتنظيم الكابلات يضمن أولًا تدفق الهواء بسلاسة بين القطع، ما يمنع تراكم الحرارة ويُحسن كفاءة التبريد، كما يُسهّل من عملية الصيانة حال حدوث مشكلة، ناهيك أنه يُعطي حاسوبك المساحة للظهور بشكلٍ نظيفٍ وأنيق.
لتنظيم الكابلات على أكمل وجه، يُنصَح بتخطيط توزيعها مُسبقًا، واستخدام ملحقات مُخصصة مثل أشرطة الفيلكرو. وإذا كانت هذه مرّتك الأولى التي تُجمّع فيها جهازًا بنفسك، فينصح وبشدة أن تستعين بمتخصص وألا تُغامر، لكن إذا كُنت مُصرًا أو مُجبرًا لسببٍ ما، فحاول أن تعتمد تسمية واضحة لجميع الأسلاك عن طريق تغطيتها بأربطةٍ مميزة، كذلك تعرّف إلى أكثر الأخطاء شيوعًا لأن الأمر ليس بالبساطة التي قد تظنها.

التكنولوجيا تتطور سريعًا ومعها متطلبات تشغيل البرامج والألعاب. اختيارك للكيس لا يجب بأي حال أن يكون مُقيدًا بالحاضر؛ فكّر في احتياجاتك المستقبلية التي قد تطرأ بعد أقل من شهرٍ واحد! ولا تظن أن قابلية التحديث مرهونة باللوحة الأم فقط.
لكي نقول على الكيس إنها قابلة للتحديث، فيجب أن تكون كبيرة بما يكفي لاستيعاب كروت الشاشة وأنظمة التبريد على اختلاف أحجامها، ووحدات التخزين على اختلاف أعدادها.
بالمجمل؛ احرص على توافق حجم الكيس مع مقاسات اللوحات الأم الشائعة، وتوفّر مساحة كافية لتركيب أكبر القطع حجمًا، ووجود دعم جيد لأنظمة التبريد، وسهولة الوصول للكابلات وتنظيمها، وعدد ومواقع فتحات التخزين والمراوح، وعدد ونوع المنافذ الأمامية، بالإضافة إلى منافذ التوسعة. كل هذه أمور تجعل الكيس قابلة للتحديث في المستقبل، وتُعتبر مؤشرات جيدة جدًا للشراء ونحن مطمئنون.

آخر محورين سنتحدث عنهما في هذا المقال، ويُفضَل دائمًا أن يجتمعا لأن وجود أحدهما دون الآخر قد لا يكون ذو معنى.
بالنسبة لجزئية المتانة، فكان يُفتَرض أن نضعها في مرتبةٍ متقدمة، وحقيقة أننا وضعناها أخيرًا تأتي من منطلق بداهتها، خصوصًا إذا كنت تتحرك بالكيس كثيرًا أو تخشى الاصطدام بها أو ما شابه. كيس مصنوع من معدن سمكه 0.5 ملم مع قاعدة خلفية قوية وزجاج مُقسّى يوفر ثباتًا حقيقيًا وحماية فعلية. علاوة على ذلك؛ وجود الخامات الجيدة يقلل من فرص دخول الغبار أو الرطوبة إلى قطع الجهاز، وهذا يعفينا من مشاكل الحرارة التي تحدثنا عنها مرارًا أعلاه.
ولأن الأداء وحده لا يكفي، فلا بأس أيضًا، بل من المُفضل، أن تحرص على شراء كيسٍ جميلة تعكس ذوقك الشخصي وتمنح التجميعة كاملةً منظرًا يُحببك فيها ويجعلك تستخدمها وقتما تكون مُنطفئًا. وجود إضاءات الـ RGB والزجاج الجانبي كثيرًا ما يتخطى فكرة الشكل الجمالي ويمتد لكونه ركيزة أساسية في الحواسيب، لا سيما للستريمرز واللاعبين وكل من يهمه أن يكون راضيًا عن شكل حاسوبه ويرى المال الذي دفعه فيه يتجسد أمامه.
?xml>