نتنياهو… الهروب إلى الفشل شبكة قدس الإخبارية

يبدو جليًّا أن بنيامين نتنياهو لا يفعل شيئًا سوى إضاعة الوقت، يتنقّل يومًا بعد يوم بين فكرة وأخرى دون خطة حقيقية أو رؤية متماسكة. كل ما يُعرض عليه من مقترحات، يتعامل معه بسطحية، يلتقطه سريعًا، يروّج له في اجتماعاته، ثم يمرّره إلى الإعلام… وكأنها إنجازات.
إليكم أبرز أفكاره المرتبكة التي تحوّلت إلى هلوسات سياسية فاشلة:
1. نقل سكان غزة والشمال إلى الجنوب :
بالفعل، نجح مرحليًّا في إجبار نحو 700 ألف مواطن على النزوح جنوبًا، تحت القصف العنيف و”الأحزمة النارية”. هؤلاء عاشوا أكثر من عام وشهرين في خيام مؤقتة، في ظروف إنسانية مأساوية.
لكن المفارقة أن نحو نصف مليون شخص بقوا في الشمال، رغم الجوع والقصف، وعاد النازحون بالكامل بعد اتفاق يناير، ما يعني أن الهدف لم يتحقق، والخطة فشلت في نهاية المطاف.
2. خطة التهجير القسري :
رغم الترويج المستمر لها، بما في ذلك من قبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي اقترح نقل سكان غزة إلى عدة دول، فشلت الفكرة منذ بدايتها.
لا دولة قبلت استقبال الغزيين، ولا استطاعت إسرائيل فرض الأمر كأمر واقع، ليبقى الحديث عنها مجرد تمنيات لا أكثر.
3. المرفأ الأمريكي على شاطئ غزة :
مشروع غريب أنفقت عليه ملايين الدولارات، بُني وفُكك بسرعة، دون أن نعرف لماذا أو كيف. لا هدف تحقق، ولا أحد يقدّم تفسيرًا منطقيًا لهذا العبث اللوجستي.
4. خطة الجنرالات لإفراغ شمال غزة :
كان الهدف واضحًا: إفراغ شمال غزة من السكان لبسط السيطرة الإسرائيلية عليها، تمهيدًا لإقامة مستوطنات ومواقع عسكرية قرب غلاف غزة.
لكن ما حدث فعليًا هو تدمير واسع لشمال غزة دون تحقيق السيطرة. انسحب الجيش بعد اتفاق يناير، ثم عاد مع عملية “عربات جدعون”، ومن المرجح أن ينسحب مجددًا في حال أي اتفاق قادم.
بالتالي، كل هذا الدمار لم يُنتج سيطرة حقيقية.
5. مدينة الخيام في رفح :
آخر ابتكارات نتنياهو: إنشاء مدينة خيام ضخمة في رفح لمحاولة احتواء سكان غزة وفرض نوع من “الإدارة الجديدة”.
لكن هذه الخطة تُواجه معارضة داخل الحكومة الإسرائيلية نفسها، ورفض واضح من الجيش بسبب التكلفة البشرية والمادية الباهظة.
ويبدو أنها في طريقها إلى الفشل كغيرها.
6. فرض السيطرة على الحياة العامة في غزة :
فشلت حكومة الاحتلال فشلًا ذريعًا في هذا المسعى، رغم محاولات عدة:
التواصل مع العائلات والعشائر لإدارة السكان، وواجهت رفضًا مطلقًا.
التنسيق مع رجال الأعمال والتجار، لكنهم رفضوا التعاون.
تشكيل مليشيا محلية في جنوب شرقي القطاع بقيادة شخصية تُعرف باسم “أبوشباب”، لكنها منبوذة شعبيًا ومحدودة الانتشار، وتحميها قوات الاحتلال.
مراكز توزيع مساعدات بإدارة شركات أمريكية، فشلت بدورها ولم تُحدث فرقًا يُذكر.
الخلاصة:
ما الذي أنجزه نتنياهو حتى الآن؟
تدمير غزة، قتل عشرات الآلاف، تهجير الملايين… دون أن يحقق السيطرة الفعلية التي يسعى إليها.
الاحتلال يمكنه الدخول إلى غزة عسكريًا، نعم…
لكن هل يستطيع التحكم والسيطرة على حياة سكانها؟
حتى أصغر طفل في غزة سيُجيب: لا.
وهنا تكمن المعضلة الحقيقية التي يتهرب منها نتنياهو.
إنه يعرف أنه فشل، لكنه لا يجرؤ على الاعتراف.