اخبار الإمارات

دعوة دولية لتعزيز أنظمة الرصد والإنذار المبكر لمواجهة الزلازل والتسونامي

دعا سعادة الدكتور عبدالله أحمد المندوس، رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، اليوم الجمعة، 1 أغسطس 2025، إلى تكثيف الجهود الدولية والوطنية في مجالات الرصد والإنذار المبكر، بما يضمن تحذيرات فعالة في الوقت المناسب للحد من الخسائر الناجمة عن الزلازل وموجات تسونامي، التي تُمثل تهديداً متصاعداً لحياة الإنسان والاقتصاد العالمي.

كوارث مدمرة تؤكد أهمية الإنذار المبكر

سلّط الدكتور المندوس الضوء على كوارث زلزالية كبرى شهدها العالم خلال العقود الماضية، مثل زلزال تشيلي عام 1960، وزلزال سومطرة عام 2004 الذي أسفر عن أكثر من 200 ألف ضحية، وزلزال فوكوشيما عام 2011، مؤكداً أن موجات تسونامي الناتجة عن الزلازل البحرية تشكّل خطراً وجودياً على المجتمعات الساحلية.

أكثر من 140 زلزالاً شديد القوة خلال نصف قرن

أوضح المندوس أن العالم شهد خلال الخمسين عاماً الماضية أكثر من 140 زلزالاً بقوة تفوق 8 درجات على مقياس ريختر، تسببت غالبيتها في موجات تسونامي مدمرة، أدت إلى وفاة أكثر من 250 ألف شخص، وتسببت في خسائر مادية تفوق 100 مليار دولار.

التحذير وحده لا يكفي دون استجابة على الأرض

وأشار إلى أن الزلزال الأخير في شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية، الذي بلغت قوته 8.8 درجات، أعاد التأكيد على أهمية نظم الإنذار المبكر، حيث أسهمت التحذيرات السريعة في التخفيف من آثار التسونامي، مشدداً على أن “التحذير لا يُنقذ الأرواح إن لم يصل في وقته، ويقابله استعداد فعّال على الأرض”.

فعالية الإنذار تعتمد على سرعة التحليل والاستجابة المجتمعية

أكد المندوس أن فعالية أنظمة الإنذار المبكر ترتبط بقدرة شبكات الرصد الزلزالي والعوامات البحرية الذكية على نقل البيانات وتحليلها بسرعة، فضلاً عن جاهزية البنية التحتية، ووعي المجتمع بطرق التصرف في حالات الطوارئ.

“الإنذار المبكر للجميع”.. مبادرة في قلب أولويات المنظمة

ونوّه إلى أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تضع مبادرة “الإنذار المبكر للجميع”، التي أطلقتها الأمم المتحدة، على رأس أولوياتها، مشيراً إلى أن الهدف منها هو ضمان وصول تحذيرات مبكرة من الكوارث إلى جميع سكان العالم بحلول عام 2027، باعتبار أن “الإنذار المبكر حق إنساني، وليس رفاهية”.

الإمارات نموذج عالمي في دعم جهود التنبؤ والاستعداد

أشاد الدكتور المندوس بدور دولة الإمارات في دعم البنية العالمية للرصد والإنذار المبكر، من خلال استضافة المبادرات والمراكز البحثية المتقدمة التي ترفع من جاهزية المجتمعات في المنطقة والعالم لمواجهة الكوارث.

شراكات دولية لحماية المجتمعات الأكثر تعرضاً للخطر

وأوضح أن المنظمة تقود تحالفات مع وكالات أممية ومراكز أبحاث عالمية لتسريع تنفيذ أنظمة الإنذار في الدول الجزرية والدول النامية، التي تُعد الأكثر عرضة لمخاطر الزلازل وموجات تسونامي، مشيراً إلى أن هذه الشراكات تمثل جزءاً من استراتيجية عالمية لبناء مجتمع أكثر مرونة.

دعوة للاستثمار في البنية التحتية وتعزيز الوعي المجتمعي

اختتم الدكتور المندوس بالتأكيد على أهمية الالتزام الجماعي من الحكومات والمؤسسات لدعم البنية التحتية والتكنولوجيا، وتعزيز التشريعات، إلى جانب دور الأفراد في التعرف على إجراءات السلامة، قائلاً: “كل ثانية فاصلة بين الزلزال والإنذار، تُبنى فيها القدرة على الصمود أو تُفقد، وكل خطوة استباقية اليوم تعني فرصة أكبر للنجاة غداً”.