منوعات

٥٠ حالة طلاق يوميا يقع النطق بها من المحاكم التونسية

نشرت صحيفة الشروق اليومية التونسية منذ يوم تقريبا رقما مفزعا يؤكد ان المجتمع التونسي يمر بازمة عميقة، أزمه حادة خطيرة.

50 حالة طلاق يوميا يقع النطق بها من المحاكم التونسية.

هذا الرقم استفزني لان الازمة بانت عميقة، لان الازمة في لحم المجتمع التونسي: تفكك وعنف، سلوك هستيري،،، نجده ونصادفه في كل اركان المجتمع… نشعر ان الموضوع يتجاوز الازمة الاقتصادية، ويتجاوز انسداد الافق على مختلف الصعد السياسي الاجتماعي الثقافي التعليمي… المسالة اصبحت خطيرة جدا، المسالة يمكن القول بانها تمس أساسيات الوجود الاجتماعي في تونس.

الكل يعلم ان أرسطو كان يعتبر الأسرة قاعدة المجتمع وأساس تشكل الدولة. إذًا هذا العنف يؤكد أن هنالك قلق، أن هنالك حرج، وأن هنالك اشكالية في مستوى التعايش المشترك.

العيش المشترك او التعايش المشترك، حق الاختلاف الذي نتحدث عنه في مجال الثقافي والمجال الطائفي في علاقة بالاقليات وفي علاقة بالحقوق داخل الاسرة اصبح غير ممكن: حق الاختلاف، حق التمايز والتعايش في اطار الوحدة، وفي اطار ديناميكية التعدد، تعدد الامزجة، تعدد الاذواق او اختلافها ايضا، وفي الاراء ايضا…

كل هذا يؤكد اننا نمر بمرحلة صعبة، مرحلة عصيبة، مرحلة التفكك الشامل. وهذا بالطبع يحتاج منا الكثير من التفكير، لكنه يفرض علينا ايضا تصور اجراءات ثورية لحماية المجتمع من الانهيار .

هذه الركيزه الاولى للمجتمع الاسرة هي الركيزة الاولى للمجتمع. إذا كانت الاسرة في هكذا مستوى من التازم، فهذا يؤكد ان لا مستقبل لنا… لن ننتج الا اجيالا غير سوية في المستوى النفسي، غير متماسكة في مستوى الذهني، حامله لكل اشكال الامراض النفسية والامراض الخطيرة من سكيزوفريانيا الى جنون عظمة الى كل اشكال الانحراف العصابي الذي يمكن ان نتخيله.

علينا ان نفكر في هذا، وانا اعتقد ان هذه الازمة تمر بها جل المجتمعات العربية حتى وان كانت الارقام خرساء لدى الاقطار العربية الاخرى، لانه في عديد الاقطار العربية الاحصاء يكاد يكون محتشما ان لم نقل معدوما …

شخصيا افكر في هذا، وادعوكم الى ان نفكر سويا: ما هي الدوافع؟ ما هي الاشكال التي جعلت كل محاولات التحديث لم تنجح؟ والخروج من جلباب الرجل المشرقي المتخلف المتعصب المتسلط، الخروج منه لم يكن دائما موفقا، على الرغم من ان هكذا شكل مدان، وعلى الرغم ان هكذا شكل اجمعت النخب على تركه؟؟؟