منوعات

المنطقة العربية تنزف

ينتابني شعور بالقلق لما يحصل في عموم المنطقة العربية، ما حصل من اقتال في السويداء في سوريا، وعودة ملف الاقليات… ملف حارق، ملف اكاد اقول بانه متفجّر في وضع عربي هش… سوريا مفتوحة على كل التدخلات الخارجية. الامن القومي العربي ينهار بطريقة ماساوية في الحالة السورية. وهو وضع ليس افضل بكثير على الواجهة العراقية، ليس افضل بكثير في الخليج العربي، وفي علاقة بالاوضاع اليمنية… هذا ينضاف الى جرح لا يزال ينزف، جرح غزة ووضع الاطفال المفجع وحالة الجوع وعملية التقتيل الجماعي اليومي الذي تجريه النازية الجديدة والذي تتورط فيه يوما بعد يوم هذه النازيه الجديدة المقيتة بقياده نتنياهو… هذا يضاف اليه عودة النزاع والمواجهة بين النظام العربي الرسمي وبين الاخوان.

مصر اعلنت عن محاصرة تنظيم “حسم” وهو الجناح العسكري للاخوان المسلمين في مصر،

هذا التنظيم العسكري الذي كان يخطط لعمليات اغتيال وتفجير وضرب للمؤسسات وفق الخارجية المصرية.

هذا الحدث له جملة من التداعيات، من اهمها توتر ممكن بين القاهرة وبين أنقرة بما ان السلطة المصرية طالبت تركيا تسليمها قائمة من قيادات الجناح العسكري التابع للاخوان… يعني واضح جدا ان المسالة قد تفضي الى توترات بين البلدين.

هذه الملفات لو قمنا باحصاء التوترات والاشكاليات التي تتضمنها، بالطبع سنجد شمال افريقيا وما يحصل بين الجزائر والمغرب من توتر، واشكاليه البوليساريو… كل هذه المسائل تجعلني أفكر في مسالة هامة، مسالة المراهنة على الخلاص الفكري… لماذا اقول الخلاص الفكري؟ أقول الفكري ليس تنصلا من المسؤولية والمراهنة على الاجيال القادمة… الماساة نعيشها وهذا فقط ما يمكن ان ننجزه للحد من الخسائر.

سياسة الحد من الخسائر تعني انه ليس في امكاننا ما هو افضل كاستراتيجية للخلاص. الان ليس في امكاننا ما هو افضل، لانه وضع انقسام وضع اقتتال… وقد تابعت ما حصل في السويداء وما يحصل في سوريا… الامر اكثر من محزن،،، الامر قاتل… الموت في الروح !!!! كما يقول جون بول سارتر؛ في اخر الامر ادركنا مرحلة من التفكك، من التنافي، من التقاتل والاقتتال، الى حد انه لم يعد في امكاننا ان نأمل… الأمل يبدو كشكل من اشكال قلة الحياء بهذه المعطيات،،، ببؤس هذه المعطيات…

لذلك قلت أن علينا ان نراهن على جيل جديد، علينا ان نؤسس للتعليم. التعليم النقي من امراض التعصب ومن التاريخ الموجه والمشوه. علينا ان نراهن على الفن، الموسيقى، المسرح، السينما، الادب، الفكر… علينا ان ندفع نحو تقارب في البرامج على الاقل،،، البحث عن قواسم مشتركة،،، فقط هذا هو الامل الذي بقيَ لكي لا نسرف في تفاؤل ساذج ولكي لا نبالغ ايضا في السوداوية حتى وان كان الواقع يجيزها ويبيحها من منطلق الواقعية…

آسفه لكن هذا شعوري مساء اليوم

شاهد أيضاً
إغلاق